ومن المتوقع أن تتشكل الصورة بعد اللقاء المتوقع خلال الساعات المقبلة بين الرئيس المنتخب نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري (ربما غداً الجمعة). ونقل عنه تعبيره عن استيائه الشديد مما وصف بالانقلاب الذي غير صورة الولاية بين عشية وضحاها. كما نقل عنه تحذيره من العواقب التي قد تنشأ عن محاولة البعض (مع المكون الشيعي) التعامل مع عقلية الإقصاء التي لها تكاليف وعواقب. لكن بري أدلى أمس بتصريح بالغ الأهمية، عندما سئل عما إذا كانت مقاطعة المشاورات رسالة في اتجاه معين، فأجاب: «لبنان يريد الاستمرار».
ونظراً لعدم وجود رؤية واضحة، انزلق المشهد الداخلي، كما تصفه مصادر رسمية رفيعة في عموم ، إلى تكهنات وسيناريوهات وأوهام بعيدة عن الواقع ولا تستند إلى حقائق، وبات هذا الوضع مستمراً لـ بعض الوقت حتى تتضح الصورة الآن تبدو النغمة السياسية غاضبة ومرتفعة جداً، لكن قد لا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى تسود المرونة، خصوصاً أن الأمور ليست مغلقة وجميع الأطراف، دون استثناء، لا تريد أن يدخل البلد في صراع سياسي.
وبحسب معلومات الموثوقة، فإن غداة تعيين الرئيس سلام بدأت حركة اتصالات مكثفة تجري على أكثر من خط داخلي لاحتواء أزمة المقاطعة وترافقها دفعة قوية من رئيس . ودعا جوزف عون إلى الموافقة على تجاوز هذه المقاطعة، لا سيما أن همه الأساسي هو تحقيق انفراج. الحكومة تضم كافة المكونات ولا تستثني أياً منها. وذلك انطلاقاً من رفضه القاطع لمنطق الإقصاء والإبعاد أو الإخلال بالميثاق والتعايش من قريب أو بعيد. إن التحدي الأعظم الذي يواجهه ـ وهو لم يكمل بعد أسبوعه الأول كرئيس ـ يتلخص في منع البلاد من الانزلاق إلى عواقب غير مرغوب فيها، وبذل أقصى الجهود لتحقيق هذه الغاية من أجل وضع الوضع تحت السيطرة داخلياً على طول خط الانفراج.
في موازاة ذلك، تحدثت مصادر دبلوماسية عربية عما وصفته بـ”جهد يتحرك بشكل خاص على أكثر من خط عربي وخليجي تجاه مختلف الأطراف في لبنان” لمساعدة الأشقاء في ذلك البلد في التعامل مع هذه الأزمة للمساعدة في إعطاء الدعم اللازم. ودفعاً فعالاً لعهد الرئيس جوزف عون. ولا نرى سبباً لتأخير الحكومة المنتظرة أو عرقلت تشكيلها، خصوصاً أن رئيس نفسه تحدث عن مجموعة متنوعة من القضايا والتحديات الصعبة. وهذا يتطلب أن يقوم لبنان بكل مكوناته بعمل وجهد كبير وخطوات إنقاذية وإصلاحية عاجلة من قبل الحكومة للتغلب عليها وتنشيط لبنان بدعم مباشر وآمن من أشقائه العرب.
لكن اللافت في هذا السياق، أنه رغم أن ثنائي أمل وحزب الله لم يسميا الرئيس المنتخب ولم يشاركا في الاستشارات النيابية الإلزامية التي يجريها في البرلمان، إلا أنهما لم يصدرا أي موقف صريح أو مباشر بشأن مشاركتهما في الحكومة أو إذا لم يكن الأمر كذلك، قد يبدو ظاهرياً أن الأمور تتجه نحو المقاطعة وعدم المشاركة، وهو ما لم تنفيه أو تؤكده مصادر مقربة من الثنائي. وكما تقول، فإن الأمور تسير بهدوء ودون انفعال أو تسرع، وبناء على ذلك سيتم اتخاذ القرار النهائي في هذا الشأن وفق التطورات والاقتراحات.
وتؤكد المصادر أن الثنائي الذي لعب دوراً أساسياً في ختام الانتخابات الرئاسية، يؤكدان رغبتهما في إنجاح عهد الرئيس جوزف عون والبدء به على أساس متين لا تشوبه شائبة، على عكس بعض المكونات السياسية و ومن يقف خلفهم والذين استهدفوا العصر مبكراً وحاولوا إبطاء زخمه من خلال خلق أزمة لم يخفواها والذين تفاخروا بانتصار وهمي حققوا من خلاله ويعتقد أنهم حققوا ثورة في التوازنات والمعادلات الداخلية. يجعل… جزءاً لا يتجزأ من لبنان، وكأنه مجرد وضع عددي لا أكثر.
وكما يقول مرجع كبير في هذا السياق: “إن الكلام حر، وإذا أردنا الرد على “مكائد” السياسة وما يقولونه عن تجاوزنا، فإنهم انتصروا وأننا انهزمنا”. لن نخلص.” ولكن كما يقول المثل، خذوا أسرارهم من أولادهم، لأنهم إذا صدقوا ذلك ارتكبوا خطيئة عظيمة. نحن لسنا عددا، نحن الأساس. “سورنا مرتفع، ولا أحد يفكر في اقتحام جدارنا، وننصحهم بعدم المحاولة”. وإذا كان هناك من يريد لنا أن نغرق، فلن نغرق وحدنا، فلا تمزح معه مزحة واحدة نحن.
في حين استغربت مصادر معارضة ما وصفته بـ«تحدي الثنائي للعهد والرئيس المنتخب»، وقالت لـ«»: «من الطبيعي ألا يطلق حزب الله وحركة أمل على الرئيس نواف سلام ذلك». هي لعبة انتخابية، لكن المستغرب أنهم يقاطعون الاستشارات الرئاسية”. وأضاف: “إنها الحكومة التي تسيطرون عليها فقط، وفي هذا الواقع نشجع الرئيس المنتخب على عدم الاستسلام للضغوط وتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن”.
ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن تشكيل حكومة بمعزل عن «الثنائي» وكيف يمكن للحكومة أن تحكم في هذا الوضع، أجابت المصادر: «إذا اختاروا أن يكونوا خارج الحكومة فليكن». ولن يتمكنوا في النهاية من تعطيل هذا المسار الذي بدأ بانتخاب الرئيس جوزف عون وتعيين الرئيس نواف سلام، نظراً للإجماع الداخلي والخارجي على نجاحه.