| المفاجآت الأمنية واردة

admin6 يناير 2025آخر تحديث :

هناك اعتقاد في العواصم الغربية المتابعه والمتخصصة بالشأن الإيراني بأن هناك جدلا حادا وغير معلن في مواقع السلطة في طهران حول ما هي استراتيجية الشرق الأوسط التي ينبغي اعتمادها للمرحلة المقبلة بمجرد ظهور النتائج على مسرحي غزة وغزة. لبنان وخسارة سوريا. وفي مقدمة هذه المناقشات تأتي الأزمة الاقتصادية التي تثقل كاهل الإيرانيين وتتفاقم يوما بعد يوم.

في حين يصر أنصار التيار المتشدد (بقيادة الحرس الثوري) على ضرورة عدم القبول بالنتائج التي حدثت، لأن ذلك يعني اعتراف إيران بانتهاء دور إيران الإقليمي المؤثر ويمهد الطريق لنقل السلطة. فالنتائج مقتنعة بأن الظروف الدولية لا تعمل لصالح إيران، وأنه ملتزم بإعادة بناء منطقة مؤثرة وفعالة، وأصبح النظام مكلفاً للغاية في وقت يعاني الاقتصاد الإيراني من أزمة يكون. وضع قمعي يزداد سوءًا يومًا بعد يوم بسبب احتمال تشديد العقوبات وفقدان الممر البري السوري الاستراتيجي. ويعتقد أنصار هذا الاتجاه أنه حتى لو تم التغلب على العقبات الاقتصادية واللوجستية، فلا يمكن توقع أي فوائد على المدى القصير والمتوسط ​​بسبب الوقت الذي سيستغرقه مشروع استعادة القدرات العسكرية.

وبحسب نفس الأوساط، فإن المعضلة المستمرة التي يعاني منها المسؤولون الإيرانيون تتمحور حول كيفية مواجهة الإدارة الأميركية المقبلة، وكان ترامب صريحاً بشأن نواياه فيما يتعلق بسياسات إيران في الشرق الأوسط. لكن السؤال الذي يشغل طهران يدور حول مستقبل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وفي مقدمتها حزب الله، والجماعات الأخرى في دائرة نفوذهما.

ولا تقتصر المشكلة على التحدي الأميركي الوشيك، بل تمتد بشكل خاص إلى النفوذ التركي المتنامي في المنطقة على حساب الدور الإيراني. وذلك لأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي سارع إلى توسيع نفوذه على دمشق من دون «مراعاة» علاقاته مع طهران، لم يبرز سوى أنه يرى في الأحداث فرصاً تاريخية لا ينبغي إهدارها. وأهمية موقع سوريا الجغرافي. لكن نفوذ أردوغان سرعان ما امتد إلى فلسطين، حيث بدأت قيادة حركة حماس، لأسباب معروفة، بالتواصل مع أنقرة بدلاً من طهران. ويعتقد المراقبون الغربيون أن أردوغان سيعمل على تمهيد طريقه إلى غزة والضفة الغربية بمجرد انتهاء الحرب المستمرة. وهذا يعني القضاء على ما تبقى من النفوذ الإيراني في الساحة الفلسطينية لصالح الدخول التركي من الباب الواسع، وبالتالي ممارسة النفوذ أيضاً على جماعات “الإخوان المسلمين” في الساحات العربية التي حلمت إيران بأن تصبح عواصم عربية من قبل التنظيمات الإسلامية برقبتها. .

وهذا يعني أن التحدي المباشر يقع على عاتق تركيا التي تأهلت لدخول الساحة السنية في لبنان، مع ما يترتب على ذلك من انعكاسات على حزب الله الجريح. ولذلك يمكننا أن نلاحظ الهجمات السياسية شبه اليومية التي يشنها السياسيون الإيرانيون ضد تركيا، والتي يصفون فيها أردوغان بالطموح العثماني. ومن الطبيعي أن تعرب إيران عن قلقها من قيام تركيا بإنشاء قناة تلفزيونية باللغة الفارسية، حيث تعتبر هذا الإجراء بمثابة إعلان حرب.

لا شك أن موازنة الصراع الإقليمي الجديد لا تصب في مصلحة إيران. ويبلغ حجم الاقتصاد التركي نحو ثلاثة أضعاف حجم الاقتصاد الإيراني، وهو أكثر حداثة ويحمل فرصا واعدة، على عكس الاقتصاد الإيراني الذي يواجه احتمال فرض المزيد من القيود من قبل إدارة ترامب. علاوة على ذلك، فإن واقع القوة العسكرية التركية أفضل من واقع الجيش الإيراني. إضافة إلى ذلك فإن حساسية الدول العربية، وخاصة دول الخليج، تجاه تركيا أقل منها تجاه إيران. ولا ينبغي التغاضي عن الرسالة الأميركية الصارمة تجاه طهران مع انتشار أنباء عن نقاش يقوده الرئيس الأميركي جو بايدن حول الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية. ولذلك، فإن الجناح المناهض للثورة مقتنع بضرورة التخلي عن سياسة “الدفاع المتقدم” القائمة منذ عقود، أو على الأقل إعادة النظر فيها. لكن مواقف المرشد الأعلى خامنئي تبدو أكثر انسجاما مع الفريق المتشدد، أي أن النتائج التي تحققت حتى الآن لا يجب قبولها على الأرض، ويجب البحث عن طريقة لاستعادة بعض التوازن الإقليمي. ويركز خامنئي على محورين: الأول استغلال دور الحوثيين في اليمن قدر الإمكان، والثاني إعادة الأكسجين الأقصى لحزب الله.

وفي الجانب الأميركي، تبدو الأوساط المعنية في واشنطن أكثر حذراً وتحفظاً، رغم تحذيرات ترامب المستمرة. وأرجع البعض هذا التحفظ إلى الواقعية، بينما رأى آخرون أنه واقع طبيعي نظرا لظروف الفترة الانتقالية التي ستتضح قريبا بعد تولي ترامب السلطة، إذ يرى أن التغييرات التي حدثت سينظر إليها على أنها فرص مواتية لا يمكن يتم طرحها جانبا. وأشارت إلى قرار البيت الأبيض بيع إسرائيل ما قيمته 8 مليارات دولار من الأسلحة والذخائر، مما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يقوم قريبا بمهام عسكرية.

ومن المعروف أن دونالد ترامب هو الشخصية الأكثر إثارة للجدل على الساحة الدولية ويحب كسر الأعراف. لكن هناك عثرات تنتظره، منها، على سبيل المثال، تزايد احتمالات حل وسقوط حكومة بنيامين نتنياهو بسبب مشاريع وقف إطلاق النار في غزة. ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية قد استنفدت دورها. وهناك توقعات بأن الصراع قد ينشأ قريبا بين ترامب ونتنياهو، ولكن ليس قبل حل مسألة النفوذ الإيراني. وبحسب المعلومات المسربة فإن فريق ترامب للشرق الأوسط سيتكون من خمسة أشخاص:

– مسعد بولس، كبير مستشاري ترامب للشؤون العربية، وخاصة الشؤون اللبنانية. صحيح أنه التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لكن يبدو أنه يعرف المزيد عن الشأن اللبناني، وهو ما يمنحه أفضلية.

– ستيف ويتكوف، محامٍ قوي مؤيد لإسرائيل تمكن من جمع تبرعات كبيرة لحملة ترامب من اليهود الأثرياء. ويحافظ على علاقات وثيقة مع قطر والإمارات العربية المتحدة.

مايكل هاكابي مرشح ليكون سفير الولايات المتحدة القادم لدى إسرائيل. إنجيلي ومؤيد مقتنع لإسرائيل وتأسيس المستوطنات.

آدم بوهلر، الذي سيكون مبعوث ترامب الخاص لشؤون الرهائن وسيتولى المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين المحتجزين لدى حماس، وهو العمل لتحقيق “اتفاقيات إبراهيم”.

– إليز ستيفانيك، مرشحة لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.

ويشير هذا الفريق إلى أن بداية ولاية ترامب الثانية ستكون صعبة على إيران. ويجب قراءة ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية من هذا المنظور. وبالتالي، لا ينبغي أن يواجه لبنان تجربة جديدة قاسية من خلال الانتخابات الرئاسية. يتعلق الأمر بإعادة تشكيل خريطة النفوذ، وليس البحث عن انتصارات محدودة. بعد عودة السفيرة الأميركية ليزا جونسون من إجازتها الطويلة، حاول البعض اعتماد اسم أقرته واشنطن للرئاسة اللبنانية. لكن جونسون تمسك بالمبادئ المألوفة ومن دون الخوض في بازار الأسماء، «ومن يفهم الإشارة سيفهم». لا تنقذ بلدك؟”

وقد يستنتج البعض أن إحجام وزير الخارجية السعودي عن قيادة الوفد السعودي في لبنان مؤشر سلبي وقد يعكس عدم اليقين بشأن المرونة المتوقعة منه.

وبات معروفاً في العواصم المعنية أن الثنائي الشيعي وضع ثلاثة شروط للتعاون في القانون الرئاسي: صندوق إعادة الإعمار، و«الطرف الثالث المعطل» في الحكومات، ووزارة المالية.

السعودية، المستعدة للمساهمة في إعادة الإعمار، تريد بشكل أساسي السيطرة على الصندوق بطريقة شفافة حتى لا يتكرر فساد الماضي، وتريد أيضاً واقعاً سياسياً واضحاً يضمن عدم تكرار مخاطر الحرب.

أما فيما يتعلق باشتراط أغلبية الثلثين وإسناد الوزارات لفريق معين، مثل وزارتي الخزانة والطاقة، فإن واشنطن غير ممثلة على الإطلاق في هذا الصدد، وبالتالي قد تفضل عدم التعامل بشكل مباشر مع مسألة قابلية الانتخابات الرئاسية. وهي باتت تدرك كيف تلعب أطراف الطبقة السياسية اللبنانية لعبة «التقاسم» من أجل الحفاظ على إنجازاتها في «جنة السلطة». لكن لعبة شد الحبل الإقليمية التي تعود إلى لبنان بشأن القانون الرئاسي قد تصبح أكثر خطورة في المستقبل القريب. الواقع في الجنوب يشير إلى ذلك، وكذلك الواقع الجديد على الحدود مع سوريا، مما يعني احتمال حدوث مفاجآت أمنية. وفي المقابل هناك من يكرر أخطائه ويفكر بتهور وجنون ويعتقد أن الظروف تعمل لصالحه وليس لصالح المعادلة الشاملة والفرق كبير، كبير جداً في الحقيقة.

ويقول أحد سفراء الخماسي إنه عندما يقرأ مواقف معظم الرجال في الطبقة السياسية اللبنانية يشعر أن لبنان فيه رجال دولة رفيعي المستوى، لكنه عندما يلتقي بهم يلاحظ أنهم يبحثون فقط عن مصالحهم الشخصية والضيقة. . لا حاجة للتعليق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة