بو صعب يواصل التلاعب بالقضاء.. وسماحة يفضحه

admin15 أكتوبر 2024آخر تحديث :

وكشف المتهم نقولا سماحة للمواطنين متفاخرا أن الشكوى المقدمة ضده يجري التحقيق فيها من قبل ضابط قطار بكفيا المكلف بالتحقيق: “ولقد قبضنا على المدعي العام، وحالاً سأغادر”. تظهر مثل أي شخص آخر… وتغلق الشكوى. المحامي وضباطنا ومعالجونا سيكونون معي”.

صحيفة تعرض هذه المعطيات برسم لمعالي وزير الداخلية والمدير العام لقوى الامن الداخلي والقضاء في مواجهة تدخلات بو صعب وسماحة المتهم بالرشوة وازدراء الدولة القانون والقضاء، حتى قبل فتح محضر التحقيق، وزعمه «أننا مسيطرون مع الضابط والنيابة العامة وستتابع هذه القضية حتى النهاية لكشف الحقيقة وتقديم الجاني إلى العدالة». لا لـ”تهريبه”.

مداخلات موثقة لبو صعب

تاريخ بو صعب الحافل بالتدخلات الفاضحة في القضاء طويل. وقد فضحته العديد من الجهات الحقوقية ونشطاء “المفكرة القانونية” باعتباره يجسد شخصياً نموذجاً فاضحاً للفساد السياسي والتلاعب بالقوانين في لبنان واستغلال منصبه لزيادة نفوذه وتوضيح القوانين في لبنان بما يخدم من يخدمه. مصالحه الخاصة ويتجاهل تماما مصالح الشعب. وتتعدى تفاصيل فضائحه التدخل السافر في القضاء، لتشمل فضائح مالية وتدخلات سياسية وانحياز واضح ضد البنوك على حساب أموال المودعين.

التدخل السافر في القضاء

وكشفت القاضية ستيفاني صليبا أن بو صعب متورط بشكل مباشر في محاولات فاضحة للتأثير على العدالة في قضايا تتعلق بأقاربه. وفي 13 أيار/مايو 2024، أصدر مجلس القضاء الأعلى بيانا حدد فيه رد القاضي على محاولة بو صعب التدخل في ملف قضائي يتعلق بأحد أقربائه.

لكن بو صعب لم تكتف بالتدخل، بل استخدمت وسائل الإعلام للتشهير بالقاضية التي لم تستسلم لضغوطه، بهدف ترهيبها وتشويه سمعتها. ومن آثارها استغلال النفوذ السياسي للسيطرة على القضاء وإضافته إلى قائمة المتورطين في تقويض استقلال القضاء. وهو سلوك يرقى إلى جريمة “التدخل في العدالة” ويعاقب عليها بموجب قانون العقوبات اللبناني (المادة 419)، بحسب مقال المحامي نزار صاغية في “المفكرة القانونية”. إن مجرد استخدام وسائل الإعلام كأداة للابتزاز والتشهير جريمة أخلاقية وقانونية.

التورط في فضيحة “الكابيتال كونترول”.

وكان بو صعب أحد الأطراف الأساسية التي دفعت بمشروع قانون «الكابيتال كونترول» في مجلس النواب، لكن مقترحاته لم تكن سوى كلام احتيالي من خلال انحياز واضح ضد البنوك التي سرقت أموال الشعب اللبناني. وكانت التعديلات التي طرحها بو صعب أكثر تطرفا من مشروع الحكومة نفسه، حيث منحت البنوك الحماية القانونية الكاملة من الملاحقة القضائية، وضمنت استمرارها في تهريب الأموال إلى الخارج دون أي محاسبة، واستبعدت أي إصلاح حقيقي يحرم البنوك من أموالها من شأنها حماية المودعين، بحسب «المفكرة القانونية».

وبدلا من أن تكون وظيفته حماية حقوق المودعين، تآمر بو صعب مع البنوك للحفاظ على حصانتها من العقاب من خلال طرح تعديلات من شأنها أن تمنع أي محاولة لمحاسبتها على الجرائم المالية المرتكبة بحق اللبنانيين. وأهدر بو صعب ثلاثة أشهر من المماطلة في مقترحات لم يدافع عنها حتى النواب.

معركة المجذوب والتلاعب بمناصب الدولة

ولم يقتصر فساد بو صعب على القطاعين المالي والقضائي، بل امتد إلى التدخل السافر في الإدارة العامة. أشهر فضائحه كانت معركة الفساد التي خاضها مع الوزير طارق المجذوب. قام بو صعب بتعيين ندى عويجان، ابنة عمه، رئيسة لمركز البحث والتطوير التربوي بشكل غير قانوني عام 2015، في انتهاك لقانون الجامعات اللبناني الذي يحظر تعيين أساتذة غير دائمين في مناصب مماثلة. ولم يكن هذا التعيين سوى تضارب صارخ في المصالح وإدامة لثقافة المحسوبية التي كانت تدمر الإدارة العامة.

ولم يتوقف بو صعب عند هذا الحد، بل أطلق حملة إعلامية قوية ضد المجذوب، عندما حاول تصحيح الوضع وإبعاد عويجان من منصبها غير القانوني، بحسب المفكرة القانونية. لكن وسائل إعلام موالية لبو صعب شنت هجوما مسيئا على مجذوب، محاولا حماية مصالحه الشخصية ونفوذه غير القانوني في المؤسسات التعليمية.

تشريعات الإفلات من العقاب

وأصر بو صعب خلال جلسات مجلس النواب على إقرار تعديلات تشريعية تهدف إلى حماية البنوك من الملاحقة القضائية في وقت يعيش فيه المودعون اللبنانيون تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الطاحنة. ولم تكن تغييراته أكثر من محاولة سافرة لإضفاء الشرعية على تهريب الأموال وحرمان اللبنانيين من أي أمل في سداد ودائعهم.

لقد اتاجر بو صعب بنفوذه السياسي لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الشعب اللبناني، من التدخل في القضاء إلى حماية البنوك الفاسدة، ومن استثماراته المشبوهة في الخارج إلى تلاعبه بالإدارة العامة وهو من أسوأ الأمثلة على ذلك. السياسيون الذين خانوا الشعب وتآمروا مع البنوك والنخب الفاسدة لتدمير مستقبل البلاد.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة