في الوقت الذي اقترح فيه البعض إعادة تعيين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأغلبية تزيد عن 65 صوتا، برز مرشح المعارضة النائب فؤاد مخزومي، فيما رشحت كتلة حزب التغيير النائب ابراهيم منيمنة، لكن المفاجأة كانت بظهور الاسم. رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام في السباق على الحكومة وحقيقة اتصالاته مع الكتل ونواب ويروج لترشحه لرئاسة الحكومة، ما يطرح تساؤلات حول أبعاد هذا الترشيح المفاجئ. وخلفيته، لا سيما أن الرجل طُرح لتولي رئاسة الحكومة ضمن المبادرة الفرنسية الشهيرة التي طرحت قبل عامين في الانتخابات الرئاسية والتي قامت على معادلة “سليمان فرنجية لرئاسة” وخلفيته. نواف سلام لرئاسة الحكومة” لكنه فشل بسبب عدم التوافق الداخلي والخارجي.
لكن تردد، طوال الليلة الماضية، أن الجيش اللبناني لم يؤيد ترشيح سلام وتمسك بمخزومي، فيما سرت شائعات ليلاً عن أن ميقاتي تلقى «رغبات» من جهات خارجية بالامتناع عن ترشيحه على حد قول مصدر. ولم تكن هذه الإشاعات والإشاعات أطرافا خارجية بل أطرافا سياسية داخلية. تحاول استدراج ميقاتي إلى سوق تمهيدي حول المحاصصة الوزارية، مدركة أنه سيكلف اليوم بتشكيل الحكومة الجديدة.
في المقابل، نفت مصادر مطلعة على موقف مخزومي لـ”” ما تردد عن أن حلفائه في المعارضة يريدون منه الانسحاب لصالح نواف سلام، واضعة هذا الأمر في إطار حملة مجهولة علقها الرجل لسحب حزبه. الترشح لرئاسة الوزراء، وأكد أن هذا الانسحاب غير مطروح وأن المعارضة التي رشحته واجتمعت في منزله الليلة الماضية، لم تطالبه بالانسحاب، كما يزعم المتعصبون له.
الى ذلك، رجحت مصادر سياسية مقربة من الثنائي الشيعي عبر «»، أن المرجح، بحسب المؤشرات الرقمية الأولية، أن يشكل ميقاتي أول حكومة للعهد الجديد في نهاية الاستشارات النيابية اليوم.
وبحسب المصادر، فإن ميقاتي يبدأ المنافسة على الرئاسة من قاعدة مغلقة تضم عدة كتل نيابية وشخصيات قادرة على تأمين الأغلبية اللازمة له، خاصة أن معارضي إعادة تسميته لم يتفقوا على مرشح حتى الليلة الماضية، ما أدى إلى وسيؤدي الخلاف في أصواتهم إذا استمروا على هذا النحو.
وتشير المصادر إلى أن من مميزات ميقاتي أن علاقته بجوزيف عون ممتازة منذ توليه قيادة الجيش، وهذا ما يسهل التفاهم بينهما في المرحلة الجديدة. كما يتمتع ميقاتي بعلاقات دولية واسعة تعزز مصداقيته، لا سيما أن إحياء العصر يتطلب التعاون مع المجتمع الدولي في بداية العهد.
واستبعدت المصادر احتمال اعتراض سعودي على ميقاتي في حال حصوله على الأغلبية المطلوبة.
لكن مصادر سياسية، بينها «»، شددت بشكل خاص على تأجيل كتلة اللقاء الديمقراطي تسمية مرشحها لرئاسة الحكومة إلى اللحظات الأخيرة قبل الاستشارات الملزمة، بعد أن أصبح التجمع أول من انتخب جوزيف عون لرئاسة الحكومة. وكانت الرئاسة قد رشحت .
وأرجعت المصادر ذلك إلى عدم وجود «كلمة مرور» خارجية حاسمة في تسمية رئيس الوزراء، فيما كانت «كلمة المرور» في تسمية رئيس واضحة. هذا الانتظار أظهرته العديد من الكتل النيابية أمس، وتجلى في غموض خطة المعركة وعدد الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها كل مرشح، قبل ساعات فقط من بدء المشاورات.
وبحسب المصادر فإن أولوية الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لا تكمن في اسم المرشح، بل في مدى انسجامه مع رئيس الجديد واستعداده لتنفيذ البرنامج الوارد في الدستور. أداء اليمين الرئاسية، سواء كان ميقاتي أو أحد وجوه المعارضة. ويبدو أن قادة المعارضة أنفسهم يدركون هذا الأمر، ولهذا السبب منذ اللحظة الأولى أبقوا الباب مفتوحاً على كل الاحتمالات ولم يتخذوا موقفاً تصادمياً تجاه ميقاتي.