3 أهداف حقّقها الإسرائيليون في سوريا

admin10 ديسمبر 2024آخر تحديث :

إذا استغرق الأمر 11 شهراً لإخضاع حماس، وشهرين لإضعاف حزب الله، و12 يوماً للإطاحة ببشار الأسد، فسيكون من السهل تقدير المدة التي ستستغرقها زيادة النفوذ الإيراني في بغداد، ثم إضعاف عملية الإضعاف. النظام في طهران نفسها.

لقد كانت عملية طوفان الأقصى نذير شؤم لمحور طهران برمته. وبدلاً من زعزعة استقرار إسرائيل وإرغامها على الاعتراف بحقوق الفلسطينيين، كما كانت حماس تأمل في ذلك الوقت، جاءت النتيجة عكسية وجاءت بنتائج عكسية كارثية على الفلسطينيين، وحماس وجميع حلفائها، بما في ذلك طهران. كانت عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بمثابة ضربة حظ، إذ أعطت حكومة بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لإنهاء نفوذ إيران الإقليمي ووقف طموحاتها النووية.

وبعد أن نجحت الهجمات الإسرائيلية في إنهاك حماس، أوقف الإسرائيليون غزة والضفة الغربية وتحولوا إلى حزب الله، مما أضعفه وحصره في اتفاق صارم لوقف إطلاق النار سُمح لهم بتنفيذه بالقوة ووفقاً لتقديرهم الخاص، استناداً إلى الجانب الآخر. الاتفاقيات مع واشنطن. لحظة الاتفاق في لبنان، بدأ خلط الأوراق في سوريا ضمن صفقة أنهت وجود طهران نهائياً، وحصلت في المقابل على جوائز ترضية للأتراك والروس والأميركيين.

واليوم يزعم الإسرائيليون أنهم “فوجئوا” بالانهيار السريع لنظام الأسد في دمشق. ويشيرون إلى أنهم يخشون أن تقع السلطة في أيدي القوى السنية المعادية لإسرائيل ولا تعترف بوجودها. و”هيئة تحرير الشام” هي نفسها “جبهة النصرة” حليفة تنظيم “الإخوان المسلمين” واسمها الفلسطيني “حماس”. ولذلك، يُعتقد أن حرب إسرائيل مع “حماس” ستكون مضاعفة لحرب أخرى مع “النصرة”. وإذا كانت إسرائيل تحاول طرد “حماس” من غزة والتعامل مع قوى سياسية بديلة، فمن الواضح أن لها مصلحة أيضاً في اختفاء “هيئة تحرير الشام” من الساحة السورية وظهور قوى أقل تطرفاً. القوى إلى السلطة. وعلى الأرجح أن تركيا هي المسؤولة عن تنفيذ هذا الأمر، فهي تدعم تحركات الفصائل بضمانة روسية أميركية.

ولهذا السبب حرص أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) على تذكير الفصائل باستمرار بتفادي الأخطاء عند غزو المدن والقرى. فالإسرائيليون يتمركزون ويرتكزون على الأحداث السورية، وهم يتابعونها عن كثب ويترقبون نتائجها لتوجيه تحركاتهم القادمة شرقاً. وأبرز دليل على انخراطهم في المشهد السوري هو أن التوقيت الذي تم اختياره للانقلاب في سوريا كان هو نفس توقيت اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. الفصائل السورية، التي حاولت عبثاً لسنوات التقدم نحو حلب وإدلب إلى درجة اليأس، حصلت على الضوء الأخضر للقيام بذلك بسهولة، وواصلت تقدمها وسيطرت على محافظات حمص ودمشق والساحل. بمهارات بسيطة وبدون مقاومة كبيرة. كانت إيران على علم بهذا القرار الحاسم، ولذلك اتخذت القرار المرير بالانسحاب السريع من كل سوريا مع حزب الله، على الرغم من أنها دفعت ثمنا باهظا هناك على مر السنين، يقدر بمليارات وآلاف الدولارات من القتلى والجرحى بين عناصرها. الحرس الثوري وكوادره ومقاتلي «الحزب» والفصائل الأخرى المتحالفة معه.

وتبين أن إسرائيل تمكنت بشكل مباشر من تحقيق ثلاثة أهداف في سوريا:

1- ضمان تعطيل الخط من إيران إلى لبنان والبحر الأبيض المتوسط ​​والحدود الإسرائيلية عبر سوريا. وبينما أخلى الإيرانيون مواقعهم، كان الطيران الإسرائيلي هو المسؤول عن إتمام هذه المهمة. وعبر الخريطة السورية، قامت إسرائيل بتدمير أهداف كان من الصعب على الإيرانيين وحزب الله إزالتها أو نقلها، وهي مخابئ الأسلحة الثقيلة، ومصانع الصواريخ والطائرات بدون طيار، ومرافق تخزين الأسلحة الكيميائية. وهذا على الأرجح حدث بموافقة روسية وتركية وأميركية.

2- قامت إسرائيل بإلغاء أي سلاح محدد يمكن أن يهددها في المستقبل. وأياً كانت السلطة التي ستتولى السلطة في دمشق، فلن تتمكن من الاحتفاظ بالسلاح الذي تخشاه إسرائيل والذي قد يكرر عملية «طوفان الأقصى» على الجانب السوري.

3- استغلت إسرائيل انهيار النظام للتعبير عن مخاوفها من تسلل عناصر مسلحة إلى هضبة الجولان. وتحت هذه الذريعة سارعت إلى التقدم إلى نقاط جديدة على الأراضي السورية. وكانت تتمركز في الموقع الأكثر استراتيجية في جبل الشيخ وتمتد لأميال داخل الداخل السوري. وفي ظل الحراك المستمر في السويداء ودرعا، يتوقع مراقبون أن تقوم إسرائيل بخطوات مفاجئة في الجنوب السوري وحتى على أطراف العاصمة السورية، تحت عنوان “منطقة عازلة” تضمن الأمن، بالتوازي مع ذلك هناك المنطقة العازلة في العاصمة السورية جنوب الليطاني من الجانب اللبناني.

إسرائيل ستراقب تطور الوضع في سوريا وتعرف بالضبط كيف تصطاد في مياهها وتؤمن مصالحها. سيستغرق الأمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى يصل ترامب إلى البيت الأبيض ويبدأ ممارسة السلطة، وهو ما يكفي لممارسة الضغط بشكل كامل على أجنحة إيران. وبعد سوريا سيحدث شيء في العراق، ثم يقع الحدث في وسط إيران ليتوج المخطط، وينقلب الشرق الأوسط رأسا على عقب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة