وأوضح هذا الرد القوي أن روسيا، أحد أبرز حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، عازمة على مواصلة دعمها له في مواجهة التقدم المفاجئ للمتمردين.
وأعربت كل من روسيا وإيران، الحليفتين الرئيسيتين للرئيس السوري، عن دعمهما للأسد عبر القنوات الدبلوماسية يوم الاثنين. لقد قدموا له المساعدة العسكرية منذ أن هددت الحرب الأهلية السورية حكمه الاستبدادي في عام 2011.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان بإمكانهم المساعدة في صد المتمردين. ومن ناحية أخرى، يبدو أن المكاسب المفاجئة التي حققها المتمردون عززت موقف المعارضة في المنفى، حيث دعا أحد قادتها الأسد يوم الاثنين إلى الالتزام بالانتقال السياسي.
وتحدث زعيم المعارضة هادي البحرة من تركيا بينما واصل المتمردون تقدمهم عبر حلب، التي كانت ذات يوم أكبر مدينة سورية، والمناطق المحيطة بها.
واستولت القوات المتحالفة على منطقة واسعة في غرب وشمال غرب البلاد في غضون أيام قليلة، وفقا للمتمردين والمرصد، وهو وكالة مراقبة مقرها بريطانيا.
وعلى الرغم من أن البحرة لا يتحدث نيابة عن المتمردين، إلا أن استيلائهم على حلب يبدو أنه أحيا مطالب مجموعته القائمة منذ فترة طويلة من أجل التحول الديمقراطي.
ويقود البحرة مجموعة من التنظيمات السياسية والعسكرية المعروفة باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المناهض للأسد. وتدعي المجموعة أنها تمثل غالبية أحزاب المعارضة لكنها فقدت نفوذها مع استمرار الحرب الأهلية السورية في عقدها الثاني.
وأعلن البحرة في مؤتمر صحفي بثه من مقره بإسطنبول أن هجوم المتمردين مدعوم من شعب أنهكته جرائم الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس.
وأضاف أن القتال سيستمر حتى موافقة الرئيس السوري، وهو الاحتمال الذي أكد البحرة أن المعارضة مستعدة له. وأشار إلى أن المفاوضات يمكن أن تبدأ «غداً».
ودعا البحرة إلى تفعيل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لعام 2015، الذي يحدد خارطة طريق للانتقال السياسي في سوريا، بدءاً بوقف إطلاق النار. ووصفه بأنه “الحل السياسي المستدام الوحيد في سوريا”. ولنا الحق في استخدام كافة الوسائل لضمان التنفيذ”.