| تذكّروا مانديلا دائماً!

admin13 ديسمبر 2024آخر تحديث :

لكن على الرغم من بعض الحوادث الأمنية غير المرئية، تحاول فصائل المعارضة إظهار صورة مختلفة والسيطرة على الأمور. لم نتوقع منهم ذلك، وتفاجأنا بأنه يطمئن الجميع بأن أهداف المرحلة المقبلة هي بناء دولة لكل السوريين وأنهم لن يقوموا بأعمال انتقامية مثل القيادة العامة للقوات المسلحة السورية. أعلنت الفصائل سلسلة قرارات جديدة تتعلق، من بين أمور أخرى، بعقوبة “العشرات” والانتقام وحظر التجول في عدة محافظات سورية.

وشددت على أن “أي تهديد أو محاولة تصفية حسابات بين المواطنين يعاقب عليها بالسجن لمدة عام كامل”، مشددة على ضرورة توحيد صفوفها والابتعاد عن أي خلافات تعيق بناء سوريا الجديدة. كما وعدت بإجراء انتخابات ديمقراطية تعكس إرادة الشعب السوري.

ودعونا نتذكر هنا نيلسون مانديلا الذي رفض الانتقام بعد خروجه من السجن الذي قضى فيه 27 عاما. وقال في خطابه الشهير: “دعونا ننسى الماضي ونبدأ من اليوم”، ومد يده إلى من فعل ذلك، فظلمه وظلم شعبه، إذ كان يرى أن الأولوية لذلك لبناء الدولة. البلاد والازدهار. موقفه جعل من جنوب أفريقيا دولة مستقرة، وجنب البلاد الكثير من المآسي التي كانت ستدمر الجميع لو حدثت.

إن تحرك المعارضة السورية للتخلي عن الانتقام يستحق الثناء ويجب توسيعه للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وضمان تعاون جميع الأطراف السورية لتحويل سوريا إلى دولة ديمقراطية منفتحة ذات اقتصاد مزدهر، وتتمتع البلاد بالعديد من هذه المهارات التي وجعلها من الاقتصادات القوية.

ونأمل أن يستمر هذا النهج المنفتح في منع الاقتتال الطائفي الذي يجلب الخراب للجميع.

ولكن بعد ذلك! ألا ينبغي لنا في لبنان أن نتعلم قليلاً من تحرك فصائل المعارضة السورية ومن مقولة مانديلا في نبذ الضغائن والانفتاح على الآخرين وفتح صفحة جديدة؟

ومن يراقب الساحة الداخلية اليوم يرى أننا لم نتمكن من تجاوز الماضي، وما زلنا ندور في حلقة مفرغة من الخيانة وتسجيل النقاط، وما زلنا ننتظر بعض التغيير الإقليمي أو فقدان محور حتى يمكننا شفاء بعضنا البعض وتحقيق الانتصارات على بعضنا البعض.

دعونا نتعلم من أولئك الذين، على الرغم من السنوات الدموية من الفظائع والأعمال العدائية، يريدون فتح صفحة جديدة اليوم. أين نحن من هذا؟

حتى الآن لم نتمكن من الاتفاق على أبسط القضايا، ولم نخرج من الكراهية الطائفية ولم نكسر المتاريس! وبعد كل التجارب المريرة التي مر بها الشعب اللبناني، ألم يحن الوقت لنتكاتف مع بعضنا البعض، وننقذ بلدنا من العديد من المتغيرات الإقليمية، ونجعل أمن لبنان واقتصاده ومصالحه أولوية؟ من قومه؟ فلنتعلم من التاريخ ومن تجاربنا المريرة الكثيرة.

لفت بيان للقيادة العامة للفصائل السورية المسلحة، إلى الأخبار المتداولة حول وجود سجون مخفية أو تحت الأرض في سوريا، ووصفت هذه الأخبار بـ”الكاذبة”.

وأضافت القيادة في بيانها: “نطلب منكم عدم الانخراط في الأخبار الكاذبة التي تتحدث عن وجود سجون تحت الأرض أو سجون مخفية، لأن الشفافية هي نهجنا ونعمل على طي صفحة الماضي لنجد من نبنيه”. مثل هذا المستقبل الأفضل.”

عبارة “الشفافية نهجنا” رائعة ونشجع اعتمادها في كافة جوانب بناء الدولة السورية الحديثة. ونحن نعمل منذ سنوات على جعل الشفافية نهج الدولة اللبنانية، على أمل أن يتحقق ذلك في المستقبل القريب لنقل اقتصادنا من العسر إلى الازدهار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة