“” تُجري جردة حساب للمركزي: ماذا فعل منصوري خلال العام؟

adminمنذ 6 ساعاتآخر تحديث :

ومع ذلك، منذ تولي الحاكم الحالي وسيم المنصوري منصبه، تمكن مصرف لبنان المركزي من الصمود في وجه التحديات، ووقف خسائر الودائع، ومراكمة احتياطيات الدولار، وإرساء استقرار العملة في السلم والحرب، واستعادة “البنك المركزي”. العلاقات مع العواصم والمنظمات المالية العربية والدولية وتحييد القطاع المصرفي. وحول موضوع إدراج لبنان في القائمة الرمادية، وحول إجراء إصلاحات داخل مصرف لبنان في إطار الحوكمة، وحول زيادة المدفوعات للمودعين وفق التعاميم والاستعدادات. لتكون قادرة تماماً على مواكبة الحلول النهائية المتوقعة لمسألة المودعين.

لذلك، منذ تولي المنصوري المسؤولية، تجري «» جرداً لحساب مصرف لبنان لتقييم نتائج العام الماضي وتسليط الضوء على محطات «المصرف المركزي».

وقف النزيف المالي

وعندما تولى المنصوري مهام حاكم مصرف لبنان بالوكالة، كانت هناك مخاوف كبيرة من تزايد هروب النقد، لا سيما وأن الحاكم السابق رياض سلامة كان قد لجأ في الفترة التي سبقت توليه استخدام الأموال الاحتياطية الدولارية إلى أموال المودعين لصرفها. من ناحية تلبية احتياجات الحكومة لتمويل الدولة، ومن ناحية أخرى للسيطرة على سعر صرف الليرة.

المنصوري ونواب المحافظ توجهوا إلى اللبنانيين بقرار جوهري: وقف تمويل الدولة. وتبين لاحقاً أنه القرار الأهم في اللبنانية لأنه أوقف النزيف المالي الذي أصاب أموال المودعين.

وبحسب المنصوري، فإن وقف التمويل لم يكن قراراً عشوائياً، بل رافقه تنظيم مالية الدولة بالكامل في البنك المركزي وما تبعه من تعاون مع الحكومة ووزارة المالية لتفعيل الجبايات وضبط الهدر.

ثقة الدولة اللبنانية بقدراتها بدت ذات يوم بمثابة معجزة، لكنها الآن أصبحت حقيقة: في الأشهر الأربعة الأولى، تمكنت الدولة من الاعتماد على وارداتها وجمع ضعف ما جمعته في أشهر العام السابق تلقى. وقد وفّر ذلك دافعاً أساسياً للحكومة للعمل مع البنك المركزي لوضع رؤية واقعية لموازنة 2024.

ويمكن إجراء مقارنة بسيطة بين عام 2018 الذي أقرت فيه موازنة بقيمة 17 مليار دولار أمريكي، يليها عجز بنحو 8 مليارات دولار أمريكي، أي الديون، وموازنة 2024 التي تبلغ 3.2 مليار دولار أمريكي. دولار أمريكي، مع زيادة في الفائض بنحو 600 مليون دولار أمريكي. وهذا مشهد يحدث لأول مرة منذ عام 1981.

وخلاصة هذا التعاون بين الحكومة ومصرف لبنان، عملاً بالمادة 91 من قانون النقد والتسليف، والذي يقدم البنك المركزي من خلاله المشورة، أدى إلى وقف النزيف المالي وتقديم الدعم بكافة أشكاله، وزيادة الاحتياطي والتمويل. تبسيط الإدارة .

استقرار العملة

حاكم مصرف لبنان بالوكالة يغلق منصة «المصرفية» فوراً ومن دون مقدمات أو مواعيد نهائية، ليوقف موجة من الهدر المالي. ثم نفذ صيغة: التوقف عن شراء الدولارات في السوق وبيع الليرة لأي شخص يحتاج إليها، تحت سيطرة المنظمين وبما يتوافق مع معايير الامتثال الدولية، مثل المسار “النقدي” الذي أصبح يعرف باسم “البنك المركزي”. ما أدى إلى ضبط استقرار العملة ومنع المضاربة، ما دفع مجموعة العمل المالي إلى عدم ذكر الاقتصاد النقدي في أسباب إدراج لبنان في القائمة الرمادية.

كان الأمر يستحق كل هذا العناء:

– خلق التوازن بين الاقتصاد الدولاري واقتصاد الليرة اللبنانية.

– استخدام الفائض لزيادة الاحتياطيات إلى أكثر من ملياري دولار خلال عام، مما أتاح الحفاظ على الاستقرار النقدي، على الرغم من الأحداث غير العادية منذ سبتمبر 2023، والحرب الإسرائيلية المدمرة، وسحب الدول لرعاياها من لبنان والسفر إلى لبنان، و الشلل الذي أصاب الإدارات وتوقف توريد أموال تحصيل الديون والضرائب إلى خزينة الدولة.

لقد شكل الاستقرار النقدي أساساً لبناء اقتصاد سليم، الأمر الذي يتطلب من الحكومة الاستفادة من هذا الاستقرار لبناء اقتصاد بناء وسليم.

لقد تحول الاستقرار النقدي إلى مؤسسة بعد أن تم إنشاء آليات وأسس واضحة في البنك. لن يؤثر التغيير في الإدارة على الاستقرار الذي يوفره البنك المركزي.

– إعادة العلاقات مع العواصم والشركات الدولية

أعادت مجموعة «فاتف» تصنيف لبنان إلى القائمة الرمادية بعد تحرك على مرحلتين لمنح لبنان مهلة لتسوية وضعه، ما شكل فرصة وحافزاً لمصرف لبنان لمتابعة المسارات «الكاشية» المنظمة. وإزالة ذريعة الاقتصاد النقدي عن المجموعة من خلال التزام «البنك المركزي» بكافة المعايير التي تضعها مجموعة العمل المالي في هذا السياق.

وعندما تم وضع لبنان على القائمة الرمادية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كان المنصوري قد أكمل بالفعل جميع إجراءاته وفرض معايير الامتثال، وفي زياراته إلى عواصم العالم، وخاصة باريس ولندن وواشنطن، سلط الضوء على مدى التزام لبنان بالعلاقات الدولية. المعايير والشفافية التي أنقذت مصرف لبنان المركزي والقطاع المصرفي من الإدراج في هذه القائمة، ولم ترد أي إشارة إلى النقد في نقاط «فاتف» العشر. بل تضمن التقرير إشادة بعمل مصرف لبنان، وعمله على إزالة تأثير الرمادي على التحويلات ومسارات العملة، ولم يلاحظ اللبنانيون أي تغيير بعد إضافة لبنان إلى هذه القائمة.

حصل ذلك أيضاً بعد لقاءات المنصوري الخارجية، التي عقد خلالها لقاءات مكثفة في عواصم عربية وغربية، ما أدى إلى عودة مصرف لبنان إلى الخريطة المالية الدولية، وانتظام العلاقات الوثيقة مع عواصم الخليج العربي وأوروبا، بعد انقطاع وتحقيق متطلبات صندوق النقد الدولي بشأن إصلاحات العملة المالية وعودة… بدأت البنوك المراسلة التعاون مع لبنان عندما وصل عددها إلى 6، بعد أن كانت التعاملات تقتصر في السابق على مصرف واحد.

الإجراءات المصرفية

وقام البنك المركزي بتوحيد سعر الصرف وفقا للتعميم رقم 167، وعلى هذا الأساس تم تنظيم ميزانيات البنوك على سعر صرف واحد ومن ثم تم تقييم ممتلكات البنوك أيضا على نفس سعر الصرف. مما أدى إلى القضاء على المشاكل التي واجهت المدققين وتسهيل معرفة واقع كل بنك.

من ناحية أخرى، ألغى البنك المركزي كافة آثار الهندسة المالية التي كانت موجودة في البنوك، وتم تنظيم جميع الموازنات وفق المعايير الدولية، لتكون جاهزة لتطبيق قانون إعادة هيكلة البنوك بعد صدوره.

كما قام مصرف لبنان بتوحيد العلاقات مع كافة المصارف، حيث أصبحت المعاملات بين المصارف والمصرف المركزي متساوية. ويشير إلى أن المنصوري لم يسمح منذ تعيينه بأي استثناءات، لا على مستوى البنك ولا على المستوى الفردي.

أصدر مصرف لبنان التعميم رقم 150، الذي يقضي بضرورة وجود الأموال “الجديدة” في خزائن البنوك ولا يمكن استخدامها للاستثمارات أو القروض، مما يمنح أصحابها الضمانات بأنها تحت تصرفهم.

الحكم في حالة وجود المودع

وانطلقت قيادة البنك المركزي من أن أموال المودعين هي حقهم الذي لا يمكن المساس به، ولكن لحل هذا الأمر لا بد من سن القوانين ووضع الخطط العملية دون تأخير غير منتج.

المنصوري لم يتقبل حقيقة أزمة المودعين. وعقد عدة لقاءات مع جمعياتهم وجمعياتهم، وأبدى استعداد البنك المركزي لمرافقة أي حل مقترح، بما في ذلك استخدام المودعين لأموالهم المجمدة لدفع الاشتراكات.

وقد تم طرح عدة سيناريوهات تحسبا لموقف سياسي شامل ومسؤول يترجم بإقرار القوانين.

وبالتوازي مع ذلك، واصل مصرف لبنان إصدار تعاميم للحد من العملات التي تقبلها المصارف من المودعين، ومطالبة البنوك بإعادة فتح الحسابات المغلقة تعسفياً، واستئناف قبول الشيكات من المودعين الصادرة لها في هذا السياق.

بالإضافة إلى ذلك، تم توسيع فئات المستفيدين من المنشورين 158 و166، ومضاعفة مبالغ المستفيدين من المنشورات في زمن الحرب. ويجري العمل حالياً على زيادة المبالغ بشكل دائم وليس استثنائياً.

وتظهر الأرقام أن المبالغ المدفوعة بموجب هذه التعاميم تجاوزت حتى الآن مليارين و600 مليون دولار.

ويقوم البنك المركزي حالياً بوضع اللمسات النهائية على التفاصيل الكاملة لأنواع وشرائح الودائع (حسب العمر). هذا سؤال يتعلق باستعداد البنك لخطة الإنقاذ التي تطلبها السلطة.

إصلاحات داخل «المقر»

ويجري العمل على استكمال تطوير السياسات وتشديد قواعد الحوكمة على كافة المستويات، بما في ذلك المجلس المركزي والمحافظة. كما تم تغيير الآليات المحاسبية وتقديم شرح كامل لموازنة «البنك المركزي» التي تنشر كل 15 يوماً.

قام مصرف لبنان بإزالة الأصول الأخرى التي كانت في السابق تؤوي خسائر البنك وتم إنشاء ميزانية تلبي المعايير الدولية للبنوك. ويتم دراسة هذا الموضوع بالتعاون مع صندوق النقد الدولي لإصدار موازنة البنك وفق المعايير المتعارف عليها دولياً.

بالإضافة إلى ذلك، تم العمل على إحكام آليات التدقيق الداخلي ووضع أسس متينة وواضحة لتعزيز وتفعيل التدقيق الخارجي. يتوافق تحديث المؤسسة الآن بشكل كامل مع المعايير الدولية الحديثة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة