مع انتهاء شهر العسل بين محافظ مصرف ليبيا المركزي ورئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية (انتهت المدة)، انضم البرلمان، بقرار “مؤيد” للأول، وطلب أسئلة عن أسبابها وأهدافها وسر توقيتها.
أعلن مجلس النواب الليبي، الجمعة، تعليق القرار الصادر عام 2018 بتعيين محمد عبد السلام الشكري محافظا لمصرف ليبيا المركزي.
وبرر مجلس النواب بيانه قراره بإصدار القرار رقم . مرسوم رقم (3) لسنة 2018 بالإيقاف الذي تم بموجبه تعيين الشكري، بسبب «انتهاء مدة تكليفه وعدم قيامه بمهام عمله من تاريخ صدور قرار ندبه».
و يناير 2018، أدى الشكري اليمين القانونية مجلس النواب بعد انتخابه لهذا المنصب، جلسة وعد ها بالعمل نفس سياق الوحدة التي تعمل ها المؤسسة الوطنية للنفط.
وبحسب بيان مجلس النواب الصادر اليوم الجمعة، فقد تقرر استمرار العمل بقرار رئاسة مجلس النواب رقم 10 لسنة 2019 بشأن مصرف ليبيا المركزي ومرعي مفتاح رحيل البرعصي نائباً للمحافظ.
لماذا الآن؟
ويأتي قرار البرلمان بدعم محافظ مصرف ليبيا المركزي على رأس المؤسسة الاقتصادية “المهمة” ليبيا، وقت تتوتر ه العلاقة بين الصديق الكبير ورئيس حكومة الوحدة الوطنية (المنتهية ولايتها) عبد الله. حالة حامد الدبيبة.
تعرض مصرف ليبيا المركزي لـ”محاولة استبدال المحافظ الصديق الكبير بالقوة”، بحسب بيان صادر عن مصرف ليبيا المركزي، الذي طلب من الولايات المتحدة الدخول على خط الأزمة، محذرا منها سر ليبيا لدى ليبيا ريتشارد نورلاند ضد محاولات استبدال محافظ البنك بـ”الإكراه”.
وأكد السر الأمريكي لدى ليبيا “دعم بلاده الكامل لمصرف ليبيا المركزي مواجهة هذه التهديدات والحفاظ على استقرار البنك المركزي ليتمكن من تنذ الدور المنوط به على أكمل وجه”.
و حين لم تكشف السفارة الأميركية ليبيا عن طبيعة التهديدات، تداول ناشطون ليبيون أخبارا زعمت أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المن “يعتزم إقالة المحافظ بمساعدة قوات عسكرية، بعد ضغوط من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.
واستند الناشطون هذه الأخبار إلى العلاقة المتوترة بين الدبيبة والصديق الكبير، منذ فبراير الماضي، والتي أنهت سنوات من المصالحة بين الرجلين، على خلة الأزمة الاقتصادية ليبيا.
محطات تحسن العلاقة
و الشهر نفسه (فبراير الماضي) بدأت العلاقة المتوترة بين مجلس النواب والبنك المركزي تتحسن، وخاطب الصديق الكبير مجلس النواب بفرض ضريبة بنسبة 27% على مشتريات العملات الأجنبية، مقترح تمت الموافقة عليه. بقلم عقيلة صالح، رغم الانتقادات التي تعرض لها هذا القرار.
وبعد خمسة أشهر من تلك التوقف، وتحديدا يوليو/تموز الماضي، التقى الرجلان (عقيلة والكبير) العاصمة المصرية القاهرة، لقاء فُسِّر حينها على أنه “تحالف ضد حكومة دبيبة ومحاولة لتشديد القبضة”. مسامير عليه”، بحسب مراقبين.
لكن البنك المركزي قال بيان – حينها – حول ذلك الاجتماع، إنهم ناقشوا خطوات إقرار الموازنة الموحدة للعام 2024، بالإضافة إلى آخر مستجدات توحيد البنك المركزي، وتطوير الخدمات المصرة وأنظمة الدفع الإلكتروني، القوانين المتعلقة بالقطاع المصر، التنسيق مع مؤسسات الدولة، ومقترح معالجة المقايضة ودعم الوقود.
و رسالة غزلية من البرلمان إلى البنك المركزي ورئيسه -الذين سبق أن أقالهم مجلس النواب- أعرب عقيلة صالح عن “امتنانه” للدور الذي يلعبه مصرف ليبيا المركزي ويواصل “الحفاظ” على الاحتياطيات المالية. واستدامة الدولة”.
و سبتمبر 2014، أصدر البرلمان الليبي قرارا بإعفاء الكبير من منصبه كمحافظ لمصرف ليبيا المركزي.
فهل تعتبر هذه الحالة من الانسجام متناقضة مع الدب؟
ولم يستبعد المراقبون الليبيون ذلك، مرتكزين تحليلهم للمشهد على قرار البرلمان قبل أيام إنهاء ولاية السلطة التنذية (حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الرئاسي)، معتبرين إياها حكومة أسامة حماد. كحكومة شرعية حتى يتم انتخاب حكومة موحدة.
وجاء قرار البرلمان بعد أن وافق الشهر الماضي على ميزانية إضاة بقيمة 88 مليار دينار ليبي (18.1 مليار دولار) للحكومة المتمركزة الشرق، بعد 3 أشهر من إقرار الميزانية الأساسية البالغة 90 مليار دينار (18.5 دولار). مليار).
ولم يكن البرلمان ليتمكن من إقرار هذه الأموال لولا حصوله على الضوء الأخضر من البنك المركزي ليتمكن من ضخها لمساعدة حكومة أسامة حماد مهامها، بحسب مراقبين توقعوا الصديق الكبير. الخلف، من شأنه أن يضيق الخناق على حكومة الدبيبة، خاصة بعد قرار البرلمان اعتبارها انتهت ولايته، وتجديد الثقة بحكومة أسامة حماد.
وكان البرلمان منح الثقة لحكومة أسامة حماد مايو الماضي، لكنه لم يتمكن من ممارسة مهامه عموم الأراضي الليبية بسبب رفض حكومة الوفاق الوطني بقيادة عبد الحميد الدبيبة تسليم السلطة إلا لحكومة. وقالت إنها تخرج من برلمان منتخب.
ورغم مخاوف مراقبين من توديع حالة الانسجام التي كانت سائدة بين بعض الجهات السياسية الدولة الإفريقية، إلا أنهم توقعوا أن تحمل الوقت نفسه مفاتيح الحل ليبيا.