لا للـ1701… نتنياهو لا يقبل بأقل من الـ1559

admin11 أكتوبر 2024آخر تحديث :

وفي الأيام التي سبقت وبعد الإعلان عن بدء “عملية برية محدودة وموجهة” في جنوب لبنان، تكشفت الصورة تدريجياً، بحسب الجيش والحكومة الإسرائيليين، في أعقاب تكثيف الغارات الجوية على الضواحي الجنوبية لبيروت. البقاع ومدن الجنوب، إضافة إلى استمرار جرائم القتل لقيادات «حزب الله» وأبرزها إعلان نتنياهو الأخير عن «اغتيال نصر الله وخليفته» في إشارة إلى السيد هاشم صفي الدين، الذي سيتولى السلطة بشكل أكبر ومن المرجح أن يخلف السيد حسن نصر الله في الأمانة العامة.

فيما تحاول الحكومة اللبنانية الحفر في الصخر الدبلوماسي لإيجاد حل مع نظرائها الأوروبيين في حين أن الجهود الأميركية ليست واعدة، يشير مصدر أوروبي في لبنان لـ«» إلى أن مفاوضات وقف إطلاق النار «تقوم على سببين أساسيين:

الأمر الأول والأهم هو إصرار حزب الله على التحالف مع غزة، وهذا ما ضاع في السياسة وسيستمر في إهدار الفرص.

والسبب الثاني هو طموحات إسرائيل بإنهاء أي وجود عسكري للعدو على حدودها، وهو ما يعني أن القرار 1701، الذي يقضي بالعودة إلى ما وراء الليطاني، غير مناسب على الإطلاق لإسرائيل، حيث يتم إطلاق الصواريخ من وادي البقاع ويمكن جلبها إلى إسرائيل. شمال إسرائيل.

ويوضح المصدر أنه من وجهة نظر إسرائيلية وربما أميركية، سيكون من غير المجدي دفع حزب الله إلى المستوى الميداني لأنه “سيخلق حدوداً شمالية جديدة تتطلب حرباً أخرى مماثلة”. “لذلك يسعى نتنياهو للبناء على انتصاراته العسكرية في الأسابيع الستة الماضية من خلال تحقيق نزع سلاح حزب الله بالكامل، بشيء مماثل للقرار 1559”.

القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن الدولي ينص أولاً على انسحاب جميع القوات الأجنبية من لبنان – وإسرائيل لا تفعل ذلك في حربها اليوم، فيما تتضمن مرحلة ثانية حل جميع الميليشيات في لبنان ونزع سلاحها – هنا ويعد ذلك بمثابة نزع سلاح آخر للأحزاب المسلحة اللبنانية بعد الحرب الأهلية.

ويرى المصدر المرتبط بسفارة أوروبية في لبنان، لكنه غير مخول بالحديث عن المفاوضات، أن «الأمور ستتصاعد على الأرض، بغض النظر عن كلام نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن استمرار الحرب». ولم تكن لديه أي نية لربط مسار الحرب في جنوب لبنان”. ولعل ذلك يشير إلى بداية تغيير المسار من قبل البعض في حزب الله إذا استمر على المستوى السياسي بفعالية كبيرة يريدها، لأنه على المستوى العسكري فإنه سيكون ضروريًا لها فقط أن تفوز بالحرب.”

ولمعرفة ماذا يعني الانتصار في الحرب بالنسبة لـ«الحزب»، رفض المصدر تحديد ما إذا كان هو منع القوات الإسرائيلية من الوصول إلى نهر الأولي شمال صيدا أو شمال الليطاني، أو ما إذا كانت وصلت ولو مؤقتاً إلى نهر الأولي. وقف إطلاق النار مع تأجيل حاسم لعودة سكان شمال إسرائيل إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية.

ويرى المصدر أن الوضع أكثر تعقيداً، «لأن الحرب لن تنتهي إلا بانسحاب عسكري لحزب الله، ولن يقبل الإسرائيليون بأقل من ذلك، لأنهم اغتالوا أمينهم العام وأدخلوه إلى المخابرات. “، وتجاوزها ستة أسابيع متتالية”، غمز مرجحا أن الحرب في جنوب لبنان “ستستمر على الأقل حتى كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وهناك إمكانية لتمديدها من خلال تخصيصات إضافية في الميزانية الإسرائيلية المقبلة”. سنة.”

في المقابل، يعاني لبنان من وضع اقتصادي كارثي لا يمكن تحسينه بوصول المساعدات، فهي مؤقتة فقط وتعمل كإبرة «مورفين»، تخفف الألم على الفور ولفترة محدودة جداً. ويشير المصدر في هذه المرحلة إلى أن “الأوضاع الاقتصادية مع تفاقم الشتاء ستثقل كاهل حزب الله وليس فقط الحكومة اللبنانية. فمن سيعتني بأكثر من مليون نازح؟ يواجه لبنان أزمة غذائية وسكانية كارثية. ومن هنا تأتي الخريطة المطبوعة الإسرائيلية التالية”.

ويوضح المصدر: “لا تعطي الحكومة الإسرائيلية أي ضمانات بشأن الحفاظ على خطوط إمداد جوية أو بحرية أو برية كاملة، بل فقط تأكيدات مؤقتة لزيادة ضغوطها الاجتماعية والسياسية، وكأن من الواضح أن ذلك غير ممكن”. فكما أنه من غير الممكن إنهاء حماس في غزة، لأنها متجذرة اجتماعيا وأيديولوجيا، فإن حل المشكلة يتطلب تعزيز الدولة اللبنانية أو إعادة بنائها، لكن جميع الأطراف الأوروبية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، أعتقد أن ومع وجود «حزب الله» كجيش، لا يمكن للدولة اللبنانية أن تكون قوية وتبسط سيطرتها على كامل أراضيها. بل هذا مطلوب «كفريق سياسي فقط».

وفي ظل هذا الواقع، فإن مسار الشؤون العسكرية و«الدبلوماسية المعطلة» لا يشيران إلى نهاية، وإن كانت محدودة، لغيوم الحرب. وبدلاً من ذلك، إذا تمكن الإسرائيليون من تجاوز دفاعات حزب الله، فمن المتوقع أن تتوسع أراضيهم من القرى الحدودية أولاً إلى الليطاني، ثم إلى العوالي. لكن لا شك أن الأفق الاجتماعي والاقتصادي أكثر غموضاً من الوضع العسكري الصعب على الأرض، وأن التحديات التي تواجه الحكومة المؤقتة أكبر وأقوى مما تستطيع تحمله.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة