الشرعي الإسلامي دعا مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار بوقف الحرب على لبنان فوراً

admin9 نوفمبر 2024آخر تحديث :

عقد المجلس الشرعي الأعلى للشريعة الإسلامية اجتماعه الدوري برئاسة مفتي اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وبحث الشؤون الإسلامية والوطنية والعربية بحضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي. ولا سيما المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق لبنان واللبنانيين، بما في ذلك اجتياح الأجواء اللبنانية والغارات الجوية المدمرة وقتل المدنيين والأبرياء وتدمير القرى والبلدات والمنازل اللبنانية في الجنوب. إن الشعب اللبناني في البقاع وبيروت والضاحية الجنوبية وبقية المناطق اللبنانية لا يهمه المواثيق والمعاهدات الدولية، ولا وجود القوانين الإنسانية والقوانين التي تحكم العلاقات بين الدول، ولا مجلس الأمن وتنفيذه. قراراتها المبنية على حفظ السلم والأمن الدوليين، ولا مع الأمم المتحدة التي أنشئت لمفهوم السلام بين الأمم.

وأدلى ببيان قرأه المستشار الشيخ فايز سيف فيما يلي نصه:

“أولاً: دعوة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار الإنهاء الفوري للحرب على لبنان وإلزام العدو الصهيوني بوقف إطلاق النار وتنفيذ ميثاق الأمم المتحدة الذي يقضي بتسوية النزاعات بالطرق السلمية، ما يفعله العدو الصهيوني ولا تفعل ذلك محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.

ثانياً، يستجيب مجلس الأمن الدولي لدعوة الحكومة اللبنانية للبدء الفوري بالتنفيذ الكامل لقراره رقم 1701 لضمان إنهاء الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على لبنان والمجازر الإنسانية التي ارتكبها بحق شعبه، و لتمكين الجيش اللبناني من ممارسة حقه الطبيعي والوطني في الدفاع عن لبنان، وتأمين وتعزيز، بدعم كامل، كل المهارات والقدرات التي تمكنه من القيام بهذا الدور الوطني ودعم الشعب اللبناني بأكمله، بشكل ويعيد للدولة دورها في ضبط الخيار الوطني والدفاع عن سيادتها الوطنية وكرامة شعبها. ويجدد المجلس الشرعي دعمه ومساندته لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي يعمل جاهدا للخروج من محنة لبنان ولجم آثار العدوان الصهيوني على لبنان.

ثالثا: التأكيد على تمسك الشعب اللبناني بوحدته الوطنية وموقفه الموحد في رفض العدوان الصهيوني الهمجي، اللذين يشكلان الضمانة الأساسية للصمود في مواجهة هذا العدو الغاشم ولحماية أمنه وسيادته وحريته واستقلاله. وليعلم الجميع أن العدوان الصهيوني هو عدوان على لبنان كله وعلى كل لبناني وأن جميع اللبنانيين بوحدتهم وتضامنهم وولاءهم لوطنهم ووطنهم قادرون على مقاومة ورد العدو الذي تتحمل الدولة اللبنانية مسؤوليته. حماية الوطن، والدفاع عن السيادة الوطنية وشعبه، وهو الضامن لأمنهم واستقرارهم وازدهارهم.

رابعا: ما حدث ويحدث في لبنان هو اختبار صعب لنا جميعا. لقد عرض لبنان بأكمله للدمار. ولعلنا نتعلم درساً في التعامل مع مشاكلنا الحالية والمستقبلية، والتي تتمحور حول انتخاب رئيس للجمهورية يكون رمزاً موحداً للبلاد، وفقاً لأحكام الدستور، وهو أمر غير مسموح به. فالاستهانة به أو الاستمرار في تأجيله أو عرقلته هو أمر وطني وسياسي وهو في الوقت نفسه واجب دستوري، وتعطيله هو تعطيل للدستور وعرقلة له. للحياة الوطنية، وتعطيل مصالح الناس واستقرار حياتهم، والإخلال بأمن البلاد.

خامساً: علينا جميعاً أن نستعيد الدولة التي هي ملجأنا ومصدر حمايتنا. ويجب أن تستعيد الدولة قدرتها على اتخاذ القرار ودورها وسلطتها وهيبتها، وأن تهتم بتنفيذ الدستور واتفاق الطائف. يجب أن نبدأ ببناء دولة قادرة وعادلة وأن نتعود على العيش تحت سيطرة الدولة ونتقبل فكرة الدولة ونحترم قوانينها ودستورها ونخضع لسلطاتها لأننا خارجها نشكل جماعات وطوائف . والقبائل المتحاربة، لا صلة بيننا ولا كائن. ولم نفقد الأمل في بناء الدولة الدستورية، دولة الحقوق والمؤسسات والكرامة الإنسانية، القادرة على إنقاذ لبنان واستعادة استقراره الاقتصادي ونموه وتقدمه وازدهاره.

سادسا: فلسطين والقضية الفلسطينية، قضية قانون وعدالة، ستبقى في ضميرنا، في ضمير العرب والمسلمين، في ضمير العالم، وفي ضمير الإنسانية. بمناسبة دعوة المملكة العربية السعودية المسؤولة لعقد قمة عربية إسلامية لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، نناشد القمة بكل الألم والحزن والمرارة التي تمزق قلوبنا وهي تؤمن بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية التي تدور حولها معظم المشاكل في المنطقة العربية. إنها قضية مشروعة لا تزال تنتظر حلاً عادلاً وشاملاً حتى يتمكن الفلسطينيون من الحصول على وطنهم ودولتهم المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، لأن ذلك لم يعد مسموحاً به. يكفي إعلان المطالب ورفع الشعارات. بل أمام ما يظهره الكيان الصهيوني من مضايقات وطغيان وتدمير للحياة، أصبح من الضروري الانتقال من الرجعية والأسر إلى التمني وإلى قدرات العمل التي تمتلكها دول القمة واستخدام كافة الضغوط – والوسائل. النفوذ لتحقيق الحق: حق فلسطين، وحق لبنان، وحق عالمنا في الأمن والسلام والعدالة.

وبما أن هذا العدو لم يضع حدوداً زمانية أو مكانية لطموحاته، فإن لبنان يتعرض لمخاطر وخسائر، وعينه على كل ما هو فيه: الطبيعة، الموقع الجغرافي والاستراتيجي، الموارد المائية والاقتصادية، الحضارة العالمية، إلخ. ثقافة ومجتمع سياسي يقوم على التعايش الإسلامي المسيحي، الذي… يمثل نموذجاً إنسانياً فريداً للحياة المشتركة بين الثقافات الإنسانية ويسعى إلى مهاجمتها وتدميرها وتفتيتها وتقسيمها والسيطرة عليها. أنتم، فلسطين ولبنان، أمانة بين أيديكم، ورجائنا لن يخيب من حفظ أمانة الله وحملها على أعناقهم. منذ عام 1948 ونحن نسأل ونصرخ: من لفلسطين؟ من للقدس؟ من هو للمسجد الأقصى؟ لمن المزارات الإسلامية والمسيحية؟ واليوم نسأل: «من للبنان؟» وماذا بعد؟

سابعا: يتقدم المجلس بأحر التعازي لأهلنا وأشقائنا في جنوب لبنان والبقاع وبيروت وضواحيها، وجميع المناطق اللبنانية المتضررة من العدوان الغاشم، والشهداء والضحايا الأبرياء من المدنيين والنساء والأطفال والمعاقين. والله تعالى يجبد جراح المصابين ويمن عليهم بالشفاء العاجل. وندعو الدولة بكل مؤسساتها وكل اللبنانيين إلى احتضان أهلنا النازحين، وتوفير كل سبل الصمود لهم والرعاية الصحية والرفاهية، والحفاظ على السلم المدني.

ونشكر الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة التي سارعت إلى تقديم المساعدة للنازحين، للوقوف إلى جانب لبنان في محنته الكبيرة ومساعدته في إعادة بناء ما دمره العدو الصهيوني.

وأخيرا، أشاد المجلس بإعلان القمة الروحية الأخيرة في بكركي، والذي أكد على ضرورة إنهاء الحرب وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار والبدء في التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة