أروقة السياسة الأميركية، تكثر الأوراق، ولكل ورقة ثمنها، حتى لو كانت بطاقة الترشيح للبيت الأبيض، مفاوضات سياسية لا تخلو من الضغوط.
و أحدث تجليات هذه الظاهرة، أعلن المرشح الرئاسي المستقل روبرت كينيدي جونيور. اجتماع هذا الأسبوع مع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لمناقشة إمكانية القيام بدور إدارتها، ربما كسكرتيرة لمجلس الوزراء، إذا ألقى دعمه خلفها، وفازت بالسباق إلى البيت الأبيض.
الصمت
ولم تستجب حملة هاريس ولا مستشاروها لعرض كينيدي باللقاء، كما لم يبدوا اهتمامًا بالمقترح، بحسب أشخاص مطلعين على المحادثات، بحسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست.
وتأتي جهود كينيدي للتواصل مع حملة هاريس، والتي تمت عبر وسطاء، أعقاب اجتماع ميلووكي الشهر الماضي جمع المرشح المستقل ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب معًا لمناقشة دور سياسي مماثل، لكنه لم يسفر عن اتفاق. اتفاق.
وخلال تلك المناقشات، تحدث كينيدي عن تقديم المشورة لترامب فترة ولاية ثانية بشأن القضايا الصحية والطبية.
ويستكشف المرشح المستقل وسليل أشهر عائلة سياسية أميركية خيارات متعددة لمستقبل جهوده الرئاسية، بعد أن شهدت شعبيته تراجعا كبيرا استطلاعات الرأي الوطنية عقب انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق.
أنتجت حملته استطلاعات رأي، حاولت مشاركتها مع الديمقراطيين، زاعمة أن هاريس وترامب سيحصلان على تعزيز دعمهما بين الناخبين 31 ولاية إذا أعلن أحد المرشحين علنًا أن كينيدي سيكون له دور وزاري إدارتهما.
أمل صعب
قال كينيدي إنه يأمل أن يعيد هاريس النظر عرضه للقاء، وتابع: “أعتقد أنهم ارتكبوا خطأً استراتيجيًا. هذا رأيي. أعتقد أنهم يجب أن يغتنموا كل فرصة. أعتقد أنه سيكون سباقًا متقاربًا للغاية”.
وتأتي الجولة الأخيرة من التواصل بعد جهود سابقة لإقناع الديمقراطيين بأن كينيدي مرشح أفضل من بايدن. وحتى بعد أن ترك الأول سباق ترشيح الحزب الديمقراطي ليستأنف حملته المستقلة للرئاسة نوفمبر الماضي.
وقال مستشارو حملة ترامب، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إنهم ما زالوا على اتصال مع كينيدي وفريقه الكبير، ويتوقع بعض المستشارين أن يتراجع كينيدي ويؤيد ترامب.
ومنذ انسحاب بايدن من السباق يوليو/تموز، تراجعت حصة كينيدي استطلاعات الرأي الوطنية، مما يشير إلى أن هاريس لديها القدرة على جذب بعض أنصاره السابقين.
وأظهرت استطلاعات الرأي الوطنية التي أجرتها صحيفة واشنطن بوست أن حصة كينيدي انخفضت من 9 المائة يوليو/تموز إلى 5 المائة بعد انسحاب بايدن.
لكن حتى لو انسحب كينيدي من السباق وأيد أحد المرشحين، فإن حملته تعتقد أن هناك ولايات لن يتمكن ها من رفع اسمه من بطاقات الاقتراع، عندما يبدأ التصويت المبكر بعض الولايات الشهر المقبل.