زار رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي جنوب لبنان، حيث قام بجولة في شرق لبنان، ولا سيما منطقة مرجعيون، كبادرة تضامن مع أهالي الجنوب المتضررين ورسالة دعم للجيش.
وأشاد الرئيس ميقاتي خلال الجولة بدور الجيش وأكد أن “معنويات الجنود عالية”. ووضع ثقته في المؤسسة العسكرية التي ستتولى مسؤولية تنفيذ القرار الدولي 1701 الذي يضمن انتهاء الحرب بين لبنان وإسرائيل.
ثكنة مرجعيون
المحطة الأولى لجولة ميقاتي كانت ثكنة الجيش في منطقة مرجعيون، ومن هناك قال: «من الضروري أن نبدأ بتكريم أرواح شهداء الجيش الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن». على وجوهكم وأشعر بالفخر لأنني أشعر بمعنوياتكم العالية وإصراركم على الدفاع عن الوطن رغم كل الصعوبات.
وتابع: “سنعقد اجتماعا مع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار. وأمامنا مهام كثيرة وفي مقدمتها انسحاب العدو من كافة الدول التي غزاها خلال عدوانه الأخير، ومن ثم سيقوم الجيش بمهامه على أكمل وجه”.
وشدد على أن “الجيش لم يقصر يوما في واجباته ونحن أمام اختبار صعب. وأضاف أن “الجيش سيثبت أنه قادر على القيام بكل المهام المطلوبة منه، وأنا على ثقة تامة بهذا الأمر”. وأضاف أن “الجيش أثبت دائماً أنه يمثل وحدة هذا الوطن ويقوم بواجباته، وأن الجميع اللبنانيون يقفون إلى جانب الجيش ويدعمونه”.
وختم: “حفظك الله وهذا البلد”.
قائد عسكري
وفي كلمته، رحب قائد الجيش العماد جوزاف عون برئيس الحكومة، وشكره على «دعمه الكامل للجيش»، وقال: «على الرغم من ضعف قدراته، بقي الجيش صامداً في مواقعه وحافظ على السكان المدنيين. وسوف ننجز مهمتنا لأننا نؤمن بما نقوم به.
مقر اليونيفيل في إبل السقي
ومن ثكنة مرجعيون، توجه ميقاتي إلى مقر قيادة القطاع الشرقي لليونيفيل في مدينة إبل السقي، لتكون المحطة الثانية في رحلته جنوباً.
ووصل رئيس مجلس الوزراء وقائد الجيش إلى المقر حيث كان في استقبالهما قائد قوات اليونيفيل الجنرال ارولدو لازارو، وقائد القطاع الشرقي لليونيفيل الجنرال فرناندو رويز. بعد ذلك، عقد لقاء أشاد فيه الرئيس ميقاتي بدور اليونيفيل وتعاونها الوثيق مع الجيش.
وشدد على أن أولويتنا هي التنفيذ الكامل للقرار الدولي 1701 وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي غزتها ووقف التدمير الممنهج للقرى ووقف انتهاكاتها.
وقال: “نتطلع إلى استقرار طويل الأمد في الجنوب مع قيام الجيش بمهامه على أكمل وجه بالتعاون مع اليونيفيل”.
بدوره، أوضح الجنرال لازارو المهام التي تقوم بها اليونيفيل بالتنسيق مع الجيش، مشيراً إلى أن “اجتماعات لجنة مراقبة وقف إطلاق النار ستستمر في تنفيذ المهام التي طلبتها”.
من جانبه، قال قائد الجيش: “الجيش يقوم بواجباته وسيواصل القيام بذلك لتنفيذ القرار 1701 بالتعاون مع اليونيفيل. والمطلوب هو أن يلتزم العدو باتفاق وقف إطلاق النار، وهذه هي مهمة اللجنة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار”.
بعد ذلك توجه الجميع إلى غرفة عمليات القطاع الشرقي لليونيفيل، حيث استمعوا إلى شرح عن الوضع في الموقع.
وفي نهاية الزيارة تسلم رئيس مجلس الوزراء درع اليونيفيل.
المحطة الثالثة: مدينة الخيام
وبعد ابل السقي وميقاتي وعون واليونيفيل، انتقل القائد أرولدو لازارو إلى مدينة الخيام التي كانت المحطة الأخيرة في الزيارة، وتجول فيها الجميع وسط دمار منازلهم جراء القصف الإسرائيلي.
وقال الرئيس ميقاتي في ختام الزيارة: “نشعر بألم كبير لهذا الدمار في الجنوب، وهناك أمل للجيش ومعنوياته. يجب أن نقول بصراحة ووضوح أن الجيش قادر على الأداء على أكمل وجه. ويجب على لجنة المراقبة المشكلة لتنفيذ القرار 1701 أن تقوم بمهمتها على أكمل وجه والضغط على العدو الإسرائيلي لوقف كافة الانتهاكات التي تحصل والدمار الذي نراه هنا. وأضاف أن “انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية التي اجتاحها الجيش الإسرائيلي مؤخرا أمر ضروري. والجيش سيكون جاهزا للقيام بكل مهامه”.
وأضاف: “إن الإجراءات المتعلقة بالقرار 1701 ستأخذ مجراها الطبيعي وسينفذها الجيش بالكامل بضمانة أميركية فرنسية. وأضاف: “لقد طلبت الاجتماع غداً مع لجنة تنفيذ وقف إطلاق النار والضابط الفرنسي والضابط الأميركي والضباط اللبنانيين، ويمنع على الجيش أن يعرقل أداء واجباته”.
الواقا: “التأخير والتأجيل في تنفيذ القرار الدولي ليس من جانب الجيش بل من جانبه. وعلينا أن نتحقق من أطراف اتفاق وقف إطلاق النار، أي الفرنسيين والأمريكيين، لوضع حد لهذا التردد الإسرائيلي، والإسراع قدر الإمكان قبل انتهاء مهلة الستين يوما المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار للانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية تنتهي.
وقال: “أنا مصر على حل كافة الخلافات المتعلقة بالخط الأزرق حتى لا يكون هناك أي مبرر للاحتلال الإسرائيلي لأرضنا. الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تنفيذ الإجراءات التي اتخذناها بموجب القانون الدولي، وهذا هو الحال بالكامل. نحن ملتزمون بقرارات مجلس الأمن الدولي ونقوم بذلك، وأقول لمن يشكك: كن تفائلوا تجدوا الخير.”
وأضاف: “إن الدمار في مدينة الخيام يؤلم القلب، ولا محالة ستكون هناك خطة لإعادة الإعمار، ونحن ندرس هذا الموضوع بسرعة تنفيذه وشفافيته الكاملة، ونسعى جاهدين مع البنك الدولي”. ودعا الاتحاد الأوروبي، ولا سيما الدول العربية والدول الصديقة، إلى إنشاء صندوق ائتماني يستطيع الجميع المساهمة فيه في إعادة بناء كل ما تم تدميره في جنوب لبنان.
استقبال شعبي
وفي طريق العودة، أقيم استقبال شعبي لرئيس مجلس الوزراء في ساحات بلدات القليعة والجديدة ومرجعيون.
وقال الرئيس ميقاتي: “يسعدني أن أكون بينكم في القليعة وجديدة مرجعيون في جنوب لبنان.
إن صمودكم وتمسككم بالوطن وصمودكم هو المطلوب وهذا ما يرفع رؤوسنا عاليا وهذا الأمر يحفزنا أكثر فأكثر للعمل على تحسين استقرار الوطن ونهضته.