قبل خمسة أيام من جلسة مجلس النواب المخصصة لانتخاب رئيس ، لا يستطيع أي من الأطراف الفاعلة في الساحة الرئاسية تأكيد ما إذا كان الدخان الرئاسي الأبيض سيتصاعد من مدخنة البرلمان يوم الخميس 9 يناير/كانون الثاني. وما يهيمن على هذا المسار هو الرؤية السياسية التي تجعل الجلسة الانتخابية تتأرجح بين إيجابية من يزعم أنها ستكون مثمرة وبين سلبية تؤيد فشل الانتخابات، وبالتالي ربطها بالدورات الفاشلة قبل ثلاثة أسابيع مع نهايتها. ومع استمرار وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، تتزايد انتهاكات اتفاقات وقف إطلاق النار الإسرائيلية، وتتزايد المخاوف من التصعيد المحتمل في ظل الخطوات العدوانية التي تهدد إسرائيل باتخاذها عبر عدم الانسحاب من المناطق التي تحتلها، ومواصلة تفجير القرى وهدم منازلها، ومواصلة قصف المدن على طول البلدات القريبة من خط الحدود، ومواصلة التحليق بالطائرات العسكرية والطائرات بدون طيار في الأجواء اللبنانية، ولا سيما فوق الحدود. الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت، ما أدى إلى تصاعد وتيرة الغارات الجوية على المناطق اللبنانية شمال الليطاني. وأيضاً، نظراً لما يستعد له حزب الله أو يفعله بعد انتهاء وقف إطلاق النار، في سياق تحذيرات الحزب من أن أداءه بعد وقف إطلاق النار سيكون مختلفاً.
وهناك صعوبات معينة، وهي أنه بحسب رئيس مجلس النواب نبيه بري فإن الجلسة المقبلة ليس لها سقف زمني وستعقد في جلسات متتالية لحين تمكن المجلس من انتخاب رئيس ، ما يعني الأجواء السائدة. عشية الجلسة، وفقًا لمساعدي الرئيس الرئيسيين، فإنها لا تعتقد أنها تتجه نحو الفوز الانتخابي ما لم يصدم المطلع بمفاجأة خارقة للطبيعة غير متوقعة تبطل الواقع الداخلي للانتخابات، وتفرض قرارًا انتخابيًا و يلزم الجميع… ويجب على الأطراف الالتزام بقاعدة “كن فيكون”. مصدر سياسي رفيع قال لـ«»: إن «الرئيس بري عازم على عقد جلسة الانتخابات في موعدها وعدم إغلاقها قبل انتخاب رئيس». على نوايا من يريد انتخاب رئيس للجمهورية ومن لا يريد ذلك، فمن يلتزم بنصاب الاجتماع عند انعقاده وانتخابه، ومن يريد تجاوز النصاب وإلغاء الاجتماع . وعليه فإن جميع الكتل والاتجاهات النيابية ملزمة بالمشاركة في جلسة التصويت، ومن المستبعد أن يتجلى هذا الالتزام بمشاركة الجميع في طريق التوافق والتفاهم الذي يبقى بابه مفتوحاً في جميع عمليات التصويت. جلسات. وخاصة أولئك الذين رفضوا الإجماع منذ بداية الشغور الرئاسي وفهموه وتجنبوه. هذا التقييم الذي يحمل قدراً من التفاؤل، ترافقه قراءة تثير الشكوك حول إمكانية انتخاب سلس للرئيس في جلسة الخميس المقبل. التي ترتكز في تشكيكها على الخريطة النيابية المليئة بالتناقضات والرؤى والخلافات التي يصعب التوفيق بينها، تؤكد دون أدنى شك أن منصب الرئيس الأول لا يزال بين العقد والمزالق، في إشارة إلى الملف الرئاسي يقول لـ«»: «في حالة واحدة يكون التوافق ممكناً، أي عندما يقرر الطرفان المضي فيه، فالتوجه صعب جداً، بالنظر إلى المواقف والاتجاهات الحالية». وتشير المذكرة إلى أن هذا الوضع يضع مجلس النواب والكتل السياسية والنيابية أمام مهمة صعبة للغاية تتمثل في خلق أغلبية للفوز برئاسة لكل من المرشحين، الأمر الذي قد يعزز الحاجة إلى تمديد الدورة الانتخابية لأكثر من فترة. يوم أو يومين لتبقى مفتوحة لعدة أيام، وربما لفترة أطول. وتشير الهيئة إلى أن هذه الصعوبة تكمن في عدم إجراء الانتخابات الرئاسية، كما كان الحال في السابق، لاختيار مرشح معين، أو بين مرشحين. ثانياً، أو بالأحرى ثلاثة، يحدث مع وجود مجموعة من الأسماء المعروفة، والقاسم المشترك بينها هو أن أياً من هذه الأسماء المدرجة في نادي المرشحين لرئاسة ليس لديه القدرة على الفوز بالانتخابات. رئاسة من الجولة الأولى من التصويت، والتي تتطلب الحصول على أصوات ثلثي النواب (86 نائبا)، إلا أن الأغلبية المطلقة لأصوات النواب لا تزال مطلوبة للفوز في الجولة الثانية (65 نائبا). ممثل).
الكلمة الأخيرة في التوافق: ما ورد في المرجع أعلاه يتداخل مع تقديرات مجلس النواب التي تؤكد استحالة اتفاق ثلثي النواب على اسم محدد. وبحسب تقدير البرلمان فإن الكلمة الأخيرة في النهاية هي الإجماع، إذ أنه من المستحيل تحقيق أغلبية الثلثين لمرشح معين كما هو الحال مع تحقيق الأغلبية المطلقة (65 صوتا) لكل اسم من الأسماء المدرجة في القائمة. ائتلاف المرشحين لرئاسة يحمل في طياته صعوبات ومزالق وتعقيدات. ولذلك فإن المعارضة وكل حلفائها لم يتفقوا بعد على مرشح محدد، وحتى لو اتفقوا فلن يتمكنوا من تأمين الأصوات الـ65 له. في المقابل، لا يستطيع الثنائي وحلفاؤهما الوصول إلى 65 صوتاً، ما يعني أن السباق على استقطاب الأحزاب الأخرى (كتلة لبنان القوي، كتلة التجمع الديمقراطي) سيكون متقارباً، حتى لو قررت دعم قائد الجيش وحزب الله. الكتل الاخرى والمستقلين). لذلك، من المتوقع أن تكون في الأيام القليلة التالية لاجتماع 9 يناير/كانون الثاني، مشاورات مكثفة وتحركات مكثفة على أكثر من خط داخلي لتوضيح الأسماء والخيارات.
تقييم دبلوماسي الى ذلك، أعرب دبلوماسي غربي عن أمله في أن يتمكن لبنان الاسبوع المقبل من الوفاء بمطالبته الدستورية، وبالتالي الدخول في «مرحلة النهضة اللبنانية»، بحسب معلومات موثوقة من «». وخاطب الدبلوماسي الغربي مجموعة من الشخصيات بينهم ممثلون. واشاد بتصميم الرئيس نبيه بري على انتخاب رئيس ، قائلا: “نشاركه أن الجلسة الانتخابية التي خطط لها في 9 كانون الثاني هي فرصة ثمينة جدا، وندعو جميع الاطراف الى استغلال هذه الفرصة”. تمكين مجلس النواب من القيام بمسؤوليته وانتخاب الشخصية الرئاسية التي ستعبر عن تطلعات الشعب اللبناني، وتبدأ طريق الإنقاذ والإصلاح الذي يتوق إليه لبنان، وهذا يوقف المعاناة والأزمات الخطيرة”. واللافت في كلام الدبلوماسي الغربي أنه كرر في اجتماع التاسع من كانون الثاني/يناير ضرورة انتخاب رئيس أكثر من مرة. وفي تحذير غير مباشر على ما يبدو، قال: “إن ما حدث مؤخراً في لبنان وضع على جدول الأعمال تحديات خطيرة للغاية، بعضها يتعلق بالوضع الداخلي للبلاد والبعض الآخر يتجمع في المنطقة المحيطة به”. وهذا السياق هو أننا، كأصدقاء للبنان، قلقون للغاية بشأن ما يمكن أن يحقق مصالحه، وعلى اللبنانيين أن يكونوا أول من يفعل ذلك. لبنان لا يحتاج إلى أصدقاء فقط، بل يحتاج إلى حماية من الداخل، وانتخاب رئيس هو خطوة أولى في هذا الاتجاه، لا سيما في ظل المخاطر التي تتعرض لها المنطقة، والتي نخشى أن يكون لها تأثير على أكثر من نقطة.
رحلة جيفرز إلى الجنوب وبالتوازي مع الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، أُعلن أمس عن رحلة يقوم بها رئيس لجنة متابعة وقف إطلاق النار الدولية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، يرافقه قائد اللواء السابع في جيش الاحتلال إلى الخيام. الجيش اللبناني العميد طوني فارس والوفد المرافق.
سكان الشمال بالإضافة إلى ذلك، ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية: “إن القلق بشأن ما قد يحدث لحزب الله في المستقبل هو السبب الرئيسي لمخاوف سكان الشمال. يضاف إلى ذلك المخاوف بشأن سبل العيش والتعليم والقلق الكبير على مستقبل هذه المنطقة التي تعرضت لضربة خطيرة للغاية، وأكثر ما يثير القلق هو هجرة السكان كانت عودة الحرب إلى وطنهم صادمة حيث أجاب 93% من المشاركين بأنهم لا يعتزمون العودة إلى المنطقة. بعضهم تكيف في وسط البلاد، ووجد عملاً أو التحق بالدراسة. والجزء الآخر ببساطة لا يعتقد أن أي شيء جيد يمكن أن ينمو في الشمال.
من جهة أخرى، وفي تطور أمني ملحوظ، تعرض الجيش اللبناني لهجوم من قبل مسلحين سوريين في منطقة معرابون – بعلبك. وعلى وجه التحديد، تتعلق الحادثة بوحدة من الجيش اللبناني مكلفة بإغلاق معبر حدودي غير قانوني في المنطقة المذكورة عندما حاول سوريون فتح المعبر بجرافة. وعلى الفور أطلق عناصر الجيش طلقات تحذيرية في الهواء، لكن المسلحين المجهولين ردوا بإطلاق النار على الجيش اللبناني وأصابوا أحد الجنود. وقال بيان للجيش: إن “وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة تواصل اتخاذ إجراءات عسكرية مشددة”، وتتابع الجهات المعنية التحقيقات والأحداث المتعلقة بالحادثة لضمان الأمن في المنطقة. يُشار إلى أن المعابر الحدودية غير الشرعية على الحدود اللبنانية السورية لا تزال تشكل تهديدات أمنية، حيث تتزايد أعداد الأشخاص والبضائع التي تمر عبرها، مما دفع القوات المسلحة إلى تكثيف الإجراءات على الحدود لمنع هذه الأنشطة غير القانونية. وفي سياق متصل، أفادت أمس أن السلطات الحاكمة في سوريا منعت اللبنانيين من الدخول إلى سوريا إلا بشروط معينة كإجازات الإقامة وأشياء أخرى. ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في الأمن العام اللبناني قوله: “لم يتم إبلاغنا بأي إجراءات جديدة من الجانب السوري. لقد فوجئنا بإغلاق الحدود مع اللبنانيين” كما نقلت الوكالة عن وزير الداخلية بسام مولوي قائلا الكلمات: “نعمل على إيجاد حل مع دمشق لمنع اللبنانيين من دخول سوريا”. وأعلن الجيش اللبناني عن وقوع هجمات في منطقة معربون – بعلبك تجددت الاشتباكات بين الجيش ومسلحين على الحدود اللبنانية السورية بعد تعرض وحدة عسكرية لهجوم بسلاح متوسط، ما أدى إلى إصابة أربعة عناصر من الجيش بجروح متوسطة.