فتاوى ابن باز
وللشيخ والعالم والفقيه ابن باز آراء كثيرة قد تبدو صادمة، لكنها مع ذلك تعتبر آراء شرعية، وبالتالي تختلف عن بعض الآراء الشرعية لغيره من العلماء والفقهاء. ونحن نعلم أن الاختلاف بين الآراء الشرعية رحمة للعباد، وفي الدين مجال للاختلاف، مما يؤدي إلى كثرة التفاعلات والآراء. وفي هذا المقال نعرض فتوى ابن باز رحمه الله في الاحتفال.
يوم الإسراء والمعراج
يوم هو 27 من شهر رجب من كل عام يحتفل فيه المسلمون بمناسبة رحلة الإسراء والمعراج التي أُخرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة والقدس الشريف و وصعوده إلى السماء السابعة. وعند بعض أهل العلم أن هذا اليوم يوافق السابع والعشرين من شهر رمضان.
ويوم الإسراء والمعراج ليس يوم 27 من رجب عند ابن باز
والمفاجأة التي قد لا تعرفها عزيزي القارئ أن هناك بعض الآراء التي تنفي أن يكون يوم 27 رجب ذكرى رحلة الإسراء والمعراج، ولا أحد يعلم كم الساعة ليلاً مكتوبة في كتب السيرة، كما قال ابن باز رحمه الله: “يرى بعض مؤرخي السيرة أن ليلة السابع والعشرين هي ليلة الإسراء والمعراج، ويحتفلون بها وبشيء”. فلا أصل لها، وليلة الإسراء والمعراج لم تُحفظ، وذلك لحكمة الله في أن الناس نسوها، وذلك من أسباب عدم المبالغة فيها. وهذا صحيح، لأن الله تعالى أخذ نبيه إلى المسجد الأقصى ثم إلى السماء، كما قال تعالى: سبحان الذي أخرج بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليلا. [الإسراء:1]وهذا أمر واضح لا شك فيه، ولكن الليلة التي حصل فيها هذا الأمر لا تعلم، ومن قال: إنها ليلة السابع والعشرين من رجب فهو مخطئ ولا دليل عليه. والحديث الذي فيه ضعيف. وحتى لو كنت أعلم، وحتى لو تيقننا بذلك ليلة السابع والعشرين أو في وقت آخر؛ لم يكن مطلوبًا منا أن نحتفل بهذا من خلال خدمات الكنيسة أو الاحتفالات؛ فلو كان هذا بدعة لفعله النبي صلى الله عليه وسلم واحتفل به، أو لم يكن خلفاؤه الراشدون أو الصحابة يحتفلون به في حياته صلى الله عليه وسلم. عليه، ولا بعد وفاته، فهذا يعني أن الاحتفال أمر جديد. ليس من واجبنا أن نقدم ما كتبه الله. ذم الله قوماً فقال أم لهم شركاء شرعوا من دينهم ما لم يأذن به الله؟ [الشورى:21]وقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: “”فإنا قد أعطيناك في هذا الأمر شرعا فاتبعه ولا تتبع أهواء الذين لا يعرفونك”.” إله. هذا شيء [الجاثية:18- 19]فأمره الله بالالتزام فقط بالشريعة، وأدان كل من خالفها أو فعل شيئاً من شرع الله. وقال عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا – أي: في ديننا – من ليس منه فهو رد، أي: رد، وقال: أحسن الحديث. كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور ما أحدثوه، وكل بدعة ضلالة.
وهذا رابط الفتوى من موقع ابن باز:
احتفال الإسراء والمعراج عند ابن باز
وأما الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج فلا يجوز عند ابن باز حيث قال: “لا يجوز الاحتفال بليلة السابع والعشرين كليلة الإسراء والمعراج. “راج، أي ليلة أخرى لم يخصصها الله للاحتفال. يجوز في ليالي العشر من رمضان قيام الليل والتهجد والقراءة والدعاء. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فعله، ومن ذلك ليلة القدر. لا بد من الاهتمام بالبدع والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أن يغترَّ بأفعال الناس، فالحساب هو الدليل، فلا ينبغي له أن يغترَّ بأفعال الناس في رأس السنة، والحقيقة أن كثيراً من الناس يفعلون ذلك وفي كثير من البلاد الإسلامية لا ينبغي أن يغتروا بهذا، فيقول: وإن تطع أكثر أهل الأرض يضدوك عن سبيل الله. [الأنعام:116]. ولا بد من الالتزام بالدليل، فمن عمل عملاً وعبده قيل له: ما حجتك؟ ما هو الدليل؟ ولما قال أحدهم: “أزيد في الأذان، بدل أن أقول: “لا إله إلا الله”، خففناه مرتين: “لا إله إلا الله، لا إله إلا الله”.” للصلاة بدعة، ولو كانت كلمة حق، ولو قال: خففوا التكبيرة الأولى خمسا بدلا من أربع، خمسا بدعة، ولو قال: خففوا لو قال: «حي، صل، اقرأه ثلاثًا»، فإنه يصبح بدعة ومقيدًا بالشرع.
وقد عرضنا في هذا المقال رأي ابن باز في الاحتفال بهذه الليلة والفتوى الصادرة عنه. وذلك للعلم بها ومعرفة كافة الآراء المطروحة حول الاحتفال بتلك الليلة وذكراها العطرة.