ورغم الاتصالات الدبلوماسية المستمرة، يشير النائب وضاح الصادق إلى أن «لا شيء يضمن استمرار استبعاد مطار بيروت من دائرة الأهداف في الفترات المقبلة، وقال لـ«: المطار منذ اليوم الأول التهديد بالحرب، ورأينا ما حدث في حرب يوليو 2006 وما إذا كانت إسرائيل بحاجة إلى رفع السقف أكثر ربما لتحقيق وقف إطلاق النار، أو ما إذا كانت. تبدأ عملية برية أو حرب كبرى ثم تستهدف المطار. “هذا ليس مستبعدا.”
ويشير إلى أن الاتصالات الدبلوماسية لتحييد المطار مستمرة، خاصة أن عملية إجلاء المواطنين لا تزال مستمرة ولبنان يدخل المساعدات الإنسانية عبر طريق سريع واحد وهو المطار، مع الأخذ في الاعتبار أن إسرائيل تستخدم هذا المطار ولن يسمح بالمعابر البرية. وسيتطلب خط البحر وقتًا طويلاً.
وأعرب عن قناعته بأن صمود المطار سيبقى طالما تمت الموافقة على قرار عدم استهداف المطار. لذلك، وبما أن عناصر عملها في هذه الفترة لا داعي للخوف، خاصة فيما يتعلق بالكهرباء، فإن الصورة ستبقى على ما هي عليه طالما قامت إسرائيل بتحييدها.
علاوة على ذلك، ورغم الانتقادات والتعليقات التي وجهت سابقا لشركة طيران الشرق الأوسط، يصف الصادق عمله في هذه الظروف بـ”البطولي، خاصة وأن فريقه أقلع وهبط تحت غارات مكثفة وظروف خطيرة وصعبة”. وتضمن حركتها استمرارية العمليات في الأجواء اللبنانية.
اي مطار ثاني؟
وبينما بدا أن المطار في مكان خطير ومشتعل في هذه الحرب، عاد مقترح المطار الثاني إلى الواجهة مرة أخرى، رغم أن الصادق يذكر عدداً من الأسباب التي تجعل تنفيذه صعباً في هذه الظروف.
وفي هذا الصدد يقول الصادق، إن تجهيز غرفة التحكم في مطار القليعات يستغرق، على سبيل المثال، أشهرا، كما يستغرق الحصول على موافقة سلطات الطيران أشهرا، دون الأخذ في الاعتبار التكاليف المطلوبة لتجهيز المطار، بما في ذلك أسفلت. الإضاءة والمعدات وحتى الحاجة إلى مراقبين مرخصين، في حين أن مطار بيروت يعاني أصلاً من نقص على هذا المستوى. لذلك، عملياً ونظراً للإمكانيات المتوفرة، لا توجد إمكانية لفتح مطار ثانٍ خلال هذه الحرب، رغم أن لبنان يحتاج إلى أكثر من مطار.
المفاوضات “سهلة”
أما في ما يتعلق بالمفاوضات، فلا يخفي النائب وضاح أن «الحراك الحالي ضعيف ويكاد يكون في حالة جمود»، ويقول في هذا السياق: إن «المبعوث الأميركي عاموس هوشستين زار لبنان أكثر من مرة خلال الـ 11 شهراً الماضية، و كما تضمن عرضه زيارة لتطبيق القرار 1701 وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب، لكن حزب الله رفض ذلك، متمسكاً بمبدأ وحدة المناطق على أساس التفوق وسوء التقدير.
ويشير: «النتيجة اليوم هي تدمير قرى بأكملها، وتهجير آلاف اللبنانيين إضافة إلى آلاف الضحايا، وتدمير البنية التحتية لحزب الله واغتيال قادته». فهي لا تريد الآن التفاوض والحزمة المتكاملة التي قبلتها سابقاً لم تعد مقبولة لديها”.
موظف المطار : تصرفات بطولية خطيرة
وأيضاً العودة إلى مكان الحادث في مطار بيروت. كانت قاعة الوصول صامتة تمامًا وكانت الغرفة شبه خالية إلا من عدد قليل من المغامرين الذين عادوا جميعًا لأسبابهم الخاصة. أما صالة المغادرة، فالحركة المستمرة لرحلات الشرق الأوسط تضمن وجود اللبنانيين الفارين من نيران حرب لم يختاروها بل فُرضت عليهم.
وسط كل هذا، يخاطر الموظفون المتواجدون في المطار ويستمرون، رغم كل ما يحدث ورغم ضجيج المداهمات الرهيبة والدخان المتصاعد الذي يمكن رؤيته خلف زجاج المنشأة المقاومة.
وبحسب ، فإن جميع الموظفين المتواجدين، وخصوصاً في المنطقة الحرة، يأتون بمحض إرادتهم، كما تم إيقاف تواجد الموظفين الذين يسكنون بعيداً عن محيط المطار بسبب الخطر على الطرقات.
ورغم أنهم يرغبون في عدم الكشف عن هويتهم، إلا أنهم يقولون إنهم يعملون لضمان استمرار العمل في المطار، وليس من أجل الرواتب، مشيرين إلى أن هناك زيادة طفيفة في رواتب الذين خاطروا وعملوا في الأول أيام الحرب.
ويشير بعض الموظفين المتواصلين معهم إلى أنه تم الآن تمديد ساعات العمل من الثامنة مساء إلى الثامنة صباحا والعكس، كما تم تخفيض عدد العاملين بالنهار والليل، دون أن يؤثر ذلك على رواتبهم بسبب في ظروف خاصة، لا يمكن للمتضررين المشاركة.