فتح فصل جديد في المسار الدستوري والبروتوكولي لعملية تعيين الحكومة وبعد اختتام الاستشارات النيابية غير الملزمة، بدأ الرئيس المنتخب نواف سلام بتفكيك الألغام بدءاً بالمنجم الأكبر الذي يجري التفاوض معه حالياً «الثنائي الشيعي» حول المشاركة في الحكومة وبحسب أي صيغة أو قواعد، من توزيع حقائب الدولة إلى مستوى التمثيل والتوجه إلى الإدارة المرحلة المقبلة… إلا أن لقاء سلام اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة يعتبر… وتفصيلاً، قال مصدر بارز من الثنائي لـ«»، مؤكداً أن «أجواء التواصل وأضاف أن “الساعات القليلة الماضية كانت إيجابية، حيث أظهر الرئيس المنتخب مستوى عال من الانفتاح والتفاهم والإصرار على الشراكة”. تفاصيل إدارة الدولة والحكم موجودة وقد توصل إلى اتفاق مع الكتلتين الرئيسيتين في عملية الشراكة. وهذا الأمر سيتضح في لقاء عين التينة اليوم. كما كشف المصدر: أن “الكلام السعودي الذي سمعه “الثنائي الشيعي” كلام طيب وإيجابي، ويؤكد أن اللغة التي عبر عنها البعض بنفس التحرش والتعدي لا تمثل سياسات المملكة العربية السعودية”. لبنان وغير مقبول هناك لا من قريب ولا من بعيد”.
ام فرحان في بيروت
وينتظر أن يعبر عن هذا الموقف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي أعلن أنه سيزور لبنان الأحد المقبل للتهنئة على استكمال الانتخابات الرئاسية والحكومية ولبحث فرص تعزيزها مع كبار المسؤولين اللبنانيين وتطوير الوضع السياسي. العلاقات اللبنانية السعودية والدعم الذي يمكن أن تقدمه المملكة للبنان في مختلف المجالات.
لكن قبل ساعات من وصول ماكرون إلى لبنان اليوم في زيارة عمل، قالت الرئاسة الفرنسية في بيان أمس إنه وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «أشارا خلال محادثة هاتفية إلى أنهما سيبذلان قصارى جهدهما لدعم تلك التي اقترحتها الحكومة الجديدة». أجرت السلطات اللبنانية مشاورات بهدف… تشكيل حكومة قوية قادرة على الجمع بين تنوع الشعب اللبناني، وضمان الامتثال لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان واتخاذ الإجراءات اللازمة. “إن تنفيذ الإصلاحات سيضمن ازدهار البلاد واستقرارها وسيادتها”.
الإصرار على الجمع
الى ذلك، أكدت أوساط سياسية لـ«» أن نتيجة اللقاء المرتقب اليوم بين بري وسلام ستكون مؤشراً على الاتجاه الذي ستتخذه علاقة سلام بـ«الثنائي الشيعي» في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل احتمالات قيام الطرفين الانضمام للحكومة الجديدة.
وأشارت هذه الأوساط إلى أن لقاء عين التينة سيمثل الخطوة الأولى في نقل عملية تشكيل الحكومة من مرحلة المشاورات البروتوكولية غير الملزمة إلى مرحلة المشاورات العملية والفعلية، بهدف معالجة أزمة الثقة أولاً مع “الثنائي” جاء من خارج النص. ولفتت المصادر إلى أن سلام يصر على أن حكومته تحظى بدعم جميع الأطراف من دون تهميش أي منهم، مؤكدة أنه منفتح على معالجة أي مخاوف يثيرها «الثنائي الشيعي» بسبب الظروف التي أثيرت في هذه المهمة. ومن المرجح أن يكون موقف «الثنائي» مرتبطاً بما سيطرحه الرئيس المنتخب وما هي الحدود التي يمكن أن يصل إليها في الاستجابة لمطالب «حزب الله» و«حركة أمل».
المساعدة والسلام
واختتم سلام مشاوراته النيابية غير الملزمة في اليوم الثاني بعد لقاء عدد من النواب أمس وغادر البرلمان دون الإدلاء بتصريح. ونقل النائب جهاد الصماد عنه قوله: “في ظل الخلاف القائم ليس هناك سوى حلين: إما التفاهم أو التسوية”.
ومن المنتظر أن يلتقي سلام رئيس العماد جوزاف عون، اليوم، بعد اختتام لقاءاته مع بري وحزب الله، في أول لقاء بينهما بعد تعيينه.
وقال عون لشيخ العقل من الطائفة الدرزية سامر ابي المنى في بعبدا: “نأمل أن يوفق الله رئيس الحكومة المكلف في تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، ما يسهم في الخروج بنتيجة إيجابية. وأضاف: “أمامنا فرص كبيرة، فإما أن نستغلها، أو نذهب إلى مكان لا نريد الذهاب إليه لأننا لم نساعد أنفسنا حتى يساعدنا الآخرون”. أتمنى من جميع المسؤولين وندرك خطورة الوضع ومدى الخيارات المتاحة أمامنا. كل هذا يتوقف على اختيارنا: هل نريد مصلحة شعبنا؟ وهذا هو الطريق الذي يجب أن نسلكه. لكن الاعتماد على المصالح الشخصية يؤدي إلى الخراب”.
غوتيريش في لبنان
على صعيد متصل، وصل مساء أمس، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى لبنان على رأس وفد أممي لتهنئة رئيس على انتخابه، والاجتماع بكبار المسؤولين واستعراض الوضع في لبنان، خلال نهاية العام. اقتراب وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما في الجنوب وبدء تنفيذ القرار الدولي 1701.
وقال غوتيريش إن زيارته هي “تعبير عن التضامن العميق مع لبنان وشعبه الذي عانى من أزمات وأحداث داخلية وإقليمية متتالية كان لها تأثير سلبي عليهم”، مؤكدا أن الأمم المتحدة تدعم كافة القطاعات اللبنانية بكل الوسائل قدراتهم حتى يتمكن لبنان من العودة إلى أرض السلام والجمال والازدهار في المنطقة، وأنهم سيبذلون كل جهد لتمكين الدولة اللبنانية من تحقيق الانتعاش الاقتصادي. كما أكد غوتيريس أن قوات اليونيفيل ومكاتب الأمم المتحدة في لبنان ستواصل العمل بكل قوة لدعم لبنان واستقراره.
الضغط على إسرائيل
وبحسب مصادر سياسية مرافقة وفي خضم الورشة المفتوحة لتشكيل الحكومة الجديدة، يبدو أن المطلب الأول والأهم لهذه الحكومة هو طريقة التعامل مع المرحلة التي تلي انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار، في 27 الجاري. من هذا الشهر. وهذا الادعاء تعتبره المصادر أهم عنصر يضغط على رئيس ورئيس الحكومة المكلف لتسريع عملية التشكيل، كون هذا التوقيت غير مناسب والدولة اللبنانية المعاد بناؤها ليست جاهزة بعد للمواجهة. تحدي إسرائيل بالالتزام بوقف إطلاق النار والانسحاب من كافة المناطق التي تحتلها، تمهيداً لوضع خطة متكاملة لإعادة بناء المدن التي تعرضت لدمار واسع وإعادة الأهالي إلى تلك المدن.
وكشفت المصادر لـ«» أنه رغم المخاوف الداخلية خلال هذه الفترة، إلا أن الجانب اللبناني الرسمي يسعى جاهداً إلى عدم إضاعة الوقت ويحافظ على مستوى عالٍ من التواصل والتنسيق مع دول اللجنة الخماسية التي تتناول الشأن اللبناني، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا، للضغط على إسرائيل للالتزام الكامل بتنفيذ الشروط الكاملة للاتفاق، الذي لم يبق عليه سوى عشرة أيام. وتلقى لبنان الرسمي تطمينات بهذا الخصوص، لا سيما وأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تبدأ عملها الاثنين المقبل. لكنه طالب في المقابل الجانب اللبناني بالالتزام باستكمال انتشار الجيش في المناطق المذكورة.