ويعد عيد انتقال السيدة العذراء إلى السماء، والذي يحتفل به 15 أغسطس من كل عام، من أبرز الأعياد الدينية المسيحية.
ويتم الاحتفال بهذا العيد مختلف أنحاء العالم، خاصة الدول العربية ذات الأغلبية المسيحية، حيث يعتبر مناسبة دينية تحمل أبعادا روحية واجتماعية عميقة.
قصة عيد صعود السيدة العذراء مريم
يعتمد عيد انتقال السيدة العذراء مريم إلى السماء على الاعتقاد المسيحي بأن مريم العذراء صعدت إلى السماء بالجسد والروح بعد نهاية حياتها الأرضية.
على الرغم من أن هذا الحدث لم يُذكر بشكل مباشر الكتاب المقدس، إلا أن الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية تعتبره جزءًا من تقاليدها الطويلة.
تعود جذور الاحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء مريم إلى القرون الأولى للمسيحية، عندما احتفلت الكنيسة منتصف شهر أغسطس بذكرى وفاة مريم وانتقالها إلى السماء.
وقد انتشر هذا التقليد بشكل رئيسي منطقة الشرق الأوسط، حيث تمتزج التقاليد المسيحية مع الثقافة المحلية.
تتميز أعياد انتقال السيدة العذراء مريم بتنوعها واختلافها من بلد إلى آخر الوطن العربي، لأن التقاليد والثقافة المحلية تلعب دوراً هاماً تشكيل طقوس هذه الأعياد
لبنان…تقاليد راسخة وعيد وطني
يعد لبنان من أبرز الدول العربية التي تحتفل بعيد انتقال السيدة العذراء مريم، حيث يعتبر هذا العيد عيداً وطنياً البلاد.
وتقام الصلوات الكنائس المختلفة، ويشارك المؤمنون مواكب دينية تتضمن تلاوة صلوات وتراتيل مخصصة للسيدة مريم العذراء.
و بعض المناطق اللبنانية، وخاصة الجبال، تنظم مواكب بصور السيدة العذراء مريم.
وتسير هذه المواكب الشوارع وسط حضور شعبي كبير حيث يقوم المشاركون بإشعال الشموع وتقديم الزهور.
كما يقوم بعض الأشخاص بتنظيم حفل خاص منازلهم ودعوة الأقارب والأصدقاء للمشاركة الاحتفال.
سوريا… مزيج من الروحانية والتقاليد الشعبية
و سوريا، يحتفل المسيحيون بعيد انتقال السيدة العذراء مريم من خلال إقامة الصلوات والقداسات الكنائس.
وتشمل هذه الاحتفالات بعض التقاليد الشعبية التي تعود إلى قرون مضت.
و مدينة صيدنايا التي تعتبر من أهم المراكز الدينية المسيحية سوريا، يأتي آلاف الحجاج لزيارة دير السيدة العذراء الشهير، حيث يقضون الليل الصلاة والتأمل.
و المدن الكبرى مثل دمشق وحلب يشارك المؤمنون مسيرات تحمل صورة السيدة العذراء مريم، حيث يعتبر هذا العيد فرصة لتجديد الإيمان والدعاء إلى الله.
ف لبنان، على سبيل المثال، يشكل العيد مناسبة للقاء العائلات وتبادل الزيارات. و سوريا تقام الولائم العائلية التي تجمع الأقارب والأصدقاء حول طاولة واحدة.
كما تقام بعض المناطق فعاليات ثقاة وفنية مصاحبة للاحتفالات الدينية، مثل العروض الموسيقية والمعارض الفنية التي تعبر عن التراث المسيحي المحلي.
و مصر، يمثل عيد انتقال السيدة العذراء فرصة للتأكيد على الوحدة بين المسيحيين والمسلمين، حيث يشارك البعض الاحتفالات والتقاليد المرتبطة بالعيد كدليل على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي.
رمزية العذراء الثقافة العربية
وتحظى مريم العذراء بمكانة خاصة الثقافة العربية، حيث تعتبر رمزا للأمومة والطهارة والتضحية. تُظهر العديد من الفنون الشعبية والتقليدية العالم العربي احترامًا خاصًا للسيدة العذراء، سواء من خلال الأغاني أو القصائد أو الفنون البصرية.
مصر.. مواكب وصلوات الكنائس
و مصر، حيث تعتبر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من أقدم الكنائس المسيحية العالم، يتم الاحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء مريم من خلال إقامة قداسات خاصة الكنائس القبطية. تبدأ الاحتفالات عادة بصلاة مساء العيد، يقوم خلالها الكهنة برش الماء المقدس على المصلين لمباركة المصلين.
وتقام تجمعات للصلاة والغناء، و بعض المناطق الرية يشارك المسيحيون والمسلمون هذه الاحتفالات، حيث يعتبر العيد مناسبة للتآخي والتقارب بين أفراد المجتمع.
الأردن وفلسطين.. طقوس دينية ومواكب شعبية
و الأردن وفلسطين، يحتفل المسيحيون بعيد صعود السيدة العذراء بزيارة الأماكن المقدسة وإقامة القداديس الكنائس. و بيت لحم، المدينة التي ولد ها السيد المسيح، يقام قداس خاص كنيسة المهد، يشارك ه المؤمنون بالصلوات والتراتيل.
وينظم العديد من الفلسطينيين أيضًا مواكب شعبية الشوارع، ويشعلون الشموع على طول الطريق. و الأردن، تقام صلوات خاصة الكنائس، خاصة مدينتي عمان ومادبا، حيث يعتبر هذا العيد فرصة لتعميق الروابط الدينية والاجتماعية.