الإمارات تستثمر فكر الإنسان

admin18 أغسطس 2024آخر تحديث :

الإثنين 19/8/2024 الساعة 03:29 بتوقيت أبوظبي

لم تتأخر دولة الإمارات منذ تأسيسها قبل نصف قرن من الزمان الريادة ومواكبة الآفاق الجديدة كافة مجالات الحياة، خاصة تلك المتعلقة…

ومن هذه المجالات “الاقتصاد الإبداعي” الذي لا يزال يعتبر جديدا رغم انطلاقته عالميا عام 2004، والذي يعتمد على المجالات الثقاة والإعلامية والتراثية وغيرها.

ويتوقع التقرير الذي تداولته وسائل الإعلام قبل يومين المكانة الرائدة لدولة الإمارات هذا القطاع ويسلط الضوء على ريادة الإمارات هذا المجال كنتيجة طبيعية لاستراتيجية حكومة الإمارات القائمة على تطبيق مفهوم التنمية المستدامة. التصرف بشكل استباقي وعدم التأخير متابعة كل شيء.

لأن الإمارات كانت رائدة مجال الفضاء وتكنولوجيا الاتصالات والرقمنة. كما أنها من أوائل الدول العالم التي استفادت من الطفرة الكبيرة الذكاء الاصطناعي وتنوع استخداماته وتطوير تطبيقاته لتشمل جميع جوانب الحياة تقريباً. بحيث يصبح الاقتصاد بأهدافه التنموية وأدواته الرقمية موازياً للإبداع البشري.

ويحقق القطاع الجديد هدن نفس الوقت. الهدف الأول: إطلاق مسار تنموي واقتصادي جديد يعتمد كلياً على قدرات الإنسان ومواهبه. ثم يتجاوز الأمر حدود ما يسمى بالاستثمار الإنسان، ويصل إلى الاستثمار “القدرات البشرية والمواهب الفكرية”. ومن المعروف علم الاقتصاد أن الموارد البشرية هي الأكثر شمولاً واستدامة من بين جميع الموارد الطبيعية. لقد ركزت الاستثمارات الإنسان حتى الآن على تحسين قدرات الإنسان على العمل والإنتاج وبذل الجهد وتنمية قدراته ومهاراته البدنية والعقلية، حتى يتمكن من اكتساب القدرات الإنتاجية والقيمة التي من خلال إضافتها يصبح قادراً على تعظيمها داخل المجتمع. نظام التنمية الشامل كل دولة.

الهدف الثاني: الاستثمار المواهب البشرية والمهارات الإبداعية. وبذلك تضاف عناصر جديدة غير تقليدية إلى قائمة الموارد الاقتصادية وأدوات الإنتاج. يشمل الفن بفروعه المتعددة، كالرسم والغناء والموسيقى والتمثيل والنحت والتصوير، والأدب بأشكاله من قصص وروايات وأدب الرحلات والخيال العلمي، وغيرها من الوسائل التي تتيح للموهوبين ممارسة هذه الأنشطة واستقبالهم من خلال الجمهور المتلقي.

إن إدارة الإبداع الإنساني وفق المفاهيم والأدوات الاقتصادية من شأنها أن تفتح آفاقاً واسعة لقدرات الإنسان الإبداعية وتساهم تنميتها وتوسيع نطاق استخدامها على مستوى المجتمع والدولة. وهكذا يتحول النشاط البشري الطبيعي بمخرجاته ونتائجه إلى “صناعة” كاملة. ويتم بعد ذلك دمج هذه الصناعة مع الأنشطة الاقتصادية الأخرى النظام الأوسع المعروف بصناعة التره. ورغم أن الإمارات تتعامل مع هذه القضية من منظور أوسع من “التره”، إلا أن ذلك هو منظور “الثقافة” وليس مجرد التره.

وهناك مزايا كبيرة ومتنوعة لهذا المسار المزدوج والتوازي بين إفساح المجال للإبداع وإدارته بقواعد وآليات اقتصادية. وهذا يتماشى مع الاتجاه العام الذي تسعى معظم دول العالم إلى تنويع مصادر الدخل ومضاعفة المصادر، والابتعاد عن الاقتصار على المصادر التقليدية أو الاقتصار على مصادر محددة، خاصة إذا كانت غير مستدامة.

وتدرك دولة الإمارات بتجربتها وتجاربها التنموية أن الاقتصاد الإبداعي سيكون من أسرع الاقتصادات نمواً الدول المتقدمة بشكل خاص. بعد أن تجاوزت مساهمتها الناتج المحلي الإجمالي العالمي 6.1%. واستشرافاً للمستقبل الكبير الذي ينتظر هذا الأفق التنموي الجديد، جعلت دولة الإمارات من الاقتصاد الإبداعي أحد ركائز استراتيجيتها للنمو خلال نصف القرن المقبل.

وطالما أن دولة الإمارات جعلت من خلق الاقتصاد الإبداعي هدفها، فلا بد من تحقيقه بأفضل تخطيط وتنذ ومتابعة وتطوير. وليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي تنافس ها دولة الإمارات دول العالم وتسبقها، ليس فقط تطوير وتحديث نشاط أو مجال قائم، بل أيضاً تطوير وابتكار أنشطة ومشاريع غير مسبوقة. الحقول.

مقالات ذات صلة

الآراء والمعلومات الواردة مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعكس اتجاه الصحيفة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة