وأوضحت مصادر دبلوماسية فرنسية لـ«» أن بري أراد تذكير «الخماسية» بدورها لا أكثر، وهذا الموقف يعبر عنه بالأساس أعضاؤها الذين أجمعوا على عدم التورط في «معضلة» الأسماء بينها. وقد أوضح ذلك المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بشكل واضح عندما قال: «لم نأت لنفرض اسم رئيس، بل للعمل ضمن الإطار الذي يتفق عليه الجميع». الأحزاب اللبنانية تتوحد”.
المصادر الفرنسية أكدت لـ”” أنه من المهم “ألا يمثل الاسم استفزازاً لبعض اللبنانيين حتى لا يزيد الانقسام والتشرذم”، لافتة إلى أنه حتى الولايات المتحدة التي يقال إنها رشحت واحداً قامت التسمية المحددة في بداية «حرب الستين يوماً» اليوم مبنية على «الموجة الخماسية نفسها»، أي الاتفاق على عدم إدراج الجماعة في التسمية.
وأضافت المصادر: “إنه نوع من الاختبار لمدى قدرة اللبنانيين على إدارة الحكومة بمفردها دون وصاية خارجية غربية أو إيرانية، وهو الوقت المناسب لينقل اللبنانيون رسائلهم ونواياهم إلى العالم”. المجتمع ومدى قدرته على إيجاد الحلول السياسية دون الحاجة إلى اللجوء إلى مرجعية أو وصاية”.
وترى مصادر دبلوماسية فرنسية أن التوجه العام في صورة الرئيس المقبل يبدو نحو رئيس يحظى بإجماع الأطراف اللبنانية، أي انسحاب بعض الشخصيات التي لها مواقف حادة من ترشيحها من الحملة الانتخابية الرئاسية.
لودريان والعودة السابعة
ونقلت المصادر عن لودريان قوله إن الجلسة الأخيرة لمجلس النواب كانت صحية، وهذا نوع من التعبير، وإن كان خجولا، عن انتظام العمل الديمقراطي. مشاركته في اللقاء جاءت محض صدفة، إذ تزامنت مع موعده للقاء بري ولم يستعد له مسبقاً… وأضافت المصادر أن لودريان أصبح بعد زيارته السابعة للبنان أكثر خبرة في الشأن الداخلي. لعبة الشؤون والانطباع الذي حصل عليه من الانقسام الشديد والحاجة الملحة لتمريره.. مجلس النواب هو المكان الوحيد لحل المشاكل بين اللبنانيين واستعادة نوع من التلاحم بين مختلف الأطراف لاستعادة الدولة اللبنانية كلها الأطراف دون التسبب في انهيارها. لفريق أو فريق يهزم فريق آخر.
باختصار، بعد جلسة التمديد، توصل المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى أن مجلس النواب هو المجال المناسب للصراعات والحلول.
لا قوائم ولا أسماء
أما بالنسبة لجولة لودريان في بعض الأطراف، فقد كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية أنه لم يسجل أسماء ولم يطلب ضوابط. بل الأكيد أن فرنسا أو بقية الدول سيكون لها «فيتو» على أسماء «المافيا» الاستفزازية، علماً أن هذه الدول لن يكون لها حتى «فيتو» على هذه الأسماء! ولكن من حيث المبدأ.
وكشفت المصادر ذاتها أن المجتمع الدولي فهم أخيراً أن الخطأ وإدخال الأسماء لن يساعد المرشح المقترح، بل على العكس.. وأشارت إلى ضرورة أن يكون للأحزاب المسيحية دور مهم في تعيين مرشح. رئيساً للبنان، وهذا ما يسعى إليه المبعوث الرئاسي والجهود الفرنسية منذ اللقاء الأول مع المبعوث الرئاسي. واختتمت: “إذا اتفق المسيحيون فيما بينهم على اسم للرئاسة فلن يستطيع أحد أن يعارضه”.
أما فيما يتعلق بتباطؤ الجهود الفرنسية أو النجاح الفرنسي من قبل الولايات المتحدة، فقد استغربت المصادر هذا الاستنتاج وذكرت أن الجهود الفرنسية المبذولة والتنسيق على كافة المستويات بين أمريكا وفرنسا لتحقيق وقف إطلاق النار يؤكد ذلك، بل على العكس، وهذا ما أكده الرئيس الأميركي شخصياً في خطابه الذي أعلن فيه وقف إطلاق النار، وكذلك في لقاءات عاموس هوشستين مع لودريان والسفير الفرنسي في لبنان وفي زياراته إلى فرنسا، وهذا ليس استثناءً دور الفرنسي ولكن هناك تأكيد على الدور. وكشف الفرنسي، بحكم العلاقات التي تربطه بالجميع، بما في ذلك حزب الله، الذي لا يزال التواصل معه قائما، خاصة مع ممثلي الحزب، أنه لم يتوقف حتى خلال أيام الحرب الـ57.
هل سيعقد الاجتماع يوم 9 يناير؟
وتخشى مصادر دبلوماسية فرنسية أن يعقد الاجتماع في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل لكنه لن يسفر عن انتخاب رئيس. أما فرضية عدم حدوثها، فالأمر سيستمر في التبلور خلال الأسابيع المقبلة، مدة شهر أو أكثر للانتهاء من الاتفاق على صيغة شاملة…
أما فرنسا، على حد تعبير «دبلوماسييها»، فقد أصبحت أكثر واقعية في السياسة اللبنانية، مما يجعلها حذرة في الحكم على الإجراءات. ولهذا السبب استخدم لودريان كلمة “راضي” عندما كان مقرراً اللقاء، مشيراً إلى أنه لم يكن على علم به مسبقاً، بل كان متفاجئاً!
وبحسب المصادر فإن فرنسا ليس لديها توقعات إيجابية كبيرة، وهي في المقابل ليست متشائمة، بل هي في حالة ترقب ومراقبة، وما زال من السابق لأوانه الحكم على الإجراءات.
وفي هذا السياق، ترى مصادر مطلعة أن هناك سباقاً بين بري والولايات المتحدة حول قدرته على إيجاد صيغة لإنقاذ لبنان وتنفيذها في لقاء 9 كانون الثاني/يناير المقبل، أو أن المطالبة بتولي ترامب مهامه رسمياً ستستغرق مقاليد الرئاسة، فربما يتم تنصيب رئيس!
وصلت رسالة بري
وأوضحت أوساط الرئيس بري لـ«» أنه يريد بتصريحه توجيه رسالة إلى الخماسي: «لبنان له السيادة ويمكننا أن نتفق، ولا نتوقع من الخماسي ولا أحد أن يفرض علينا أسماء». بمعنى آخر، بري أراد قطع الطريق على أي محاولة خارجية لفرض الأسماء وشكر كل المبادرات التي تساعد لبنان على التوصل إلى توافق، إلا أن مسألة الرئاسة هي مسألة سيادية بحتة، لا تخص اللبنانيين إلا وهي مسؤوليتهم. يكذب.
وعن لقاء 9 كانون الثاني، قال النائب قاسم هاشم لـ«»: إن «الرئيس بري سيباشر اتصالات ومشاورات مع الرئيس ابتداء من الاسبوع المقبل للوصول الى بعض التفاهم… ويؤكد ان اللقاء سيعقد في 9 كانون الثاني». يناير يجري ويتم في الوقت المحدد.