زيارة مكوكية!
مصدر مطلع قال لـ”” إن زيارة هوكشتاين إلى بيروت ليست يتيمة، لكن زيارة ثانية قد تتبعها قريباً وتتطور إلى خدمة مكوكية بين لبنان وإسرائيل، وهذا يعتمد على قدرته على احتواء الوضع. وتسعى الولايات المتحدة إلى وقف عاجل لإطلاق النار.
وأشار المصدر نفسه إلى زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، حيث يصلها في إطار مهمة مستعجلة للتفاوض على اتفاق وتسوية في غزة، وأهمها ملف لبنان والعمل على صياغة وقف إطلاق النار. في لبنان هي . في سياق تسوية غزة، أو حتى قبل ذلك، إذ أن هناك أدلة أميركية تؤكد أن الجبهة اللبنانية، رغم ما فيها من عنف مدمر، أسهل في التعامل معها من جبهة غزة، خاصة أن اغتيال إسرائيل ليحيى السنوار ليس هو الذي حقق الهدف. الهدف الذي تسعى إليه إسرائيل، وهو إنهاء قطاع غزة، وإضعاف حماس، وتحرير الأسرى. وأكد، باعتراف الأميركيين والإسرائيليين أنفسهم، أنه لم يتغير شيء باغتيال السنوار، وأن مصير الأسرى الإسرائيليين ما زال تحت سيطرة «حماس»، ربما بشكل أكثر قسوة مما كان عليه قبل اغتيال السنوار.
أجواء المحادثات
وأجواء المحادثات التي أجراها هوكستاين، بحسب معلومات من أشخاص مطلعين على الأجواء عن قرب، قالت: “شكلياً كانت إيجابية وعكست جدية واشنطن في إنهاء الحرب سريعاً، لكن في الجوهر يمكن أن يكون الموقف إيجابياً”. لم تنتصر”. بل كان المفتاح هو الاقتراب من التفسير”. لذلك تعتبر الزيارة مهمة جداً في هذا الوقت وتتجلى أهميتها وخطورتها في أنها تمثل الخطوة الأولى للبحث عن الحلول”. . ولكن لكي نميز خيط السلبية عن خيط الإيجابية لا بد من انتظار موقف إسرائيل مما ينتظرنا. علماً بأن إسرائيل أرسلت بالأمس إشارة غامضة عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي، أعلنت فيها الليلة الماضية أن “العملية البرية في جنوب لبنان ستنتهي بعد أسابيع وأن سكان الشمال سيعودون إلى منازلهم”. من ناحية أخرى، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن “مدير الموساد يسعى للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين لبنان وغزة”.
وبحسب مصادر الموثوقة فإن المحادثات جرت في أجواء هادئة وقدم الجانب اللبناني صورة عن الوضع في ظل الاعتداءات الإسرائيلية وأعمال إسرائيل التدميرية ضد القرى والبلدات اللبنانية واعتداءاتها الإجرامية على المدنيين (وقال هوكشتاين أنه أصبح من الضروري وضع حد لهذا الوضع). وفي الختام، أكد الجانب اللبناني على موقف لبنان بشأن أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار والتزامه الكامل بالقرار 1701 وتنفيذه بكافة جوانبه.
وقالت المصادر نفسها إنه خلافاً لكل الطروحات والشروط الإسرائيلية التي ترددت قبل الزيارة، فإن هوكشتاين لم يقترب أو حتى يقترب من الشروط الإسرائيلية المزعومة لوقف إطلاق النار. ولم يكن القرار 1559 قريباً منه ولا بعيداً عنه. ولم يذكر تجاوز القرار 1701، بل أكد على أن القرار 1701 يعتبر أساس الحل الذي يجب التوصل إليه وتنفيذه في المستقبل القريب. ومن هنا تصريحه أنه لا يكفي الالتزام بالقرار، بل تطبيقه مع وضع الثقة في الجيش اللبناني ودعمه في إنجاز مهمة الانتشار الواسع في المنطقة الجنوبية، لا سيما في منطقة العمليات. من القوات المسلحة التابعة لليونيفيل.
وأكدت المصادر أن هوكشتاين لم يذكر تغيير مهام القوات الدولية لتضع مهمتها تحت الفصل السابع. ولم يرد أي ذكر للعمل الإسرائيلي. أما القانون الرئاسي فلم يحظ بمساحة كبيرة في المناقشات، فهو أمر يمكن حسمه بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار على أساس انتخاب توافقي لرئيس .
لا يوجد تفاؤل
ورداً على سؤال، قال مسؤول كبير لـ«»: «لا مجال الآن للحديث عن تكهنات أو ما شابه ذلك. وأضاف أن “الأمور لا تزال في مراحلها الأولى والأجواء الإيجابية التي سادت المباحثات مع هوشستين لا تعني أن الأمر قد تم حله، إذ أننا لا نأخذ في الاعتبار مبادرة إسرائيل لتعطيل هذه الجهود في أي وقت”.
وردا على سؤال عما إذا كانت زيارة هوكشتاين هي محاولة لقياس نبض لبنان وتقييم مدى استعداده لتقديم التنازلات، قال: “إسرائيل، معزولة عن حركة الجهود الأميركية، لا نستبعد أن تزداد”. شروطها فرض إرادتها وخلق أمر واقع يخدم مصالحها، مفترضة أن قواعد اللعبة والتوازنات تغيرت، كل ذلك في سياق المبالغة والوهم بأن المقاومة توقفت، لكن الأمور اختلفت، فالحرب لم تنته بعد، وإذا لم تنجح جهود وقف إطلاق النار، فإن الميدان هو الذي سيقرر من سيقدم التنازلات، وقد تأتي التنازلات من حيث لا نتوقع.
ارفع السقف
واللافت في هذا السياق أن إسرائيل استبقت زيارة هوشستين برفع سقف شروطها، حيث نقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين أمس الاثنين: “إن إسرائيل قدمت وثيقة إلى واشنطن الأسبوع الماضي تحدد شروطها للزيارة” وتتضمن الزيارة “إنهاء الحرب في لبنان”، مرجحا أن تكون زيارة هوكستاين إلى بيروت لبحث إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع.
ويذكر الموقع أن “مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلم الوثيقة إلى البيت الأبيض قبيل زيارة هوكشتاين إلى بيروت”، وأن هذه الوثيقة جاءت عقب مباحثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع وزارة الأمن ووزارة الأمن والأمن. وتوصل الجيش إلى الشروط التي تتطلب مشاركة إسرائيل في حل لإنهاء الصراع في لبنان.
وجاء في تفاصيل الاقتراح الإسرائيلي، بحسب مسؤول إسرائيلي، أنه “سيُسمح للنازحين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم، وقد اشترطت إسرائيل السماح لجيشها بالمشاركة في تنفيذ”. “التنفيذ الفعال.” “لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله في المستقبل وعدم إعادة بناء بنيته التحتية العسكرية في المناطق الجنوبية، وأن تتمتع قواته الجوية بحرية العمل في المجال الجوي اللبناني”.
وتعليقا على هذين الشرطين، قال موقع “أكسيوس” إنهما “يتناقضان مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي يلزم القوات المسلحة اللبنانية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بفرض وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله”.
ونقل موقع “واللا” العبري عن مسؤول أميركي قوله: “من المستبعد جداً أن يوافق لبنان والمجتمع الدولي على هذه الشروط، لأنها تقوض بشدة سيادة لبنان”.
وبحسب المعلقين الإسرائيليين، فإن المقترحات الإسرائيلية لا تمثل عودة إلى القرار 1701، بل هي قرار جديد (1701+) وشرط إسرائيل بالسماح للجيش الإسرائيلي بأي عمل عسكري في لبنان لضمان “عدم قيام حزب الله بإعادة تسليحه” يعني أن سيكون الجيش الإسرائيلي قادرًا على خوض معركة ما بين الحربين في لبنان.
وبحسب هذه التقديرات فإن القرار 1701 يحد من قدرة الجيش الإسرائيلي على العمل من الجو في لبنان. وفيما يتعلق باقتراح الاتفاقية الجديدة، تدعو إسرائيل أيضًا في الوثيقة إلى حرية عمل القوات الجوية “بضمانة دولية من الولايات المتحدة وفرنسا”، ومع ذلك، هناك فرصة ضئيلة لتنفيذ الاتفاقية في هذه المرحلة الوقت، لأنه ليس من المتوقع أن توافق فرنسا على مثل هذا الاتفاق سوف تنضم.
إسرائيل تريد تغيير اليونيفيل
وفي سياق متصل، أعلنت هيئة الإذاعة العبرية نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين: “إسرائيل مستعدة لأن تكون اليونيفيل جزءًا من الحل السياسي في لبنان، لكن اليونيفيل لا يمكن أن تكون القوة الوحيدة الموجودة في جنوب لبنان”.
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن إسرائيل تريد تغيير الواقع على حدودها من خلال إدراج مهمة “اليونيفيل” في الفصل السابع، وجعلها قائدة الجيش اللبناني، ومنحها قوة الردع واجتياح أي مكان تريده. إخلاء منطقة جنوب الليطاني بالكامل من حزب الله.
هوكشتاين
وكان هوكشتاين قال بعد لقائه الرئيس بري: “واشنطن تريد إنهاء هذه المواجهة وهذا الصراع في أسرع وقت ممكن، وهذا ما نريده جميعا وما نعمل من أجله مع الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية”. كذلك قد نجد حلاً مع الحكومة الإسرائيلية الأسبوع المقبل أو الشهر المقبل أو العام المقبل، ولكن حتى ينتهي الصراع نهائياً ويتمكن الجميع من العودة إلى منازلهم ويعرفون أننا وصلنا إلى حقبة جديدة من الرخاء، وذلك هو “ما نريد تحقيقه سيتم تنفيذه في أسرع وقت ممكن.”
وأشار هوكشتاين إلى أن “التزامنا هو حل هذا النزاع بشكل بناء على أساس القرار 1701”، وقال: “القرار 1701 كالتزام عام وعلني ليس كافيا. لذلك عندما أقول أنه يتعين علينا تغييرها، أقول: سأقول لا، أنا لا أتحدث عن تغيير لأنه 1701، ولكن علينا أن نحدد النقاط والقضايا حتى تكون هناك ثقة بأن هناك يتم تنفيذه للجميع.”
في وقتي
وأكد الرئيس ميقاتي في لقائه هوكشتاين: أن “الأولوية هي وقف إطلاق النار والتنفيذ الكامل والكامل للقرار 1701، لأنه يمثل الأساس الأساسي للاستقرار في المنطقة”، لافتا إلى أن “الجهود الدبلوماسية نشطة لتحقيق حل سلمي”. وقف إطلاق النار: “يجب على جميع الأطراف العمل على التوصل إلى اتفاق لتنفيذ القرار”.
ابو الغيط
وتزامنت زيارة هوشتاين مع زيارة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الذي التقى الرئيسين بري وميقاتي ورأى أن “القرار 1701 هو قرار حاسم ويجب تنفيذه حرفيا وبأسرع ما يمكن”. الجامعة تقف مع لبنان في هذا الاختبار.” وشدد على وقف فوري لإطلاق النار وانتخاب رئيس. ودعا إسرائيل إلى الانسحاب الفوري من جميع الأراضي اللبنانية التي احتلتها أو دخلتها. وشدد على أنه “يجب أن يحصل لبنان على ضمانات بأن إسرائيل لن تكرر هجماتها”، وتابع: “من المحزن أن نرى مجلس الأمن الدولي لم يتخذ ردا رادعاً على الهجوم الإسرائيلي على اليونيفيل”. الصمت أمام تكرار سيناريو غزة في لبنان هو تواطؤ في الجريمة”.