النيل هو شريان الحياة
الماء أصل الحياة كما قال الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) سورة الأنبياء 30: فحيثما يوجد الماء توجد الحياة والغذاء والنبات والأحياء والحضارات والأمم. كما أنها كانت موجودة منذ العصور القديمة باعتبارها شريان الحياة للدول المحيطة بها. وهناك العديد من الحضارات التي استفادت من النهر وتطورت مواردها وعلومها في الزراعة والصناعة والتجارة بسبب وجود النيل.
أين يقع النيل؟
يقع في القارة الأفريقية ويعتبر من أطول أنهار العالم حيث يبلغ طوله 6670 كيلومتراً. ويمتد من الجنوب: حيث يقع نهر روفي رونزا في بوروندي إلى مصبه الشمالي في البحر الأبيض المتوسط، ماراً عبر “ممر طويل” يمر عبر عدة دول ذات ثقافات ولغات مختلفة.
المناطق الخمس التي يتدفق عبرها النهر (من الجنوب إلى الشمال)
- بحيرة فيكتوريا.
- بحيرة كيوجا.
- بحيرة ألبرت إلى نيميول.
- من جوبا إلى الخرطوم.
- ومن وادي حلفا إلى مصبه في البحر الأبيض المتوسط.
اكتشاف النيل
- وفي عام 400 قبل الميلاد اكتشف هيرودوت في أسوان أن مياه النيل تأتي من إثيوبيا. ثم في منتصف القرن الثاني، رسم العالم بطليموس خريطة.
- ثم اكتشف الاسكتلندي “جيمس بروس” أن النيل الأزرق هو المصدر الرئيسي للنيل.
- كما أرسل محمد علي باشا العديد من الحملات إلى النيل الأبيض.
- ثم جاءت اكتشافات العديد من بحيرات النيل مثل: بحر الغزال، وبحيرة فيكتوريا، وبحيرة ألبرت.
دول حوض النيل
وسبب التسمية هو أن البلاد التي يتدفق عبرها، أو بعض ينابيعه أو الأنهار التي تغذيه، تسمى “دول حوض النيل”.
دول حوض النيل هي تنزانيا – رواندا – بوروندي – جمهورية الكونغو الديمقراطية – كينيا – أوغندا – إثيوبيا – إريتريا – جنوب السودان – السودان – مصر.
مجرى حوض النيل
من النيل الأبيض
- وتعتبر بحيرة فيكتوريا – مصدر المياه الرئيسي للنيل الأبيض – واحدة من أكبر بحيرات المياه العذبة وتحدها أوغندا وتنزانيا وكينيا.
- يبدأ مسار النيل الأبيض؛ ومن نهر لاف رونزا في بوروندي، الذي يصب في بحيرة فيكتوريا ويعرف باسم نيل فيكتوريا، يعبر العديد من البحيرات حتى يصل إلى الخرطوم.
إلى النيل الأزرق
- ينبع النيل الأزرق من بحيرة تانا في إثيوبيا، شرق أفريقيا.
- وفي السودان يلتقي النيل الأبيض بالنيل الأزرق فيشكلان مشهداً سيبهر كل من يراه وينظر إليه. يتميز لون مياه النيل الأبيض بلونه الفاتح، والذي يختلف عن مياه النيل الأزرق المعروفة بلونها الغامق بسبب الطمي الذي تحتويه.
- ثم يعبر النيل الأزرق السودان إلى مصر، من بحيرة ناصر عبر أسيوط إلى بحيرة يوسف والفيوم. ثم يصل إلى الدلتا (دلتا النيل) ويتفرع إلى فرعين: فرع الدمية وفرع النيل، وفي النهاية يصب الفرعان في البحر الأبيض المتوسط.
طين النيل
لطين النيل تأثير مهم وكبير على خصوبة التربة ولكنه يؤثر بدوره على سعة تخزين المياه للسدود حيث أن الطمي يجعل من الصعب فيضان أبواب الخزان.
أهمية النيل
- ويعد نهر النيل أهم مصدر لمياه الشرب للدول المجاورة.
- كما أن الحضارات التي قامت وعاشت على ضفاف النيل كانت معتادة على الزراعة.
- وكانت مصر مصدر الغذاء في عهد سينا. وكان يوسف عليه السلام في زمن المجاعة، فكان يحفظ القمح ويخزنه في أذنيه، كما قال الله تعالى في كتابه: “تزرع بهيمة سبع سنين ولم تحصدها. ” ; فذروه في أذنيه إلا بعض ما تأكلون» (يوسف: 47).
- وفي مصر، أنشأ عمرو بن العاص مقياس النيل، والذي لا يزال موجودًا حتى اليوم في جزيرة الروضة بالقاهرة، لقياس منسوب المياه والفيضانات، وتم جمع الضرائب على أساس مقياس النيل.
الأهمية الاقتصادية في مجال الزراعة، حيث تتم زراعة المحاصيل ذات الأهمية الاقتصادية والحيوية، مثل: القطن، والقمح، وقصب السكر، والبقوليات، والخضروات، والفواكه. وتدخل جميع هذه المحاصيل الزراعية حاليا في إنتاج الأغذية المصنعة التي تستخدم محليا في دول حوض النيل أو تصدر إلى الخارج، ويتزايد الطلب على المحاصيل الزراعية من الدول الواقعة على ضفاف النيل شمالا وجنوبا بسبب لنوعية وتنوع هذه المحاصيل .
وفي مجال صيد الأسماك، يشتهر نهر النيل بأنواع عديدة من الثروات الطبيعية، منها الأسماك مثل البلطي والبوري، بالإضافة إلى كائنات مائية أخرى، أشهرها التمساح، الذي يستخدم في صناعة الجلود.
وفي قطاع النقل يستخدم النيل في النقل المائي لنقل البضائع أو في النقل النهري لنقل الأشخاص.
وفي مجال السياحة يأتي السياح من مختلف دول العالم للاستمتاع بالرحلات النيلية في الأقصر وأسوان.
نهر النيل وتغير المناخ
- ونظراً للتغيرات المناخية على ضفاف نهر النيل، تتعرض الدول المتشاطئة للعديد من الأزمات والكوارث، مثل: الفيضانات التي تتسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية والأراضي، فضلاً عن غرق وتشريد أعداد كبيرة من السكان.
- وفي المقابل، يمكن أن تؤدي التغيرات المناخية أيضًا إلى جفاف نهر النيل، مما يسبب نقص المياه والجفاف في العديد من البلدان، مما يؤدي في النهاية إلى نقص الغذاء والمجاعات وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والصحية.
ملوثات نهر النيل وضرورة حمايته
- هناك أسباب عديدة لتلوث مياه النيل، منها المخلفات الصناعية من مصانع الأغذية ومصانع الكيماويات ومصانع المخلفات الصلبة مثل المعادن، وكذلك المخلفات الزراعية والحشرية التي تتحلل في التربة وتدخل مياه النيل بسهولة وتلوثه. ومع الملوثات هناك أيضًا مياه الصرف الصحي الحية التي يتم تصريفها في النهر.
- وتؤثر جميع هذه الملوثات في نهاية المطاف على صحة وسلامة الإنسان والكائنات الحية والمحاصيل الزراعية، حيث تسبب نقل الأمراض وتدهور صحة الإنسان وموت الأسماك وإتلاف المحاصيل.
- ولذلك يجب الاهتمام بنظافة المياه وحمايتها من التلوث من قبل الأفراد أو المصانع أو المراكب النيلية من خلال وضع التحذيرات والعقوبات الرادعة لمرتكبي هذا الفعل.