الاقتصاد اللبناني بعد الحرب: تحليل الأضرار وآفاق التعافي

adminمنذ 5 ساعاتآخر تحديث :

وفي هذا السياق، تلعب الدولرة دوراً حاسماً في الحد من التضخم بينما تواجه قطاعات الشركات تحديات تتعلق بالطلب والاستقرار الاقتصادي.

تأثير الحرب على القطاعات في لبنان

وأوضحت ديانا منعم، المديرة التنفيذية لمنظمة كلنا إرادة، أن الاقتصاد اللبناني تأثر على عدة مستويات، منها: “بحسب تقرير أولي للبنك الدولي عن الخسائر الناجمة عن الحرب، بلغت هذه الخسائر ما يقارب 5 مليارات دولار. ويظهر التقرير، الذي صدر بعد انتهاء الحرب، أن التأثير طال عدة قطاعات رئيسية. وتضرر قطاع السياحة بشدة، كما تأثرت الزراعة بالدمار الذي تعرضت له. علاوة على ذلك، لا يمكننا أن نتجاهل الأضرار البيئية، وهي واضحة وخطيرة. وكذلك القطاع التجاري الذي كان له تأثير كبير نتيجة الأزمة. وعلى الرغم من الخسائر، يمكننا تعويضها بسرعة إذا تم وضع السياسات الصحيحة والمناسبة”.

الآثار الطويلة الأجل للحرب على التضخم

وأضاف منعم: “أما بالنسبة لتأثير الحرب على المدى الطويل على معدلات التضخم، فإن التقارير الأخيرة تشير إلى أنه من المتوقع أن تنخفض معدلات التضخم خلال العامين المقبلين. ولكن ذلك يعتمد على عوامل كثيرة، بما في ذلك الإصلاحات السريعة وإعادة البناء. “لا يمكن التنبؤ بهذه الأمور بدقة لأن هناك العديد من المتغيرات.”

ويوضح العضو المنتدب لـ”كلنا إرادة”: “إذا قارنا معدلات التضخم في عام 2024 مع الأشهر الأخيرة من عام 2023، فإننا نرى زيادة بنحو 15%، لكن تجدر الإشارة إلى أن هذا الارتفاع استمر، ولكنها كانت أقل بكثير مقارنة بالسنوات السابقة، حيث تحققت زيادات بنسبة 200% و142% على التوالي. ومن أبرز القطاعات التي شهدت ارتفاعات كبيرة في الأسعار، قطاع المواد الغذائية، وهو أمر مقلق للغاية لأنه يؤثر على كافة شرائح المجتمع، وقطاع الإسكان الذي يعاني بدوره من ارتفاع الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، تأثرت قطاعات أخرى مثل التعليم والملابس والرعاية الصحية. وبلغت الزيادة في الأسعار حوالي 20٪.

السياسة النقدية

ويرى منعم أن “الحكومة، من خلال مصرف لبنان، انتهجت سياسة نقدية للحفاظ على استقرار سعر الصرف عند 89.500 ليرة لبنانية، رغم أنها كانت مكلفة على المواطنين، لكنها ساهمت في الحفاظ على استقرار العملة خلال الحرب فترة. “. وتضمنت هذه السياسة سحب العملة اللبنانية من السوق لتقليل العرض مع استخدام الإيرادات الحكومية لتجديد احتياطيات الدولار.

لكن منعم قال إن هذه السياسة “غير مستدامة على المدى الطويل، إذ يجب وضع سياسة لسعر الصرف تعتمد على العرض والطلب في السوق، كما تحتاج البنوك وديون الحكومة إلى إعادة هيكلة لضمان العودة إليها”. الاستقرار في القطاع المالي.

دور الدولرة في احتواء التضخم

ويوضح مسؤول «كلنا إرادة» أن طرح الدولار إلى السوق لأول مرة ساعد في جعل معدلات التضخم «أكثر قبولاً». وهذه النقطة مهمة لفهم آلية احتواء التضخم وتأثيرها على الاقتصاد المحلي”.

في المقابل، يشير سامر مكارم، المدير العام لمجموعة المدير العام، إلى أن «الحركة كانت جيدة، حتى لو كنا من الناحية التحضيرية نتوقع عدم وجود موسم على الإطلاق، وهو ما لم يكن كذلك. “ضربة قاتلة. ومع ذلك، وبسبب تحسن نشاط السوق بعد وقف إطلاق النار، كانت النتائج جيدة، وإن كانت أقل من السنوات السابقة. ومقارنة بعام 2023، في وقت الخوف على الوضع في البلاد، كانت الأنشطة جيدة نسبياً وشهدنا أرقاماً إيجابية. لقد شهدنا طلبًا متزايدًا على المطاعم، خاصة من المغتربين القادمين لإنفاق الأموال في المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية في عيد الميلاد.

وعن حركة السفر والملاهي والمحلات التجارية، يؤكد مكارم: «شهدنا حركة كبيرة بين 22 ديسمبر وحوالي 1 يناير. ومع ذلك، لاحظنا أن العديد من الأشخاص الذين جاءوا خلال عيد الميلاد غادروا قبل رأس السنة الجديدة. وكان السبب الرئيسي هو صعوبة العثور على تذاكر طيران بأسعار معقولة، لكنهم تمكنوا من القدوم لعيد الميلاد قبل العودة.

يوضح مكارم: «في العادة يمتد الموسم من أربعة إلى سبعة أشهر، لكن بعد هذه الفترة انخفضت الأعداد. عندما يتعلق الأمر بالنفقات، فقد فصلنا بين المغتربين والمقيمين في لبنان. يمكننا التعرف على المغتربين بناءً على معلومات الحجز وأرقام الواتساب. ولاحظنا أن الأسعار لم تتغير مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يدل على استمرار رغبة الناس في الشراء».

وتابع: «نحن كشركة نحاول تقديم عروض خاصة لجذب أكبر عدد ممكن من العملاء. على سبيل المثال، نحن نقدم الوصول المجاني للنصف ساعة الأولى، وبعد ذلك تزيد الرسوم تدريجيا. وتشجع هذه العروض العملاء ذوي القوة الشرائية المحدودة على القدوم، مع ضمان تجربة ممتعة للجميع، مما يساعدنا على تحقيق أرباح مرضية.

وعن أبرز التحديات التي تواجه قطاع السياحة، يوضح مكارم أنها “تمثل عدم الوضوح”. عادة نبدأ الاستعداد للموسم في سبتمبر، لكن هذا العام لم نتمكن من بدء الاستعدادات إلا في منتصف ديسمبر. في الواقع، بدأ الحراك في 15 ديسمبر، مما أثر على خططنا. وبسبب التضخم، اضطررنا لدفع تكاليف إضافية، مما أجبرنا على التركيز فقط على الأشياء الأساسية مثل الديكورات وتجهيز المتجر لتقليل التكاليف.

وعن التقلبات الكبيرة في السوق، يؤكد مكارم: «حددنا الأسعار مسبقاً وفق خطط مدروسة، معتمدين بشكل أساسي على المنتجات غير الغذائية، ما ساعدنا على الحفاظ على أسعار مقبولة وطلب جيد من العملاء».

ورغم أن الموسم كان «جيداً، إلا أنه كان منخفضاً مقارنة بالأعوام السابقة، فقد شهدنا مثلاً انخفاضاً في عدد الرحلات اليومية، التي كانت تنقل في السابق نحو 200 تذكرة لكل رحلة». وقال المدير العام للمجموعة: “لكننا شهدنا نشاطًا سياحيًا جيدًا خلال موسم العطلات، خاصة من المغتربين”.

وفيما يتعلق بالأسعار، يؤكد مكارم: «لدينا استراتيجيات متعددة لتلبية احتياجات مختلف شرائح المجتمع، بما في ذلك خطط تسعير مرنة تناسب الجميع». كما نعتمد على علاقاتنا مع الفرق الأجنبية المهتمة بزيارة لبنان. لكن بشكل عام شهدنا تراجعاً في النشاط مقارنة بما كان عليه قبل الأزمة الاقتصادية. خلال فصل الصيف وديسمبر، أصبحت الأعمال موسمية ومحدودة. وللتكيف مع الوضع، قمنا بتخفيض عدد أيام العمل (الجمعة والسبت فقط) مقارنة بما كانت عليه قبل الأزمة (الأسبوع بأكمله)”.

علامة الأمل

ونظراً للتحديات الاقتصادية التي جلبتها الحرب، يواجه لبنان فترة حساسة تتطلب سياسات إصلاح جذرية لضمان التعافي والاستقرار. وعلى الرغم من تأثر القطاعات الاقتصادية بشدة، إلا أن هناك بوادر أمل مع تحسن النشاط التجاري، خاصة خلال الموسم السياحي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة