رفيق الإنسان
هل سمعت من قبل عن وجود شخص لديه شريك؟ وهو حق لا شك فيه، فقد ذكره الله تعالى في، وصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية المطهرة. إذن ما هو رفيق الإنسان؟ ما هي الحقائق التي تحدث عنها العلماء والمحامون؟ سنكتشف ذلك في هذا المقال.
ما هو رفيق الإنسان؟
رفيق الإنسان هو الشيطان، الذي يحرض كل واحد منا، فكلنا نضيع في الخطايا. كلنا خطاة، لكن هل سألت نفسك من أين تأتي هذه النفس التي هي في حد ذاتها مسرفة مع أنها تعرف عقاب الله؟
وهو الشيطان الذي يوسوس للإنسان بسوءاته بل ويزينها في كثير من الأحيان، وهو الذي يشجع الإنسان على المبالغة. وهنا نفهم أن قرين الإنسان هو من الجن والشياطين. فهو رفيقه في كل وقت، وسوس له العمل، إلا المؤمنين، فإنهم يأمنون من هذا الرفيق. ولذلك فلا سبيل لإنسان أن يفعل ذلك ما دام مع الله عز وجل.
ولكن ما هو الدليل على وجود النظير البشري؟ وهذا ما نعرفه بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة النبوية المطهرة:
قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا تعالوا إلى السلام ولا تتبعوا خطوات الشيطان” “إنه لكم عدو مبين” وهنا نفهم من الآية السابقة أن قرين الإنسان هو الشيطان، فهو ينسب أعماله إلى الإنسان، لأن له قريناً يحثه على الشر والأذى.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من إلا وقد نصبه صاحبه فيمنه». “الجن. قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: «وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير» إلا في حديث سفيان. وعين قرينه من الجن وقرينه من الملائكة.
3 حقائق عن رفيق الإنسان
لقد قدم لنا العديد من العلماء والفقهاء العديد من الحقائق عن رفيق الإنسان، ومنها ما نتعرف عليه في هذه النقاط:
- القرين هو الحاكم على الإنسان بإذن الله تعالى، يأمره بالفحشاء والمنكر وينهاه عن الخير والبر، كما قال الله تعالى: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم بمغفرة منه وكرماً، والله كريم عليم.
- فالرفيق البشري يقوم فقط بالإغواء، ومهمته الأساسية هي إغواء الإنسان وتضليله. وهذا مبين في كتاب الله الكريم والسنة المطهرة. ويستمر الرفيق البشري في هذا الإغواء حتى موت الإنسان، وبذلك تنتهي مهمة هذا الرفيق إلى الأبد. يؤتمن أن يكون رفيقه ويحاول أن يسقطه في الواقع ويقع في الخطأ لا سمح الله.
- ويمكننا كبشر أن نحمي أنفسنا من ذلك، كما قال عنه كثير من العلماء. قال ابن القيم رحمه الله: واعلم أن كلمة “العدي” واستعمالها يدلان على الحذر والتقوية والنجاة، ومعناها الحقيقي: الهروب مما تخافه، إلى من يحميك منه. ولهذا السبب يسمى من يلجأ إليه ملجأ، كما يسمى ملجأ ووزيرا.
الاستعاذة هي الحماية من رفيق الإنسان
قرين الإنسان هو الجن أو الشيطان، الذي دائماً يوسوس للإنسان بشيء. فلا سبيل ضده ما دام ذلك الإنسان مؤمناً يعصمه الله من ذلك الصحابي، وهنا يأتي دور الاستعاذة التي قالها ابن القيم رحمه الله تعالى: “”الاستعاذة”” منه يأتي من معنى الكلام الذي قبله، وفيه فائدة جليلة. وهو كمال التوحيد، وهو الذي يتعوذ منه المستعيذ بالفرار من فعل الله ومشيئته وقدره. فهو وحده من يحكم. فإذا أراد بعبده الشر فلا يحميه أحد غيره، فهو يريد ما يضره وهو الذي يريد دفعه عنه.
كما بيّن ابن كثير في قوله المقصود بـ “الشيطان”: “والشيطان في اللغة العربية مشتق من الشطن، فهو بعيد عن الفطرة الإنسانية، بعيد لفجوره عن كل خير. “شط، لأنه خلق من نار، ومنهم من يقول كلاهما على الصحيح من المعنى، لكن الأول أصح، وكلام العرب يدل على ذلك”.
وهذا الاستعاذة هو طلب العون من الله تعالى ضد الشيطان الذي يصمم دائما على خداع الإنسان، كما أخبرنا الله تعالى عنه حيث قال تعالى: “”رَبِّ بِكَ إِنْ أَضْلَلْتَنِي لَأَغْضِنِينَ”” فزينهم في الأرض لأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين منهم.
وقد أمرنا الله تعالى أن نحفظ أنفسنا بذكر القرآن وتلاوته، وأن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم الذي يوسوس في صدور الناس: وَإِنْ نَزَّعَتْكُمْ الشَّيْطَانُ فَاسْتَعِذُوا بِاللَّهِ. وهو السميع العليم.
وهذا يعني أن الإنسان يلجأ إلى الله تعالى بصدق وإخلاص للاستعاذة من الشيطان وأفعاله ونوازعه التي تكون دائماً نتيجة للفتن. ولهذا أمرنا الله بالاستعاذة دائماً من الشيطان الرجيم.
وفي هذا المقال تعرفنا على الشريك البشري بشكل أكثر تفصيلاً وتعرفنا على بعض الحقائق التي قالها العلماء والمحامون عن الشريك الإنساني.