وفي هذا اليوم، دعا ممثلو الطوائف اللبنانية المجتمع الدولي إلى العمل على وقف العدوان الإسرائيلي، وفي هذا السياق، أكد البطريرك صفير على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية واحتضان النازحين ومساعدتهم حتى عودتهم إلى قراهم الجنوبية. وقف فوري لإطلاق النار والبحث عن حل جذري ودعم الدولة اللبنانية في بسط سلطتها على كامل أراضيها وتنفيذ القرارات الدولية. اليوم مثل الأمس!
في سبتمبر 2024، بعد 18 عاماً، سيعيد التاريخ نفسه ويتساءل المراقبون عما إذا كان الإعلان الختامي الذي ستصدره القمة الروحية اليوم سيكون مشابهاً لإعلان القمة الروحية المسيحية الإسلامية عام 2006. والفارق المؤسف هو أن لا أحد من هذه الدول، سواء في مجلس الأمن أو في الدول العميقة، التزمت بمساعدة لبنان على تنفيذ أي من نقاط قمة 2006! وماذا عن قمة الغد وهل سيتمكن البطريرك الراعي من تحقيق ما عجز عنه البطريرك صفير وزعماء الطوائف المحيطين به آنذاك؟
للعلم: القمة التي ستعقد بعد ظهر اليوم الساعة 11، جاءت بناء على طلب الفاتيكان الذي تمنى للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي قبل رحلته إلى روما غدا، قمة روحية استثنائية وطنية موحدة ، وعلى الراعي طبعاً أن يحمل معه ورقة التوصية التي سيصدرها إلى المسؤولين في الكرسي الرسولي.
قمة وطنية مسيحية إسلامية في بكركي لتوحيد الموقف اللبناني
مصادر بكركي التي حضرت القمة تحدثت لـ”” عن أهمية البيان الذي سيصدر، معتبرة أنه سيصدر بشكل مشترك من قبل زعماء الطوائف لتوفير موقف سياسي موحد داعم لموقف الحكومة ممثلا بذلك، وهو ما سيكمل اللقاء. وحدة لبنان الذي يسعى إلى السيطرة على شؤونه وتحديد مصيره. ومن المرجح أن تستمر إسرائيل الآن في عدوانها على لبنان، وترغب في إحداث تغييرات، سواء في القرارات الدولية أو في إعادة تنظيم المنطقة.
كما أكدت مصادر بكركي أن المشاركة ستشمل جميع الطوائف، إذ أكد ممثلون عن جميع الطوائف حضورهم ومشاركتهم الشخصية في هذه القمة الوطنية، ومن بينهم: مفتي اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى. والشيخ علي الخطيب، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبو المنى. كما سيحضر عدد من المطارنة يمثلون البطاركة الذين سيتغيبون بسبب مشاركتهم في اجتماعات السينودس في روما، ومن بينهم بطريرك السريان الكاثوليك، ويمثل مجلس الأساقفة والبطاركة الكاردينال مار بشارة بطرس ال. راهي.
وقالت المصادر التي رافقت قمة بكركي لـ””: “أهمية هذه القمة التاريخية هي أنها استثنائية لأنها وطنية وليست روحية ولا تناقش قضايا اجتماعية وإنسانية، بل قمة تتناول القضايا السياسية”. «وبعد أن وجد هؤلاء أنفسهم في خضم أزمة وانهيار داخلي عام، أصبحنا أمام مؤسسات راسخة وحرب مدمرة».
وتضيف المصادر أن الفاتيكان أبلغ الراعي بضرورة عقد هذا المؤتمر الشامل وإعداد مشروع إعلان للبدء في إعداد مشروع الإنقاذ الذي سيتم مناقشته خارجياً بعد الإعلان النهائي كخطوة أولى نحو هدنة واحدة.
وتشير المصادر إلى أن “المرجعيات الروحية تعلم أن الجهات الرسمية تعمل جاهدة لوقف الحرب المستمرة، لكن بكركي أدركت أيضاً أن الجهات الرسمية بحاجة إلى الدعم ومن هنا جاءت مبادرتها، كواجهة دعم وإغاثة لدعم والمساعدة”. في ظل غياب جبهات دعم دولية للدولة اللبنانية”. وأكدت: “بكركي قلقة أيضاً، وليس الناس في لبنان وما حوله فقط هم من يشعرون بالقلق، ولهذا أرادت أن تتحرك وترفعك”. صوتوا عالياً، خاصة وأنكم شعرتم في هذه المرحلة أن لبنان خذل دولياً فعلاً”.
وأضافت المصادر: “سنخاطب المجتمع الدولي ونقول إننا لا نحتاج إلى طعام وشراب، بل نريد دعم وقف إطلاق النار وكل أشكال العودة، أي العودة إلى الحياة الطبيعية، عودة اللاجئين”. “انتظام عمل المؤسسات والإدارات والوزارات وعودة الأهالي إلى أراضيهم وعودة النازحين إلى قراهم. خاصة أنه على الجانب السياسي، لم تحاول أي من الدول المتضررة حتى الآن دعمنا في إيجاد الحل. بل كل المساعدات الدولية عبارة عن تصريحات وإرسال أدوية وأغذية، والأخطر من ذلك أنه لا توجد ضمانات». وتأمل المصادر المشاركة في المؤتمر: «أن تكون هذه القمة فرصة لنرتفع صوتنا ونجعله التقدم نحو الحل السياسي».
أما على الصعيد الداخلي، فتؤكد المصادر: أن «هذه القمة ستؤكد على أواصر التلاحم الداخلي، خوفاً من تأثير التهجير القسري على أبناء الوطن»، مما يشير إلى أن القمة ستتناول أيضاً الاهتمامات الأساسية والملحة ولا بد من بحثها لملء الفراغ الرئاسي من أجل تنظيم عمل المؤسسات والحفاظ على مكانة ودور المسيحيين واستعادة أواصر الوحدة والوحدة الداخلية لمواجهة الحرب التي تهدد وجود لبنان.
وبحسب المعلومات، فإن هناك لجاناً مشتركة تعمل على إعداد مشروع الإعلان الوطني النهائي الشامل، الذي لا يطرح قضايا روحية أو اجتماعية أو مدنية، بل يثير هموماً وطنية وسياسية ويتوافق مع قرارات الحكومة اللبنانية وتنفيذها. القرارات الدولية وأهمها تفعيل وقف إطلاق النار في لبنان وتنفيذ القرار 1701.
وتشير المصادر نفسها إلى أن البطريرك الراعي الذي سيغادر إلى الفاتيكان غداً، سيشارك في عدة فعاليات، أبرزها تقديس الإخوة المسباكيين اللبنانيين والموارنة، ومن الطبيعي أن يحمل الإعلان والتوصيات معه. هذا ما سيخرج من القمة الوطنية وسيناقشه مع المعنيين في دوائر الفاتيكان.