بعد مؤشرات عديدة تشير إلى الغموض غير البناء الذي يحجب حقيقة أهداف إسرائيل المعلنة من ردها على عملية التحويل والدعم بعملية سهام الشمال وقبلها بالسيوف الحديدية في مواجهة طوفان الأقصى “بدأت الحقائق تسلط الضوء على معظم الأشياء التي تؤويها الحكومات الأكثر عنصرية. هناك نوايا غير معلنة في تاريخ الدولة العبرية. ولذلك، تزايدت المخاوف بشأن ما سيحدث إذا استنفدت إسرائيل معظم مخزونها من الأهداف العسكرية في انتظار القائمة الجديدة. هل هذا بعض الأدلة التي تدعم هذا الاعتقاد؟
ويصر مسؤول دبلوماسي رفيع على القول إنه لو كانت الأهداف التي أعلنتها حكومة بنيامين نتنياهو نهائية وصادقة، لكانت نهاية الحرب في غزة متوقعة منذ زمن طويل. ولجوئه إلى منطق «الشروط المتداولة» الذي اعتمده لاحقاً في حربه على لبنان، أدى إلى اتساع نطاق العمليات العسكرية، وبالتالي احتمال توسعها إذا ما نشبت مواجهات مباشرة بين إسرائيل وإيران في أي وقت. لقد مر وقت طويل منذ أن اضطرت إلى التوصل إلى وقف متزامن لإطلاق النار في غزة وجنوب لبنان، كما زعمت القيادة الإيرانية وهي تتردد في الرد على سلسلة الاغتيالات التي استهدفت نفسها وحلفائها، خاصة تلك التي انتهت باغتيال زعمائها. ضيفاً رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران بعد ساعات قليلة من اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الأيام الأخيرة من شهر يوليو الماضي، والتي انتهت باغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، في 27 سبتمبر الماضي.
ولا يتوقف الدبلوماسي ذو الخبرة عند هذا الحد عند قراءة تطورات أطول حرب في تاريخ الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية والدول العربية المجاورة لها، مشيراً إلى بعض المعالم التي تؤدي إلى إنهاء الصراع كان من الممكن أن تشن الحرب. . إن مقتل وجرح واعتقال حوالي 200 ألف فلسطيني، بما في ذلك معظم قادة حماس وعدة آلاف من أعضائها، فضلاً عن مختلف الفصائل الفلسطينية المشاركة في الحرب الشاملة في غزة والضفة الغربية، لم يرضي التوجه الإسرائيلي. لاتفاق تبادل أسرى إسرائيليين بأسرى فلسطينيين بعد أن استغلت جماعة وقف إطلاق النار الإنسانية للاستيلاء على عدد كبير من الأسرى – إطلاق سراح الأشخاص الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية المزدوجة ومن دول أخرى. بل إنها زادت من تشديد الحصار على من تبقى من الفلسطينيين في قطاع غزة، ومحاولة تجويعهم وتدمير المرافق الطبية والتعليمية والدينية والملاجئ الدولية للنازحين، وارتكاب أفظع المجازر بحقهم وقتل ما يزيد على 1000 منهم. فريق إغاثة واحد من المنظمات الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية.
وأضاف الدبلوماسي أنه من دون الخوض في المراحل السابقة للحرب في الأشهر الأولى، كان بإمكان نتنياهو إعلان “النصر المطلق” في أكثر من نقطة. ولعل الذروة جاءت عندما اكتشف بالصدفة أن رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس، وخليفة إسماعيل هنية، يحيى السنوار، كان من بين القتلى في إحدى العمليات العسكرية في رفح، حيث كان آخر قيادي مطلوب لحركة حماس في عام 2016. غزة. لكنه لم يكتف بهذا الإنجاز، وبدأ مع مجموعة من قيادات الشق الثاني والثالث من الحركة الذين يعيشون في الأنفاق، في نشر المعلومات حول المخاطر التي تهدد بقاءه وسيحقق الأخ محمد، رغم ذلك. ويدعي أن الكثير منها قد تم تدميره مع ما رافقه من مجازر استهدفت المحاجر والأشخاص والمستشفيات التي كان من المفترض أن تكون مداخل ومخارج.
وكما في غزة، تكررت في لبنان المحاولات نفسها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ومعها طريقة تعامل نتنياهو مع الوسطاء الدوليين والدوليين، وخاصة الأميركيين. وعامل بعضهم بطريقة “مسيئة”. كما فعل مع المبعوثين والوزراء البريطانيين والفرنسيين في المحطات. بالتأكيد، كما هو الحال مع ممثلي الأمم المتحدة، حتى تم اعتبار أمينهم العام أنطونيو غوتيريش شخصاً غير مرغوب فيه لمجرد تعبيره عن قلقه من حجم الكارثة والاستخدام المفرط للقوة، بالإضافة إلى التعامل مع مسؤولي الأونروا والمؤسسات الإنسانية، إلى لدرجة أنها دمرت عدداً من المبادرات التي أطلقتها إسرائيل أصلاً، مثل المبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخراً وتبنتها الحكومة في مجلس الأمن الدولي 10 يونيو من العام الماضي، ولكن لم يسمح بتنفيذ تصريحاته.
وتطرق أيضا إلى المبادرة الرئاسية الفرنسية الأميركية التي أطلقت في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي حظيت بموافقة عشرات الدول العربية والغربية بشأن لبنان. وينعكس ذلك أيضاً في أسلوبه الساخر في التعامل مع قرارات المحكمتين الدوليتين والمحكمتين الجنائيتين، رغم اعترافه ضمنياً بخطورتها، لذلك لجأ إلى احتياطات استثنائية خلال رحلته، خوفاً من احتمال اعتقاله في أي دولة تحترم قراراتهما.
قد لا يدخل المقال في التفاصيل، لكن الأهم في نهاية هذه الرواية هو ما تم الكشف عنه في الساعات الماضية من نية الكشف عن خطط وأهداف جديدة بعد استنفاد محتويات بنكها العسكري كان له أهداف، وليس فقط في غزة التي دمرت بالكامل، ولكن أيضاً في لبنان، بعد تدمير مراكز القيادة الأساسية لحزب الله ومقتل معظم قادته، وصولاً إلى أمينه العام وخليفته المحتمل، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الجهاد في حزب الله، ومجلس الجهاد، وحزب الله. وقال قادة المحور ووحدات ومؤسسات الحزب اللوجستية والمالية والاستخباراتية، وكذلك الوحدات الصاروخية والجوية، إن الوقت لم يكن مناسباً بعد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يضمن عودة المستوطنين إلى مستعمراتهم. والكيبوتسات. وهذا يوحي بلا شك أن له أهدافاً أخرى، وهو ما اتضح بعد كل هذه الأحداث عندما بدأ باستهداف المؤسسات المالية للحزب. ولذلك، قصد تدمير مراكز “القرض الحسن” وعدد من مخازن التموين التابعة لتعاونيات “السجاد” وغيرها من المؤسسات الصحية والاجتماعية والطبية، إضافة إلى استهداف وسائل الإعلام. وكرر أسلوب تعامله مع الإعلاميين في قطاع غزة، حيث أغلق عدداً من المؤسسات وقتل العشرات منهم وعائلاتهم.
بسبب كل ذلك، يجدر التوقف عند الحديث المتجدد حول ما تسميه وسائل الإعلام الرسمية الإسرائيلية «انتهاء المرحلة الأولى» من العملية البرية في جنوب لبنان، في إشارة إلى أن «النظام الأمني» سيبدأ نقاشاً «إستراتيجياً» واحداً. في ما يتعلق بمسألة استمرار القتال في لبنان، وفق عدة سيناريوهات، أخطرها أن تتقدم آراء العسكريين على آراء السياسيين أو تتطابق مع آراء المتطرفين منهم. ويشمل ذلك ما يسمى بـ”تعميق العملية في لبنان” وتوسيع نطاقها و”إلغاء ضرورات الحياة في مناطق معينة من البيئة الحزبية في لبنان”. ومن ثم يمكن إعلان الأهداف الجديدة بصراحة غائبة حتى الآن، مع الإشارة إلى ما سيؤدي إلى استمرار قطع خطوط الإمداد من سوريا والعراق، الأمر الذي سيؤدي إلى حزب «انقطع الأوكسجين». كل هذا يحصل بغض النظر عما يمكن ملاحظته في الساعات التي تلي فتح صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأميركية، خاصة إذا كان هناك رد إيراني مباشر قد يقوض الكثير من المخططات ويعزز نظيراتها المدمرة في لبنان وسوريا وإيران. وربما في العراق، إذا استخدمت ساحتها هذه المرة.