| نتنياهو بكّر في الاحتفال

admin4 أكتوبر 2024آخر تحديث :

بعد الفخر الذي شعر به رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جراء الانتكاسات التي تعرض لها “رأس حربة” محور المقاومة، ممثلاً بحزب الله، في المرحلة الأخيرة، والتي كان أشدها إيلاما بعد اغتيال السيد حسن نصر الله، كان واضحاً من سياق التطورات اللاحقة أن محور المقاومة ككل وداخل الحزب حبس أنفاسه واستعاد حيويته الميدانية.

بوادر الصحوة في صفوف «المحور» يمكن رؤيتها في مزيج الأحداث التالية: الغارات الإيرانية على قلب الوحدة الإسرائيلية، غير المسبوقة في حجمها وقوتها، هجمات المقاومة القاسية ضد جيش الاحتلال في المواجهة البرية على الحدود الجنوبية، تزامنت مع كثافة الهجمات الصاروخية في عمق شمال فلسطين. ويحتل “الوسط” العملية النوعية لكتائب القسام في يافا والتي أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح، وأعقبتها الهجمات اليمنية على تل أبيب.

هذه الديناميكية المتجددة على كافة جبهات المواجهة، وفي الأوقات الحرجة، تشير إلى أن نتنياهو احتفل بنجاحاته في وقت مبكر وسعى إلى الاستثمار فيها، إلى درجة أنه رفع سقف طموحاته وبدأ بإحداث تغيير في الشرق القريب. وإعادة تشكيلها وفق المصالح الإسرائيلية.

لذا يبدو أنه عشية ذكرى فيضان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان نتنياهو يبدأ من جديد بعد أن تبين أن الإنجازات التي حققها في عام من الحرب، مهما كان بعضها مهماً، مثل ذلك. اغتيال السيد نصر الله وإسماعيل هنية لم يغير جذرياً الوضع الاستراتيجي الذي سعى إلى تغييره من خلال عملياته العسكرية في قطاع غزة وجبهات الجنوب اللبناني.

وحسبة بسيطة تظهر أن نتنياهو فشل حتى الآن في القضاء على حركة حماس، وإعادة أسراها الإسرائيليين، وتشكيل حكومة موالية له في قطاع غزة، وإعادة المستوطنين إلى المستوطنات المحيطة بقطاع غزة.

وعلى الجبهة اللبنانية، لم يتمكن نتنياهو من فصل الجنوب عن قطاع غزة، وإعادة المستوطنين المهجرين إلى الشمال، ودفع الحزب شمال نهر الليطاني، وتقويض قدراته الصاروخية، خاصة من هذا النوع.

وعلى المستوى الإقليمي، فشل نتنياهو في احتواء جبهة الدعم اليمنية التي تتصاعد رغم الهجمات الغربية والإسرائيلية على المناطق الخاضعة لسيطرة حركة أنصار الله.

والأهم من ذلك أن نتنياهو فشل في ردع إيران التي قررت تغيير قواعد اللعبة بعد أن شعرت بأنها تعرضت لخداع استراتيجي عقب اغتيال إسماعيل هنية من خلال حثه على ضبط النفس وهو بـ”الأغنية” حول الاتهامات المزعومة. الجهود الأمريكية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة وضرورة منحها الفرصة اللازمة. والنتيجة أن تل أبيب اغتنمت هذه الفرصة لتصعيد عدوانها إلى درجة نسف الخطوط الحمراء الأكثر حساسية باغتيال السيد نصر الله.

وهنا شعرت إيران أنها إذا لم تفعل شيئا، فسيأتي دورها حتما بعد مهاجمة حلفائها في مناطق أخرى، خاصة وأن نتنياهو أفلت من كل سيطرة وبدأ يسعى إلى إعادة الهيكلة على أساس الزخم الذي اكتسبته من توازن المنطقة على حساب مصالحها. دورها ومشروعها.

ونظراً لهذا التهديد المباشر للأمن القومي الإيراني، وجدت طهران أنه من الضروري البدء بتصفية الحساب المؤجل مع الكيان الإسرائيلي و”إعطائه الغداء” قبل “العشاء”، حتى لو كلف ذلك الدولة حرباً قد تنفذها، لا سيما وأن ما فعله نتنياهو منذ أشهر، أساساً… هي كناية عن حرب شاملة على دفعات يفترض أن يبتلعها محور المقاومة بجرعات لاحتواء ردود أفعاله قدر الإمكان.

ما يمكن استخلاصه من كل هذا السياق هو أن المأزق الاستراتيجي الذي يواجهه نتنياهو لا يزال قائما، حتى لو أن بعض نجاحاته المحلية طغت عليه في بعض الأحيان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة