علامات وبصمات تركها الهجوم الجديد لتنظيم القاعدة أبين باليمن، بعد أن كشفت حركة التنظيم المحافظة الجنوبية عن أجندات سياسية ومشاريع متقلبة.
تعرض مقر اللواء الثالث دعم وإسناد المشارك ضمن القوات الجنوبية عملية سهام الشرق لمواجهة التنظيمات الإرهابية أبين، لهجوم انتحاري، أمس الجمعة، منطقة الفريد بمديرية مودية.
ونفذ الهجوم انتحاري متطرف بعد أن قاد سيارة مملوءة بمواد شديدة الانفجار واقتحم المقر العسكري وأحرق خزانات الوقود للإمدادات العسكرية وانهيار جزء من الجدار وأدى إلى مقتل 16 جنديا. وذلك بحسب آخر الإحصائيات الرسمية.
تحالفات مشبوهة
ويرى محللون وخبراء سياسيون أن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة أصبحت اليوم مجرد أداة سياسية لمشاريع منفلتة من قبل جهات مشبوهة لها علاقة بالإضرار باستقرار المناطق المحررة، خاصة محافظة أبين جنوبي البلاد.
وبحسب الخبير شؤون الجماعات المتطرفة صالح باراس، فإن “التفجيرات الانتحارية الإرهابية أبين عنوان دموي ضمن التحالفات الجديدة مع تنظيم القاعدة ضد المشروع الذي يؤمن ويحمي قضية الجنوب”.
وأضاف الخبير اليمني لـ”” أن هذه التحالفات للتنظيمات الإرهابية جاءت نتيجة تحول تنظيم القاعدة إلى تنظيم موجه وفق رغبات مليشيات الحوثي والإخوان المسلمين وبعض الجماعات الانتهازية، كما كان وتبدو واضحة أبعاد الهجوم الدامي الأخير مودية.
وأشار إلى أن “فشل أجندات هذه التحالفات شجعها على تحويل محافظة أبين إلى ساحة رئيسية لحرب خة وشرسة تتلاقى ها المصالح المشتركة للحوثيين والإخوان والقاعدة، وأولئك” متحدون الأعمال العدائية وأهداف القوات الجنوبية”.
وأوضح باراس: “الهجوم الإرهابي الذي تزعم تنظيم القاعدة مسؤوليته عنه، جاء ذكرى انطلاق عملية سهام الشرقية العسكرية، أثبت مرة أخرى حقيقة التحركات الإرهابية أبين، للهجوم على بوابة العبور الاستراتيجية المؤدية إلى العاصمة تدقيقاً، عدن.”
ولم يخف باراس وجود ثغرات جهود القوات الجنوبية والمشتركة محافظة أبين، وأرجع ذلك إلى “المسؤولية غير السهلة على عاتق هذه القوات التي أثبتت جديتها وقدرتها محاربة الإرهاب وستحارب إرهابييه”. الرعاة ومن يصدرونه ويديرونه.”
تبادل ارهابي حوثي نفعي
من جانبه، يرى المسؤول الإعلامي قوات الحزام الأمني بعدن رشدي العمري، أن “توقيت التفجيرات الإرهابية جاء ظل تحشيد إعلامي وعسكري على أكثر من محور من قبل الحوثيين، على العديد من المواقع”. جبهات تحاول التقدم نحو المحافظات الجنوبية”.
ويرى العمري – بحسب حديثه مع – أن أهمية الهجوم تعود مرة أخرى إلى “الخدمة المشتركة والدعم اللوجستي الذي تقدمه مليشيات الحوثي لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابية لاستهداف المناطق الجنوبية والأمنية”. محاولة لإرباك هذه القوات داخلياً، مما يسهل تقدمها على الخطوط الأمامية.
وربط العمري التفجيرات بالإنجازات الأمنية التي تحققت مؤخرا، والتي تأتي ظل اكتشاف العديد من الخلايا الحوثية التي تم تجنيدها مناطق الضالع وردفان وأبين وحتى حضرموت وهي “القتال والتعاون ضدهم”. القوات الجنوبية” التي هي طليعة المعركة وتشكل الركيزة الأساسية تشكيل وتمثيل المناطق المحررة.
رسائل التفجيرات الانتحارية
وعن أسباب اختيار تنظيم القاعدة للهجوم الانتحاري بدلا من الأساليب المعتادة التي يستخدمها عادة، أكد العمر أن الهدف من ذلك هو “إرسال رسالة داخليا وخارجيا مفادها أن التنظيم الإرهابي لا يزال موجودا وقادرا على ذلك”. تنذ هجمات”.
لكن الواقع هناك رسالة أخرى تشير إلى أن التنظيم يعاني من عدم الكفاءة وانتكاسة داخلية أوصلته إلى مرحلة الفشل، حتى المواقع المتقدمة للقوات الجنوبية، خاصة على محور وادي عمران شرق مودية. أو أي مكان آخر، ولهذا لجأت إلى عمليات غادرة بعيداً عن الواجهة.
وبحسب العمري، حاول تنظيم القاعدة رفع معنويات العناصر الإرهابية صفوفه، بعد تلقيهم هجمات موجعة من القوات الجنوبية والقوات الأمنية محوري أبين وشبوة.
وأكد أن هذه العمليات الإرهابية تعزز وحدة عقيدة القوات المسلحة والأمن مواصلة الحرب ضد التنظيمات الإرهابية بكافة أنواعها وأشكالها وعلى كافة المستويات، ويدركون أن التضحيات لا بد منها حتى تطهير البلاد.
بصمة الحوثي
واتهمت وزارة الداخلية اليمنية، ضمنا، جماعة الحوثيين بالوقوف وراء العمل الإرهابي مودية من خلال دعم وتمويل أنشطة تنظيم القاعدة للهجوم على المناطق المحررة.
وقال وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان، بيان، إن الهجوم الإرهابي مودية “يحمل بصمات مليشيا الحوثي بالتعاون مع تنظيم القاعدة الإرهابي”، مشيراً إلى أن “جماعة الحوثي هي رأس الإرهاب والمادي والفني”. ممول هجمات القاعدة”.
وأضاف أن “الهجوم الإرهابي الآثم والمدان لن يزيد إلا وحدة وتماسك وإصرار الأجهزة الأمنية والقوات الجنوبية والحكومية وكل الوطنيين الشرفاء القضاء على آفة الإرهاب وتنظيماته بمختلف مسمياتها الحوثي”. القاعدة وداعش وعناصرهما المارقة”.
وشدد المسؤول اليمني على “أهمية تلاحم المجتمع اليمني مواجهة الإرهاب الذي يأتي من راعي الشر المنطقة إيران”، ودعا “المجتمع الإقليمي والدولي إلى اتخاذ موقف تجاه كافة أشكال الإرهاب”. الإرهاب ضد اليمن ودعم الشرعية للتخلص من هذه الآفة التي تستهدف البر والبحر.