مفاوضات سلام و”الثنائي”: من سقف الحكومة إلى “الأثاث”؟

admin21 يناير 2025آخر تحديث :

لكن مع تجاوز مشاكل التفريط وتواصل الطرفين مع بعضهما البعض، تحولت الأبحاث إلى المجال الأكثر دقة المتعلق بحضور «الثنائي» في الحكومة الجديدة وسجلاتهما وسياساتهما الكبرى.

ويبدو أن «الثنائي» حريص على التوصل إلى اتفاق مع سلام حول السقف السياسي للحكومة الجديدة قبل مناقشة توزيع «أثاثها الوزاري» وما سيقدم للائتلاف الشيعي.

بلغة واضحة، يهدف سلام و«الثنائي» إلى توحيد قراءة اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، نظراً لتنوع تفسيراتهما وإصرار بعض الأطراف على الترويج لتفسيرات خلافية.

لذلك، على الرئيس المنتخب وحركة «أمل» و«حزب الله» أن يحسموا مسائل حيوية لا تحتاج إلى تفسير، ومنها: هل حكومة السلام ستكون حكومة القرار 1701 حصراً، أم ضمناً حكومة القرار 1559 الذي يهدف إلى القيام بذلك؟ في المقام الأول لنزع سلاح المقاومة؟ هل تقتصر آثار اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب تفسير حزب الله، على جنوب الليطاني؟ أم أنها تشمل الشمال أيضاً بحسب القوى الأخرى المرشحة للمشاركة في الحكومة الجديدة؟

كيف سيتم تناول موضوع المقاومة رسمياً في المرحلة المقبلة؟ وهل سيكون لها مكان صريح في البيان الوزاري ضمن معادلة محددة؟ أم أن الظروف الجديدة لم تعد تسمح بأدب من هذا النوع، خاصة في ظل الدعم الدولي والإقليمي المعروف للنظام الجديد؟

وهناك من يرى أنه من الضروري على «الثنائي» ورئيس الوزراء المكلف توضيح النهج تجاه هذه القضايا والتوصل إلى اتفاق مسبق بشأنها منعا لمشاكل مستقبلية ولضمان عدم وجود مشاكل سياسية أخرى. هناك “عبوات ناسفة” موضوعة تحت طاولة الخزانة مع التهديد الكامن الذي تمثله.

أما في تفاصيل المشاركة الشيعية في الحكومة، لا سيما على صعيد الحقائب والأسماء، فإن «الحزب» والتيار يريدان أن تكون «البنية الوزارية» مبنية على معايير واضحة وثابتة تتيح لهما العدالة والعطاء. لهم الضمان اللازم، والوزن الذي يستحقونه، وفقا لحجمهم التمثيلي وموقعهم في الميزانيات العمومية الداخلية.

وهنا على الرئيس المنتخب أن يزن ما يمكنه تقديمه من الحسابات الأوسع التي سيبني عليها حكومته وما يريده «الثنائي» الذي قد يضطر إلى الإصرار على الالتزام بمواصفات أو معايير معينة لتمثيله الوزاري الذي تعاني منه النقائص. تشير المتأصلة في المهمة إلى أنها كانت موجهة إليه مباشرة ولم تسمح له بهامش واسع من المرونة والتساهل بحيث لا يمكن فهم أي تنازل أساسي في سياق التدريب كما لو كان إن الاستمرار في الطريق من شأنه أن يضعفه ويحاصره.

وبناء على ذلك، فمن المرجح أن يحاول سلام، في مفاوضاته مع حزب الله وحركة أمل، اتخاذ أكبر عدد ممكن من المنعطفات لإرضائهم دون إثارة غضب خصومهم في الداخل أو الخارج.

ويؤكد المقربون من عين التينة أن الرئيس نبيه بري سينظر بعين العطف إلى أي محاولة لتشكيل حكومة عادلة ومنتجة، تبعث على الثقة والفاعلية، وترتكز معادلاتها على أساس المسطرة المستقيمة في بناء البنية الحكومية في الخارج هذه القاعدة ستؤدي إلى العودة إلى المقولة الشهيرة التي يستخدمها بري عندما تصعب الحلول المنهجية: «أمسكي السكين يا بطيخة».

وبحسب شخص صديق لـ«الثنائي»، فإن من المهم ألا يتأثر الرئيس المنتخب بما قد يهمس له من بعض الذين يعتقدون أنهم يتشرفون بإلقائها وعليه أن ينصح بتجاهل أي «حجج» “قد يكون الهدف منه جعله لا يتفاعل بشكل إيجابي مع “الثنائي”. إلى جانب الافتراض بأنه أصبح ضعيفًا ولم يعد من الممكن الاعتماد على مطالبه.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة