مفاوضات على صفيح «الصواريخ».. فرصة جدّية أم ضائعة؟

admin20 نوفمبر 2024آخر تحديث :

إن مجرد وجود هوكشتاين في بيروت، بعد أنباء متضاربة عن الزيارة، فضلاً عن كون اللقاء استمر أكثر من ساعة ونصف وناقش تفاصيل مشروع الحل، مؤشرات إيجابية.

وهذا شكلي لكن موضوعي: مصادر عين التينة تشير لـ«» إلى أن الأجواء إيجابية لجهة تضييق الفجوة بين الشروط الإسرائيلية والسقف اللبناني المقبول على نقطتين أساسيتين: تثقيف الأممية. مراقبة تطبيق القرار 1701 والعمل جار على إيجاد آلية يمكنها حسم هذه النقطة بشكل مؤكد، معتبرا أن طرد حزب الله على مدى وقد جرت ممارسة الليطاني منذ عام 2006 حتى افتتاح “جبهة الدعم”. أما النقطة المحورية في الحل فهي تشير إلى «حق الطرفين، إسرائيل وحزب الله، في الدفاع عن النفس»، علماً أن هذا الحق نافذ على الأرض دون أن يتضمنه القرار 1701.

وهاتان النقطتان، إضافة إلى نقاط أخرى تتطلب مزيداً من النقاش حول جوانبها الفنية، ستتم متابعتها مع هوشستاين للتوصل إلى اتفاق بشأنهما قبل مغادرته إلى “تل أبيب”. وهذا يعني أن زيارته لإسرائيل لم تحسم بعد وهي مشروطة بالاتفاق مع لبنان على كافة النقاط والتفاصيل الفنية، وهو ما ينسجم مع ما نقلته هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قالوا: “هل هذا”؟ تأكيد وصول هوشستين إلى إسرائيل، وهذا يعتمد على التطورات في لبنان”.

ورجحت مصادر سياسية الإيجابي على السلبي استنادا إلى عدد من المؤشرات:

– على الحكومة الديمقراطية إنهاء الحرب في غزة ولبنان لتحقيق نجاح يعوض هزيمتها في الانتخابات الرئاسية ويسجل للرئيس جو بايدن قبل نهاية ولايته.

– المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لإغلاق ملفي حربي غزة ولبنان قبل تنصيبه رسميا مطلع العام الجديد، وذلك وفقا لرؤيته الجديدة التي أعلنها في خطاب فوزه. ووفقا لمصادر دبلوماسية غربية، فإن جولة هوشستاين تحظى أيضا بدعم ترامب. وقالت السلطات لـ«» إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر التقى ترامب وفريق عمله خلال المفاوضات التي أجراها في الولايات المتحدة وتم تحديد الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة. يشار في هذا السياق إلى دور أميركي في كشف أعمال الفساد والاحتيال في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

لا شك أن المعطيات الواردة من إسرائيل تشير إلى حالة من الإحباط على مستوى قادة الجيش الإسرائيلي ورفض مواصلة الحرب التي لم يعد لها أي أفق، مع عدم القدرة على تحقيق أهدافها، لا سيما من خلال رصد اختراقات أرضية واضحة في الأراضي المحتلة. المنطقة باتجاه نهر الليطاني، مع استمرار حزب الله في إطلاق عدد كبير من الصواريخ، من بينها صاروخ فتح 110 الذي ضرب تل أبيب مساء الاثنين الماضي، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين المستويين السياسي والعسكري في اقتراب الحرب وإنهائها بأقل الخسائر البشرية تعمقت بعد الوصول إلى حالة من الإرهاق مع ارتفاع التكاليف وعدم القدرة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للحرب رغم أنها حققت أهدافا تكتيكية وشدة الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري في اقتراب الحرب وإنهائها بأقل الخسائر البشرية. وتزايدت المعارضة بين الحكومة وإسرائيل، وهو ما ظهر بوضوح خلال اجتماع اللجنة الأمنية في الكنيست الإسرائيلي.

هل هذا التفسير الواقعي للتطورات سيقنع نتنياهو بإنهاء الحرب؟

وبحسب مطلعين، فإن النقطة المحورية هي مطالبة الحكومة الإسرائيلية بضمانات لمنع الأنشطة العسكرية وإعادة تسليح حزب الله من إيران عبر سوريا، خاصة في منطقة جنوب الليطاني، وكذلك بعد سنوات من إعادة فتح الجبهة أو عملية إعادة تسليح في سوريا. شمال فلسطين كما حدث يوم 7 أكتوبر في قطاع غزة وتهديد لأمن إسرائيل، وهو ما لن تسمح به إسرائيل بسبب قرار مجلس الحرب في اجتماعه يوم 11 أكتوبر من العام الماضي.

نتنياهو مقتنع بأنه، بدعم أميركي واضح، حقق تقدماً كبيراً في إضعاف قوة حزب الله، لا سيما من خلال اغتيال السيد حسن نصر الله وكبار قادته ومؤسساته وبيئته التكاثرية بين السكان، وأنه بقيامه بذلك، فقد نجح في إضعاف قوة حزب الله. لقد قدم مساهمة قيمة ومساهمة لا تعوض في فرصة استكمال القضاء على الحزب كبوابة للشرق الأوسط الجديد، علاوة على ذلك فإن إسرائيل لن تتمكن من شن حرب كل خمس أو عشر سنوات وهي تريد حرباً نهائية. حل على الجبهة الشمالية يضمن له الأمن لمدة عشرين عاماً على الأقل، وتشير تصريحات نتنياهو الأخيرة إلى أنه لن ينهي الحرب دون تكاليف أكبر.

ويعترف نتنياهو بأنه محاصر بسلسلة من الملفات. ويوم توقيعه على اتفاق إنهاء الحرب ستتشكل لجنة تحقيق على غرار لجنة «فينو غراد» بعد حرب تموز لتحديد مسؤوليات 7 تشرين الأول عن حرب لبنان، وأن الحكومة المنحلّة ويمكن حرمانها من السلطة. وحصانتهم السياسية والقانونية. وهذا ضروري للتحقيق أمام القضاء الإسرائيلي وأيضاً أمام القضاء الدولي. لذلك قد لا يكون لنتنياهو مصلحة في إنهاء الحرب الآن، فهو يمثل المعقل الأخير للحصانة، إذا افترضنا أن الولايات المتحدة بحكومتها الحالية والمستقبلية، تريد حقاً إنهاء الحرب وإخراج إسرائيل من الحرب المنكسرة. ومن دون إنجازات وإنجازات أمنية وسياسية واضحة.

ويواجه نتنياهو معضلة أخرى: فالتنازلات لإنهاء الحرب مع لبنان من شأنها أن تزيد من كرة النار الإسرائيلية، مما يدفعه إلى الدخول في صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس لإنهاء الحرب في غزة، تماماً كما قد يجدها لبنان الذي يفعل ذلك. من الصعب إنهاء حربين وتقديم تنازلات كبيرة دون… ضمانات فعلية لمستقبله السياسي ومصير إسرائيل بعد الحرب! وما يجعله متمسكاً بورقة ثمينة هو استمرار إحدى الحروب، في لبنان أو غزة، وأمامه الوقت الكافي للمناورة حتى بداية العام الجديد ثم يقدم لترامب هدية وقف الحرب مقابل مقابل. ضمانات حقيقية.

ربما نكون أمام فرصة حقيقية تؤدي إلى عملية تفاوض تتقلب على أرض المعركة وتنتهي باتفاق بين نهاية هذا الشهر ونهاية العام الحالي، أو ربما نكون أمام فرصة ضائعة تفتح طريقاً جديداً المواجهات العسكرية التي تمتد إلى أجل غير مسمى. ولهذا السبب فإن هذا الأسبوع حاسم في تحديد الاتجاه الذي ستتخذه الحرب في لبنان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة