| طريق بيروت – دمشق.. ألغام ومخاطر وتحدّيات

admin23 ديسمبر 2024آخر تحديث :

تصريحات “الجولاني” اللبناني والتأكيدات الدولية بتحييد لبنان من آثار “الزلزال السوري” لا تعني أن طريق بيروت الشام أصبح سالكاً على مستوى البلدين والحكومتين، أي بل إنها، بحسب مصادر مطلعة، تواجه سلسلة من التحديات والألغام والمخاطر السياسية والأمنية والقانونية والدولية والاقتصادية التي قد تحتاجها الحكومتان. إن الأمر يتطلب جهداً كبيراً ووقتاً كبيراً لتمهيد الطريق للعلاقات الضرورية بين البلدين:

هل ستبادر الحكومة اللبنانية إلى إقامة علاقات دبلوماسية وسياسية مع النظام الجديد في سوريا في ظل حكم “هيئة تحرير الشام” الإخوانية وقبل رفع العقوبات الأميركية وقانون “قيصر” عن سوريا؟ سِجِلّ؟ والالتفاف على قرار دول الخليج التي لا تزال تصنف “جبهة النصرة” منظمة إرهابية. وتنظرون بعين الريبة إلى تمدد الإخوان المسلمين وتركيا في سوريا والمنطقة، والذي سيأتي على حساب المشروع الخليجي العربي؟

زيارة الوفد الدبلوماسي الأميركي رفيع المستوى إلى دمشق ولقائه بأحمد الشرع والحكومة المؤقتة ستفتح أبواب دمشق أمام الحكومة اللبنانية. أفادت مصادر دبلوماسية غربية لـ«»، أن دول الخليج لن تؤخر انضمام واشنطن إلى دمشق، ربما لإجراء الترتيبات اللازمة التي تجنب إحراج لبنان من اتخاذ خطوة تجاه دمشق.

ما هو مصير الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية اللبنانية السورية؟ ونظراً لدعوات بعض الأطراف اللبنانية الداخلية إلى تعليق العمل بهذه الاتفاقيات، فهل سيتم تمديد تنفيذها أو إلغاؤها أو تعديلها؟ ما هي التوجهات الاقتصادية الجديدة للحكومة المؤقتة تجاه لبنان؟ فهل سيتقرر قريبا أم بعد وضع دستور جديد وانتخابات برلمانية وحكومة جديدة؟

وبينما لبنان بدستوره ودولته وحكوماته المتعاقبة وبرلماناته المتعاقبة ومعظم طوائفه وقواه السياسية يعتبر إسرائيل عدوا، فكيف تنتظم العلاقة بين العاصمتين في هذا الشأن في ظل الجديد؟ والنظام السوري لا يشارك لبنان عداءه لاسرائيل في ظل مواقف الشرع وحكومته من الانفتاح على اسرائيل والسلام معها؟

وذكر الشرع في أحد تصريحاته أنه سيدعم هذا الترشيح إذا وافق اللبنانيون على انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية. فهل يعني ذلك أنه ربط انفتاح سوريا على لبنان بانتخاب عون؟ وهذا قد يفسر التدخل المباشر في مسألة السيادة اللبنانية. لكن تصريحات الشرع اللاحقة رددت تصريحه السابق، حيث أكدت أن النظام السوري الجديد لن يتدخل في شؤون لبنان وأنه سيحافظ على مسافة متساوية بين جميع مكوناته، وهو ما اعتبر إشارة إيجابية تم دمجها لاحقا في الممارسة التي يجب أن تكون. مُنفّذ.

– كيف ستتعامل الحكومة السورية الجديدة مع حزب الله، الذي كان ميدانه الرئيسي وجغرافيه في مقاومة العدوان الإسرائيلي هو سوريا دائماً؟ فهل تغمض عينيها عن جغرافية سوريا التي ستعتبرها جزءاً من عزلتها وحصارها عن محيطها، وبالتالي قد تؤثر سلباً على علاقة حكومة دمشق مع حزب لبناني كبير يشغل مناصب نيابية وزارية؟ تصوير؟ أم أن إيران حصلت على ضمانات تركية بشأن الحزب وسلاحه وحركته؟ ثم ما هو موقف حكومة الشام من حزب الله؟

وجود نظام “شبه إسلامي” في سوريا قد لا يكون مصدر التهديد الأمني ​​للبنان، بل يكمن في وجود حركات “إسلامية” ذات أيديولوجيات ومدارس دينية وولاءات وأهداف مختلفة تتعارض مع بعضها البعض وربما مع النظام الواحد القائم، إضافة إلى اختلاف النظرة إلى «التحركات» في المنطقة وعلى رأسها حزب الله، ومن الممكن أن تنعكس هذه الخلافات والصراعات على الساحة اللبنانية إذا صحت المعلومات بأن أغلبية التنظيمات المسلحة في سوريا لها قواعدها وأراضٍ خصبة في لبنان. ويوجد على الأراضي السورية أكثر من 20 تنظيماً مسلحاً، تتباين في تعاملها مع الوضع السوري. وأفادت معلومات، أمس، أنه تم تسجيل عملية اختطاف العقيد أحمد خير بيه، مستشار العميد غسان بلال في الفرقة الرابعة التابعة للنظام السابق.

مسألة تواجد قيادات النظام السوري السابق في لبنان، نظرا لتضارب المعلومات حول الموضوع، علما أن وزير الداخلية بسام مولوي وجهاز الأمن العام اللبناني أكدا عدم وجود قيادات سورية بارزة في لبنان، بل الحكومة السورية. وقد يرسلون رسالة إلى لبنان يطلبون فيها تسليمه، الأمر الذي قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين بيروت ودمشق. تلقى المدعي العام التمييزي في لبنان القاضي جمال الحجار برقية من الإنتربول تطلب من السلطات اللبنانية اعتقال “اللواء جميل الحسن مدير المخابرات الجوية السورية في النظام السابق في حال تصرف على الأراضي اللبنانية”. “.”

– قضية المعتقلين الإسلاميين في السجون اللبنانية، حيث أن الكثير منهم مرتبطون بالقضية السورية ويقاتلون إلى جانب التنظيمات المسلحة التي سيطرت على السلطة في سوريا، مما دفع حكومة هيئة تحرير الشام إلى مطالبة الحكومة اللبنانية إطلاق سراحهم، الأمر الذي قد يؤدي إلى خلاف بين الحكومتين في ظل الانقسام الداخلي في القضية، خاصة أن بعض المعتقلين متهمون بارتكاب أعمال إرهابية ضد الجيش والمدنيين. والمدانين مثل الشيخ أحمد الأسير.

– ملف النازحين السوريين في لبنان إلى قسمين: النازحون بعد حرب 2011 والنازحون الجدد من القرى الشيعية والعلوية السورية باتجاه لبنان. علماً أن أعداد العائدين إلى سوريا بعد سقوط النظام ظلت منخفضة بالنسبة للإجمالي، الأمر الذي يتطلب جهوداً كبيرة وتعاوناً بين الحكومتين اللبنانية والسورية لإزالة صواعق هذا اللغم لأسباب إنسانية واقتصادية وأمنية. قبل رفع العقوبات الأميركية وتأثير “قانون قيصر” وعودة المجلس المالي الخليجي إلى سوريا: الأزمة السورية لن تحل وبالتالي لن يتم النازحون سيعودون إلى بلادهم

لقد استخدمت إسرائيل دائماً ذريعة أنها لن تنسحب من مزارع شبعا إلا بعد أن تسلم سوريا للبنان وثائق تؤكد لبنانيتها. وكان ذلك مبرراً لاستمرار احتلال المزارع لأسباب عسكرية واستراتيجية، كما يحدث اليوم تحت سيطرته من قمة جبل الشيخ. وكان هذا الملف محل خلاف سياسي لبناني داخلي، إذ اتهمت مجموعة لبنانية النظام السابق بعدم رغبته في منح لبنان هذه الوثيقة من أجل بقائه على حاله.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة