خطة بلينكن الجديدة

admin21 أغسطس 2024آخر تحديث :

الخطة الجديدة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أقرب إلى أداة الاستسلام منها إلى صفقة عادلة تنهي الحرب وتحقق السلام فلسطين.

وهذا هو رأي البعض، لكن من غير المرجح أن توافق حماس على ذلك، كما يقول كبار قادتها.

وهنا ينبغي أن تستند نقاط الجولة الأخيرة للوزير الأميركي المنطقة إلى رسائل اللقاءات التي عقدها تل أبيب والدوحة والعلمين، لا سيما أنه تمسك بالنبرات المتفائلة لرئيسه جو بايدن، لكن دون أي بصيص أمل يعيد الثقة بين الأطراف المتصارعة.

أولاً: ربما كان التصعيد الإقليمي هو الظرف الأنسب لتحرر غزة من الهجوم الإسرائيلي عليها، على الأقل نظر إيران وميليشياتها المسلحة، لكن هل تتغير الحسابات الدولية هذا الصدد؟ الجواب بكل بساطة لا، لأن الاستراحة وسعت الهامش، كما يقول المثل.

ثانياً: كل الحروب سيئة كما يقول الحكماء، لكن هذه الحروب قد تكون بعض الأحيان السبيل الوحيد للتخلص من الصراعات وطريقاً مثالياً لتسويات كبيرة، وهذا ما لا بد من رؤيته حتى اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية عام 2011. ولم توقف طهران عجلة التفاوض بين إسرائيل والفصائل غزة برعاية وساطة عربية وأميركية.

ثالثاً: لنفترض جدلاً أن الحرب غزة انتهت وتم تبادل الرهائن وإطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين، يبقى السؤال: هل تحررت القدس؟ فماذا استفادت القضية الفلسطينية من هذا الاستهتار.

رابعاً: من المؤكد أن إسرائيل لم تخسر شيئاً مهماً من شأنه أن يقوض وجودها وتتدفق الأسلحة إلى إسرائيل بغزارة، وهذه معضلة كبيرة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، فالديمقراطيون يدعمون إسرائيل بكل الطرق الممكنة والمستحيلة أحياناً.

خامساً: لكن حسابات إيران لا تزال على طريق الصبر الاستراتيجي، ف(عدم الاستجابة) أو عدم الحساسية التي لا نهاية لها، وحزب الله أيضاً له حساباته، ولن يخرج عن قرار طهران، والحوثيون اختاروا الصمت المطلق، فكيف سيكون ذلك؟ هل يحدث التصعيد الإقليمي، طالما اختار اللاعبون مغادرة الملعب والذهاب إلى غرفة الملابس، ببساطة، الأزمات قائمة؟

سادسا: من قال إن الهجوم على إسرائيل هو هدف العرب ورغبتهم، فآخر حرب مع إسرائيل كانت سبعينيات القرن الماضي. ذلك الوقت لم تكن هناك دولة فلسطينية، والآن هناك دولة فلسطينية رسمية لها رئيس ومقر داخل فلسطين، وتعترف بها جامعة الدول العربية، ولا يمكنها تجاوز قيادة هذه الدولة، وأي انتهاك يعني فقدان سيادته.

سابعا: المليشيات المرتبطة بإيران ليس لها علاقة بفلسطين أو التحرير. و النهاية، فإنهم ينفذون ما يمليه عليهم الحرس الثوري، وحتى الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان، أجبره أو اختاره الآن. تتبع سياسة إيران بناء على منهجية الحرس الثوري الإيراني وهي مجلة مرتبطة مباشرة بمكتب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

وخلاصة ما أريد أن أنقله للقارئ الكريم هو أن كلام الإدارة الأمريكية أصبح الآن غير منطقي، وجهودها غير ملزمة، وما يتم الحديث عنه إعلاميا قد يكون بعيدا عن الواقع السياسي الذي تعيشه الولايات المتحدة. تشهد المنطقة العربية، نتيجة ما حدث يوم 7 أكتوبر.

الآراء والمعلومات الواردة مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعكس توجهات الصحيفة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة