امتلاك مزيد من الأسلحة النووية.. خيار أمريكي «اضطراري» لمواجهة الخصوم؟

admin15 أغسطس 2024آخر تحديث :

إن مواجهة التهديدات النووية الجديدة هي اختبار يطرق أبواب أمريكا، التي يجب أن تطمئن الحلفاء إلى أن مظلتها النووية لا تزال تحميهم.

إن مواجهة التهديدات النووية الجديدة هي اختبار يطرق أبواب أمريكا، التي يجب أن تطمئن الحلفاء إلى أن مظلتها النووية لا تزال تحميهم.

ويأتي الاختبار وسط “منافسة جديدة بين القوى النووية وشبه النووية أنهت الهدنة النووية التي أعقبت الحرب الباردة”، بحسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، التي حذرت الشهر الماضي من أن هذا من شأنه أن يخلق تجربة أكثر تعقيدا. ومن الصعب التنبؤ بنظام المنافسة الثنائية القطبية بين الولايات المتحدة والاتحاد السويتي، مما يزيد الأمر خطورة.

ومع استنزاف مواردها وعزلتها سياسيا، فإن مواجهة التهديدات النووية الجديدة ستكون بمثابة اختبار لأمريكا، التي سيتعين عليها طمأنة الحلفاء بأن مظلتها النووية لا تزال تحميها، وسيتعين على واشنطن توسيع ترسانتها النووية، بحسب ما نقلت مجلة الإيكونوميست. .

إن المخاطر الجديدة واضحة كل مكان؛ وتقوم الصين ببناء المئات من صوامع الصواريخ صحاريها الشمالية، حين تهدد روسيا بإطلاق صواريخ على أوروبا.

أصبحت إيران أقرب إلى القنبلة النووية مما كانت عليه قبل خمس سنوات، ظل تقارير تشير إلى أن طهران حققت تقدما عملية تحويل اليورانيوم المخصب إلى رؤوس حربية، حين قالت كوريا الشمالية إنها “تتعزز”.

وقبل أيام، قال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، إنه سيبني درعا صاروخية من نوع “القبة الحديدية” لحماية الولايات المتحدة.

تحول عظيم

تشكل هذه القضايا تحولا كبيرا؛ بين عامي 1986 و2023، انخفض عدد الرؤوس الحربية جميع أنحاء العالم من 70 ألف إلى 12 ألف رأس، حيث أدت نهاية الحرب الباردة إلى انخفاض الإنفاق الدفاعي والحد من الأسلحة.

وخفضت الولايات المتحدة ترسانتها لكنها حافظت على قوة ردع قوية من خلال “ثالوث” أصغر من الأسلحة النووية التي يمكن إطلاقها من الأرض أو الجو أو تحت البحر.

وتستهدف العديد من الرؤوس الحربية الأمريكية الرؤوس الحربية لخصومها، مما يحقق “ردعًا موسعًا” مرتبطًا بوعود واشنطن بالدفاع عن حلفائها إذا لزم الأمر.

وحتى عام 2009، كان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يأمل “عالم خال من الأسلحة النووية”، وعندما أصبح رئيسا، سعى جو بايدن إلى تنشيط الحد من الأسلحة بعد الفوضى التي أحدثتها إدارة سلفه ترامب.

لكن التهديدات النووية انتشرت وتزايد عدد الرؤوس الحربية من جديد، مع توسع ترسانة الصين التي كانت تضم بضع مئات من الصواريخ فقط قبل عشرة أعوام إلى ما يقرب من ألف صاروخ بحلول عام 2035؛ وهو ما يعني ظهور قوة نووية عظمى ثالثة للمرة الأولى.

هذه الأثناء، تنتشر التكنولوجيا مناطق جديدة، وتخطط روسيا لوضع قنبلة الفضاء، ويمكن أن تصل الرؤوس الحربية الكورية الشمالية إلى الولايات المتحدة.

هل لدى أميركا ما يك من الردع؟

ويخشى البنتاغون من أن تؤدي هذه القضايا إلى استنزاف الترسانة الأميركية، وسط تساؤلات حول امتلاك واشنطن ما يك من الرؤوس الحربية لردع الصين وروسيا وكوريا الشمالية الوقت نفسه.

على سبيل المثال، عندما أخضعت أمريكا كوريا الجنوبية لأول مرة تحت مظلتها النووية، لم تكن جارتها الشمالية تمتلك أسلحة نووية ولا صواريخ بعيدة المدى، لكنها الآن تمتلك صواريخ نووية قادرة على حرق المدن الأمريكية.

لكن الأمل أن تتمكن القبة الحديدية، مثل تلك المستخدمة إسرائيل وأوكرانيا، من حماية أمريكا، ليس محله لأنها تعمل بشكل أقل فعالية ضد الصواريخ بعيدة المدى. وأياً كان الرئيس الأميركي، فإن السؤال هو: هل سيضحي بلوس أنجلوس للانتقام لسيول؟ فهل يظن الأعداء أنه سيفعل ذلك؟

ومن ناحية أخرى، يواجه الحلفاء أيضاً أسئلة صعبة لأنهم يعلمون أن الشعبوية الانعزالية لن تخت الولايات المتحدة، بغض النظر عمن سيفوز الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما يدركون أن القوات الأميركية منهكة وأن وعودهم بالردع قد انتهت. أصبحت أقل مصداقية مما كانت عليه، وفقا لمجلة الإيكونوميست.

وتعثرت محادثات الحد من التسلح وعلقت روسيا مشاركتها معاهدة ستارت الجديدة التي تنتهي عام 2026. ولم تكن الصين مهتمة بإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن الحد من المخاطر النووية وأوقفتها يوليو الماضي، حين رفضت كوريا الشمالية العروض. لإجراء محادثات، وإيران متقلبة.

ولن يكون من الحكمة أن تتخلى واشنطن عن الحد من التسلح، لكن عودة هذه الدول إلى طاولة المفاوضات لن تتحقق إلا إذا تأكدت من أن الولايات المتحدة موقف قوي. ومع ذلك، فإن عدم وجود اتفاق بين الحزبين بشأن الردع الموسع يخلق حالة من عدم اليقين.

وكان بايدن قد سعى إلى طمأنة الحلفاء بإرسال المزيد من القاذفات والغواصات القادرة على حمل رؤوس نووية إلى أوروبا وآسيا، بالإضافة إلى التشاور معهم حتى يفهموا كيف يمكن استخدام الأسلحة ويشعروا ثقتهم بأن وعود أميركا ليست فارغة.

هذه السياسة قد يجادل ترامب وبعض الجمهوريين بأنه ليس من الضروري حماية الولايات المتحدة، وهذا خطأ. لأن الردع الموسع ضروري ويخدم المصالح الذاتية الضيقة لواشنطن.

إن منطق واشنطن جعل وطنها أكثر عرضة لحماية حلفائها ساعد منع الانتشار النووي المزعزع للاستقرار وحافظ على أمن أمريكا، وربما حتى خصومها، لمدة ثمانين عامًا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة