ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بمؤازرة المطرانين بولس الصياح وأنطوان عوكر ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، قداس الأحد في كنيسة السيدة العذراء في المبنى البطريركي. في بكركي بحضور رئيس الرابطة المارونية السفير د. خليل كرم، والنائب السابق نعمة الله أبي نصر، قنصل الموريتانية، وحشد من الناشطين والمؤمنين.
وبحسب الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: “كنت جائعًا فأطعمتموني”، قال فيها: “يسعدني أن أرحب بكم جميعًا عند عودتي من روما، حيث كان لي… تشرفت بلقائك”. وقد قدم له قداسة البابا فرنسيس ثلاث وثائق قدمت فيها لقداسته: أولا: الوضع السياسي الحالي في لبنان ومسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ثانياً: الوضع الإنساني والاجتماعي في مواجهة العدوان على لبنان وقضية التهجير ودعم الكنيسة ومؤسساتها. ثالثاً: إعلان القمة الروحية المسيحية – الإسلامية التي انعقدت في بكركي يوم الأربعاء 16 الشهر الجاري، وكرر قداسته صلواته الدائمة من أجل لبنان وشعبه، معبراً عن التزامه ودور لبنان ورسالته في التعددية وفي التعايش بين الأديان. الحوار وكذلك رسالة المسيحيين هناك. وبعد لقائي مع قداسة البابا التقيت بنيافة الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر مدينة الفاتيكان، وناقشنا محاور الوثائق الثلاث المذكورة.
وفي الفاتيكان أيضاً، شاركت يوم الأحد الماضي 20 تشرين الأول، في الاحتفال بتقديس الإخوة الطوباويين المسباكيين الثلاثة فرنسيس وعبد المعطي ورافائيل، مع عدد من أساقفة كنيستنا المارونية وثمانمائة شخص ماروني ينحدرون من حضرت مناطق لبنانية مختلفة، من دمشق ومن سائر بلدان المهجر، مع أساقفتها، إضافة إلى البطاركة والكرادلة والأساقفة الذين شاركوا في مجمع الأساقفة الرومانيين، الذي تنتهي أعماله اليوم بقداس أمام غبطته. قداسة البابا فرنسيس. لقد احتفلت مساء الاثنين الماضي بقداس شكر لله على عطية الشهداء الثلاثة القديسين، وللقديسين أنفسهم وقداسة البابا فرنسيس الذي أمر بتسجيل أسمائهم في سجل القديسين وأن يتم الاحتفال بعيدهم في سجل القديسين. جميع الكنائس في 10 تموز ذكرى استشهادها سنة 1860.
وأكد الراعي: “وسط التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان، نحمد الله على نجاح القمة الروحية الإسلامية المسيحية التي انعقدت في بكركي قبل سفرنا إلى روما، وأكدت عددا من الثوابت والحقائق التي تحققت”. شكلت وتشكل الأساس للنسيج اللبناني، من وحدة اللبنانيين الصلبة تحت حماية دولتهم وتحت الشرعية الدولية إلى تضامنهم الإنساني والأخوي الذي يتجاوز كل الخلافات السياسية التي سادت بين الزعماء الروحيين. الازمات هي انتخاب رئيس للجمهورية يحمي الدستور ويضمن وحدة الطوائف اللبنانية، من خلال كافة الاليات. تحقيق مضمون اعلان هذه القمة الذي يشكل بادرة مضيئة في ظلمات هذه الايام وأيامنا هذه. ولاقى ارتياحاً داخلياً وخارجياً، لا سيما فيما يتعلق بتجسيد الصورة الحقيقية للبنان بتعدد طوائفه».
وأضاف: “نرحب بمؤتمر باريس الذي عقد في 24 من الشهر الجاري، والذي وضع خارطة طريق كحل دبلوماسي للحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، تقوم على ثلاث نقاط:
أولاً: وقف فوري لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
ثانياً: تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 (2006)، ولا سيما انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني.
ثالثاً: انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن.
ونشكر الدول الممثلة في هذا المؤتمر على جمع مليار دولار للبنان وتوزيعها بشكل مفصل وهادف.
وتابع: “من المؤسف أن الحرب بين حزب الله وإسرائيل انحرفت عن نظامها الدولي حيث بدأت تحصد الأطفال والنساء والمدنيين العزل والمرافق الإنسانية. وحصيلة القتلى في الجانب اللبناني تجاوزت 2500 شخص”. وبالإضافة إلى الدمار الشامل للمنازل والمؤسسات وعشرات الآلاف من الجرحى وتهجير أكثر من 1300 مواطن، نصلي وننعى أهالي الضحايا، ولا سيما أهالي الضحايا. ضحايا جيش الإعلاميين اللبنانيين الذين ناموا الليلة الماضية في حاصبيا: غسان نجار ومحمد رضا من قناة الميادين ووسام قاسم من قناة المنار. لنصلّي، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، ليجعلنا الله، بشفاعة الشهداء الثلاثة القديسين والإخوة العلمانيين من المسباكيين، شهود محبة ووسطاء للسلام في لبنان وسوريا والأراضي المقدسة. له المجد والشكر الآن وإلى الأبد، آمين.