ويبدو أن المهمة الفرنسية في لبنان لم تنته بعد، ناهيك عن أنها لم تكتمل بالكامل. وهو ما ألمح إليه موفد الرئاسة الفرنسية جان إيف لودريان في اجتماع انتخاب رئيس لبنان، وسأله إذا كانت المهمة قد أنجزت! صمت قبل أن يجيب: «سنرى!» في هذه الأثناء، أكدت مصادر دبلوماسية فرنسية لـ«» أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيصل إلى لبنان صباح اليوم، قادم في زيارة عمل تبدأ الآن وتنتهي مساءاً. وبعد ذلك سيغادر لبنان فوراً. ولفتت المصادر إلى تأثير زيارة لودريان إلى بيروت قبل 24 ساعة من الانتخابات الرئاسية، والتي ساهمت في تأكيد قرار الرئيس الجامع، وكشفت أن زيارة ماكرون تأتي في السياق نفسه! فهل ستؤدي فرنسا دورها الحكومي بعد أن قامت به كرئيس؟
وفي هذا الصدد، قالت مصادر دبلوماسية فرنسية لـ«» إن الدولة الفرنسية التي لعبت دوراً مهماً في سير الانتخابات الرئاسية اللبنانية، لم تكمل مهمتها بعد، مضيفة أن لودريان لا يتعامل مع الملف الرئاسي فقط بل ويرتبط به أيضاً الملف اللبناني عموماً، فيما يتعلق باعتزام فرنسا استكمال المهمة بعد انتهاء عملها الرئاسي، وهذا ما يفسر «الزيارة الاستطلاعية» التي قام بها ماكرون اليوم والتي وصفتها وبحسب المصادر، فهذه «زيارة عمل تتعلق باختتام المهمة الفرنسية، التي يبدو أن الرئيس الفرنسي يرغب في تنفيذها، إن لم تكن كاملة شخصياً».
وعن الزيارة، تقول المصادر إنها ستستمر يوماً واحداً فقط، يلتقي خلالها ماكرون الرؤساء عون وبري وميقاتي، إضافة إلى الرئيس المنتخب نواف سلام، باعتبار أن زيارته هي زيارة عمل تنتهي ليلاً، وسيقوم ماكرون بزيارة يغادر بيروت في تلك الليلة ذاتها… فيما تشير المصادر نفسها إلى أن الأمر لا يمنعه من العودة لاحقاً إلى لبنان في زيارة رسمية. يستغرق ثلاثة أيام.
وبحسب المصادر، فإن الوفد الذي رافق ماكرون ضم الوزير العسكري الفرنسي، ووزير الخارجية، إضافة إلى شخصيات ثقافية أكاديمية فرنسية لبنانية كالكاتب أمين معلوف وآخرين.
وسيجتمع ماكرون مع الوحدة الفرنسية في قوات اليونيفيل وآلية المراقبة بعد اجتماعاته الرسمية. وسينتقل بعد ذلك إلى قصر الصنوبر للمشاركة في بعض الأنشطة الفرنسية الداخلية المتعلقة بالجالية الفرنسية.
كلمة الرئيس الفرنسي
وقالت المصادر ذاتها إن زيارة ماكرون تأتي في إطار تعبير عون وسلام في خطابي القسم والتكليف عن استعداده الدائم لمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه في إيجاد أطر شاملة يمكن أن توفرها عملية الإصلاح المقبلة. . وكشفت المصادر أن ماكرون سيعبّر في كلمته خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع عون في القصر الجمهوري، عن إصرار فرنسي على أن المرحلة المقبلة لن تكون مرحلة إقصاء لأي فئة من اللبنانيين أو المجتمع اللبناني، بل هي ستكون مرحلة بما فيها مرحلة. وسيعلن عن الاستعداد الفرنسي الدائم للمساعدة في إيجاد الحلول وإطار التفاهم بين جميع المكونات اللبنانية.
وتضيف المصادر أن رسالة ماكرون من الزيارة هي الإصرار على مواصلة تحقيق الإنجازات التي تأتي مع انتخاب الرئيس، مؤكدة أن لودريان يقوم بمهمته كمبعوث رئاسي خاص للملف اللبناني وليس للأمر تحديداً. وتستمر متابعة ملفات انتخاب الرئيس! ولذلك، يمكنه بسهولة الوفاء بتفويضه الحكومي.
وفي السياق نفسه، أشارت مصادر دبلوماسية فرنسية إلى الدور الفرنسي الفعال للدولة الفرنسية في لبنان، والذي أظهر عمق ومتانة العلاقات اللبنانية الفرنسية، التي لم تتخلى عنها فرنسا حتى عندما يئس العالم من الحلول في وقت كان فيه هل كان المجتمع الدولي يدفع بإصرار إلى إنهاء الأزمة في لبنان ويعطي اهتمامه الأولوية على السياسة العالمية، ولم يكن همه خلق الانطباع بأنه جهة تتدخل في الشأن اللبناني؟ يتورط ويوافق على الشخصية. جامعة.
وفي السياق نفسه، كشفت المصادر نفسها عن استمرار الدعم الفرنسي للبنان في المرحلة المقبلة من إعادة الإعمار، على ألا يتم استبعاد أي مكون لبناني من المشاركة في السلطة وفي مرحلة نهضة لبنان.