المنطقة بين الردح والرد

admin15 أغسطس 2024آخر تحديث :

ويعرف بعض أهل اللغة العربية كلمة الردة بأنها رفع الصوت وتطويل اللسان بالكذب والبهتان والتضليل.

ولعل هذه الكلمة هي أدق وصف لما يفعله أتباع الإخوان والمليشيات من الغوغاء الذين ابتلوا بنا عصرنا هذا.

وسواء كان رد فعل إيران على إسرائيل، نتيجة اغتيال تل أبيب لزعيم حماس إسماعيل هنية قلب العاصمة طهران، فإن بعض أجزاء المنطقة العربية تظل ساحة لكثير من الهراء والأزمات والخلافات، وهذا أمر لا بد منه. وأعقبت الفوضى التي شهدتها البلاد منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وإذا كان هناك رد فعل إيراني حقيقي يستهدف العمق الإسرائيلي فلا بد من القول: كل طرف يعرف حدوده جيدا. العودة إلى منطقة القوة.

والجديد على من هو مستعد هو أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، قد تم تبرئة كل حقوقها الحقيقية على مستوى الشرق الأوسط، باستثناء مسألة الدفاع عن إسرائيل، وهي أحد ثوابت السياسة الأمريكية الخارجية وحتى الداخلية. .

الأزمة الكبرى تتمثل النقاشات التي يمارسها الإخوان والميليشيات بخيانة وشتم العرب، وكأن المليشيات التي تقف خلفها حققت إنجازات تنهي الاحتلال أو تخفض معاناة المواطنين.

والحقيقة هي أن الحوار وحده هو الذي يمكن أن يحل أي مشكلة، والمفاوضات الجادة هي السبيل الأفضل والوحيد لتجنب حرب شاملة، يمكن أن تنزلق إليها المنطقة، إذا استمر المتطرفون هنا وهناك، سواء كانوا إسرائيل أو الفصائل. التي تتاجر بها.

وحتى الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري الرسمي دونالد ترامب، لم يخف خوفه من نشوب حرب عالمية ثالثة، بسبب الصراع الدموي الذي شهده الشرق الأوسط الأشهر الأخيرة، وإن كان ترامب يسلم خليفته الرئيس جو بايدن، ويصفه باعتبارها ضعيفة وترتجل سياسة غامضة ذات أداء مشوش.

ويتمسك ترامب بقوله المتكرر: لو كنت رئيسا، لم يكن ليحدث أي شيء من هذا، وعندما سأله رجل الأعمال الأمريكي الأشهر إيلون ماسك عن معنى ذلك، خلال محادثة تتابعت مليارين حول “X” منصة (تويتر سابقا) قبل أيام، قال ترامب: لقد فرضت عقوبات سخية على إيران سنوات حكمي، هذه القضية جعلتها غير قادرة على دعم ميليشياتها لارتكاب حماقات كبيرة، وما يهمه بايدن هو رفع العقوبات. عداوة الحلفاء ورضا الأصدقاء ضمن معايير كارثية.. انتهى كلام ترامب.

ولعل كل هذا يضعنا أمام تحديات كبيرة أسلوب المتطاولين على العرب والعروبة مخزي وهذا المنطق يمكن أن يكون مقبولا ويفهمه أحيانا الضحايا والبسطاء ويكون اللوم على أقاربهم ولكن من جهة أخرى. المتعلمين والذين يدعون الفهم، ليس أكثر من احتيال أو خداع وسوء تقدير فادح.

وللدفاع عن إيران وردها المتأخر دفاعاً عن «شرفها»، ينهض متحدثون عرب ومجندون رقميون لمهاجمة العرب والعروبة عموماً، وكأن شعب فلسطين العربي أصبح غير عرب، أو كما تفعل مواكب الشهداء من أجلها. فلسطين كانت غير عرب وليست عربا.

وهذا الخداع يجب ألا يخت، وعلى من يريد الدفاع عن غزة وأهلها المتضررين ألا يخلط بين ذلك وبين الاعتداء على وطن يشرف بالانتماء إليه، والتضليل الإعلامي والسياسي الذي يحاول فصل القضية الفلسطينية عن قضيتها العربية. البيئة وطرحها كقضية تخص أطرافاً معينة أو قوميات أخرى. وهو جزء من خطة أوسع لتفكيك الهوية العربية وتحويلها إلى تجمعات عرقية أو طائة متحاربة فقط، لذا يجب أن نحذر من هذه المحاولات ونرفضها بكل ما أوتينا من قوة.

ومن المؤسف أن القضية الفلسطينية، وهي عادلة بعدها التاريخي وتحافظ على تراث أجيال متعاقبة من العرب المخلصين، ترتبط بمجموعات من القتلة والفاسدين والتجار كل شيء حتى فلسطين هذه القضية ليست من أعدائها، بل من أطراف تريد أن تغسل أوساخها بطهارة عدالة قضية معلومة.

وهناك من يقول: إن تأخر الرد الإيراني يعود لسبب واحد، وهو أنها لم تكمل الصفقة النهائية مع الولايات المتحدة الأمريكية لمبادلة دماء إسماعيل هنية مقابل إلغاء العقوبات الأمريكية على المؤسسات والمؤسسات. أفراد مرتبطون بالحرس الثوري، والإفراج عن نسبة من ملياراته المجمدة مع عودة غير مقصودة إلى المفاوضات حول الملف النووي. هذه هي إيران، كما يقول وزير خارجيتها السابق جواد ظريف: مصالحها تأتي من أجل مبادئه.

الآراء والمعلومات الواردة مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعكس توجهات الصحيفة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة