لبنان يدفع «فاتورة حماية» حكومة نتنياهو كما في «جنين»؟!

admin25 يناير 2025آخر تحديث :

وقبل 48 ساعة من انتهاء الستين يوماً، لم تنفذ ما تعهدت به وسحبت مقاتلي حزب الله إلى شمال الليطاني. وبينما لم تنبس اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق بكلمة بعد، كشفت التطورات عن أكثر من سيناريو، بعضها يحيي مضمون ورقة الضمانة الأميركية لإسرائيل المرفقة بنص التفاهم. وهذه بعض النماذج منها.

وحتى يوم أمس، تؤكد كافة المواقف الأميركية والفرنسية والدولية أن جميع الأطراف المعنية بتفاهم 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أنهت الحرب بين إسرائيل وحزب الله، والتي وصلت في آخر 66 يوماً إلى قصف تفجيرات “بياج” وتفجيرات لاسلكية و الاغتيالات التي تلت أمين حزب الله السيد حسن نصر الله وخليفته المحتمل السيد هاشم صفي الدين محتويات المرحلة الأولى التي جرت في 27 من هذا الشهر وينتهي الشهر دون أن يشعر أي منهما باستهداف غزة ولبنان رغم حجم الخسائر التي لحقت بالمدنيين في المنطقتين وسيل الدماء المصاحب لقوافل عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين والمقاتلين، ومئات الآلاف من الجرحى والمعاقين و حجم الدمار الشامل لمساحات واسعة، باستثناء الاختبار والامتثال، يقدر بعشرة مليارات دولار.

وبحسب مراقبين دبلوماسيين غربيين ومحليين ذوي خبراء عسكريين، فإنهم لم يلاحظوا ما يهدد هيبة الولايات المتحدة الأميركية التي رعت التفاهم في لبنان وغزة، قبل أن يتمكنوا من تقييم النتائج المقبلة في الساعات القليلة المقبلة للحكم عليها. ومنهم من لم يفقد الثقة بعد في التوجه الأميركي لوقف الحرب معًا، يدخلها مطلع الأسبوع الجاري، قبل دخول الرئيس ترامب إلى المكتب البيضاوي ولم يقبل بما يوحدهم مرة أخرى، فلكل منهم ظروفه وأسبابه، و لقد حاول الجميع التفريق بينهما أشهراً طويلة قبل أن تبذل الجهود والسلف، وكان السلف والخلف يتباهون.

ولذلك فإن هؤلاء المراقبين لم يفقدوا الأمل في تدخل أميركي عاجل في الساعات الأخيرة بين لبنان والاحتفالات في واشنطن وغزة لوقف الحرب في القطاع وإحصاء العائدات من أسرى حركة حماس وزملائها الفلسطينيين إلى منازلهم وبداية الحديث عن المراحل اللاحقة التي جعلتهم يتوقعون الخلاف ما طالب به للمرة الأولى بـ”منطقة عازلة” في لبنان وأصروا على ما زعمت أيضاً “أن الحكومة اللبنانية، التي توافقها تماماً، “الخوف من تكرار ما حصل لسكان الشمال وعدم تهديد المستوطنات”، وإلا “لم يتعلموا من دروس 7 تشرين الأول 2023”.

واللافت أن هذه المواقف جاءت عن بعد، تلتها “إشادة” أميركية وفرنسية من جنرالاتهما جاسبر جيفرز وسحاب بونش باعتبارهما “رعاة التفاهم بين “حزب الله” وإسرائيل بعد جولات ميدانية في مناطق الانتشار”. الجيش و”اليونيفيل” في مناطق الجنوب وما هي أعمال التفكيك والإخلاء لعشرات مراكز حزب الله جنوب الليطاني مواقف فيها التهنئة ومدى الحرفية السياسية والعسكرية من خلال قرارات الحكومة اللبنانية وإجراءات الجيش الفورية في القرى والمناطق التي انتهكتها قوات الاحتلال في عموم القطاع الغربي والشرق الأوسط وكفر فرشبة وكل هذا وجاء ذلك بعد أن تولت هذه الحكومة ما جاء في التفاهم بين طرفي الحرب، بعد أن قامت مع الجيش اللبناني الذي وعد قائده بتنفيذ نص وروح قبل التوجه إلى انتخب رئيسا للجمهورية وجعله القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وعلى هذه الخلفية أبدى هؤلاء المراقبون استغرابهم اللامحدود من التصرفات الإسرائيلية التي فشلت في إقناع أحد بالأسباب المبنية على تبريرهم لتأخير الانسحاب والاحتفاظ بنقاط محددة في القطاعين الأوسط والشرقي لدواعي أمنية في حين تفاقمت الأمور سريعا في المنطقة. المناطق التي أخلاها وإنشاء الجيش على ما هو عليه، فإن تحوله ضروري كمصدر لأي قلق على أمن شمال إسرائيل رغم مستوى الدمار والتخريب الذي تسببه إسرائيل خارجها وقد نفذوا منعاً للتفاهم وقالوا إن الإشارة إلى انتهاء الأعمال الفنية التي قاموا بها وتدمير مرافق حيوية لا علاقة لها بالمظهر العسكري.

ورغم هذه المؤشرات السلبية، رصد هؤلاء المراقبون تزاحم الأسباب التي قد تؤدي إلى تعثر الفهم أو إنقاذه في اللحظات الأخيرة، بعد رصد مؤشرات مماثلة من «صفحات الحرب»، تشير إلى ما لم يكن متوقعاً. لذلك، ربطوا بين إصرار حزب الله على إفشال اتفاق منطقة شمال الليطاني على الحفاظ على ما تبقى من أسلحة في مناطق بعيدة في لبنان وتحديثها، عندما تكون الحاجة لمثل هذه الإجراءات مطلوبة وتتزامن مع إحياء المنطقة. الكادر العسكري، مع إصراره السابق على كل ما قام به الجيش الإسرائيلي من إجراءات تعيق الوصول إلى استكمال التفاهم بخطواته الكاملة، خاصة وأن أهم تفاهم في التفاهم لم يعلن عنه هو تلك في وسينتخب رئيس لضمان تنفيذ البنود في أفضل الظروف التي تؤدي إلى وصول الدولة وسلطاتها إلى كامل مواصفاتها الدستورية، ويؤشر ما حدث وكأنه إحدى الحروب الأخيرة في المنطقة.

والأكثر إثارة للخوف هو أن إسرائيل تربط بين الحلول بين أزمتي غزة ولبنان لمجرد أنها اختارت في الضفة الغربية، خاصة في جنين كما في لبنان، حماية الائتلاف القائم بضمانات ثقة الكنيست. وهذا أخطر ويحيي التعقيدات التي حاول العالم تشريحها وتقسيمها، إذ أن أي مخرج من أزمة لبنان لا يتوافق مع ما هو مطلوب للانحياز إلى أحد الجانبين في حرب غزة.

وفي اليوم التالي يمكن إعلان الحرب بانتخاب رئيس ومشروع تنشيط دولة البلدين وإقامة الدولة الفلسطينية كحل نهائي للحروب على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة