البنك الدولي: الانكماش الاقتصادي في لبنان يتعمّق

admin11 ديسمبر 2024آخر تحديث :

أظهر تقرير حديث للبنك الدولي أن النمو الاقتصادي في لبنان شهد تراجعا حادا في عام 2024، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 6.6 بالمئة مقارنة بالعام السابق، ويرجع هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى تأثير الصراع المستمر، الذي تسبب في الركود العام بشكل عام. ومن المتوقع أن يرتفع الانكماش الاقتصادي إلى أكثر من 38 بالمئة منذ عام 2019.

وقدر تقرير المرصد الاقتصادي في لبنان الصادر عن البنك الدولي، بعنوان “تفاقم الأعباء على بلد يمر بأزمة”، أن النشاط الاقتصادي سينكمش بنسبة 5.7 بالمئة في عام 2024، أي خسارة قدرها 4.2 مليار دولار، ويتوافق الاستهلاك وصافي الصادرات.

وقال التقرير: “يعكس الانخفاض المتفاقم التأثير المدمر للنزوح الجماعي والدمار وانخفاض الاستهلاك الخاص. كما أنه يؤدي إلى تفاقم تحديات الاقتصاد الكلي التي لم تتم معالجتها بعد، ويسلط الضوء على الحاجة الملحة لإجراء إصلاحات شاملة واستثمارات موجهة في القطاعات الحيوية باعتبارها السبيل الوحيد للمضي قدما.

وأبرز التقرير “هشاشة استقرار سعر الصرف السائد منذ أغسطس 2023، والذي يأتي بتكلفة عالية كون هذا الاستقرار يعتمد على زيادة تحصيل الإيرادات والضوابط المالية وقيود الإنفاق المفروضة، مما ينتج عنه فوائض غير منفقة في القطاع العام”. في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على الإنفاق والاستثمار الأساسيين.

وأشار التقرير إلى أن “الصراع يهدد هذا الاستقرار الهش حيث أن زيادة الإنفاق مطلوبة للحفاظ على الخدمات العامة ودعم جهود إعادة الإعمار، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة الأموال المتداولة أو استنزاف الاحتياطيات الأجنبية المتبقية”.

كما يفترض التقرير أن “أوضاع المالية العامة في لبنان ستستمر في التدهور بسبب تزايد الاحتياجات التمويلية لضمان الخدمات الأساسية وتلبية الاحتياجات الملحة، فضلا عن احتمال تراجع إيرادات المالية العامة، ولا سيما من ضريبة القيمة المضافة”.

وأشار التقرير إلى أن “صعوبة الحصول على التمويل بسبب تخلف لبنان عن سداد ديونه السيادية تسلط الضوء على أهمية إعادة الهيكلة الشاملة للديون لاستعادة الوصول إلى الأسواق المالية الدولية وتمكين البلاد من التغلب على تحدياتها المتنوعة”.

وقال جان كريستوف كاريه، المدير الإقليمي لإدارة الشرق الأوسط في البنك الدولي: “لقد تسبب الصراع في صدمة كبيرة جديدة للاقتصاد اللبناني، الذي يعاني بالفعل من أزمة خطيرة. هناك حاجة إلى إصلاحات شاملة واستثمارات مستهدفة لتجنب المزيد من التأخير في الاقتصاد “لتجنب تنفيذ أولويات التنمية طويلة الأجل”.

وأضاف كاريه في بيان مصاحب للبيان: “بينما يبدأ لبنان في وضع خطة للتعافي وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراع، من المهم اعتماد برنامج استقرار اقتصادي وبرنامج إصلاحي طموح يعزز الحكم لجذب الأموال اللازمة”. وأن الهدف هو وضع البلاد على طريق التعافي المستدام على المدى الطويل.

وجاء في تقرير البنك الدولي: “يظل تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي، وتعزيز الحوكمة، وتحسين أداء الخدمات والمرافق العامة، وتعزيز رأس المال البشري من الأولويات الرئيسية، وهناك حاجة إلى استثمارات مستهدفة لدعم الإصلاحات المستدامة، واستعادة الخدمات الأساسية وتسهيل وإعادة البناء”. مخزون لبنان الرأسمالي المتضرر”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة