حافظ لبنان على وقف إطلاق النار وبدأ خطوات دبلوماسية وعسكرية ولوجستية في إطار الوفاء بالتزاماته بتنفيذ القرار الدولي 1701 والتحضير لتشكيل سلطته الجديدة بدءاً بانتخاب رئيس اللبنانية في جلسة. وكان قد حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم 9 كانون الثاني المقبل. لكن إسرائيل واصلت خرق وقف إطلاق النار والقرار لليوم الثاني على التوالي، فيما اكتفى لبنان حتى الآن بتسجيل هذه الخروقات دون الرد. وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو حينها: “لم أقل إن ما يحدث في لبنان هو نهاية للحرب، بل وقف لإطلاق النار، وهذا قد يكون قصير الأجل، وأكد أنه الجيش الإسرائيلي”. “الاستعداد لبدء حرب خطيرة في حال انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان على نطاق واسع”.
مصدر سياسي بارز أكد لـ””، أن “ما زال الوقت مبكراً لتقييم اتفاق وقف إطلاق النار، ولا يمكن قياس انهيار وقف إطلاق النار بهذه السرعة”. وقد حاول العدو تجاهل الانتقادات والاتهامات التي واجهها داخلياً للتعويض بفرض الأمر الواقع عبر محاولات عقيمة، ولبنان يدرك ذلك ولن يسمح لنفسه بالانجرار إلى نوايا إسرائيل. وكشف المصدر أنه تم الاتصال بالأمريكيين لتكليفهم بمسؤولياتهم ضمن اللجنة الخماسية المكلفة بمراقبة تنفيذ الاتفاق، حيث ستكون الخطوة التالية هي الانتقال من اتفاق وقف إطلاق النار إلى وقف إطلاق نار حقيقي سيسرع عملية السلام. حماية القرار الدولي
اجتماع الانتخابات الرئاسية
ونقل زوار الرئيس نبيه بري أمس عنه قوله: «يجب أن نحضر رئيساً إلى اجتماع 9 كانون الثاني مهما حدث»، لافتاً إلى أن «هناك مؤشرات جدية من الكتل النيابية الرئيسية على استعدادها للتعاون وتسهيل الأمور». انتخاب رئيس توافقي معه لن يشعر أي من الطرفين بالخسارة حتى لو لم ينجح مرشحه”. أو من أسماء أخرى لم تعرف بعد، والأمر يتوقف على نتيجة المشاورات التي تجري». وأعلن بري، أمس، تحديد موعد جلسة انتخابية جديدة لانتخاب رئيس في 9 كانون الثاني المقبل، مؤكدا أن هذه الجلسة “ستكون مثمرة”، لافتا إلى أنه تم تحديد مهلة شهر للتوافق بين الكتل السياسية. وأكد أنه سيدعو سفراء الدول المعتمدين لدى لبنان لحضور الاجتماع «بما يعكس البعد الدولي لهذه المطالبات المهمة».
ماكرون
الى ذلك، علمت «» أن الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بري أكد خلال اتصال هاتفي دام 25 دقيقة «استعداده لمساعدة لبنان بكل ما يحتاجه لاستعادة الاستقرار وتحقيق الانتخابات الرئاسية»، و«تلقى بري، أمس، ترحيباً» اتصال من ماكرون “عرض فيه الوضع العام والخطوات الأخيرة التي اتخذها لبنان بشأن وقف إطلاق النار والمضايقات” “إسرائيل وكذلك”. الاستعدادات للانتخابات الرئاسية”.
كما أجرى ماكرون مساء أمس اتصالاً هاتفياً برئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وبحسب المعلومات الرسمية، فإنهما «بحثا الوضع الراهن في لبنان بعد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وتابعا تنفيذ قرارات مؤتمر دعم لبنان الذي انعقد مؤخراً في باريس».
وشكر ميقاتي الرئيس الفرنسي على “اهتمامه المستمر بلبنان ومساعدته في إنهاء العدوان الإسرائيلي والتوصل إلى اتفاق في هذا الشأن”. وأكد أن “الجيش بدأ بتنفيذ مهامه في الجنوب ومنطقة البقاع والضاحية الجنوبية ويستعد لتعزيز انتشاره في قطاع الليطاني الجنوبي، مجددًا الدعوة إلى “الضغط على إسرائيل”. لإنهاء انتهاكاتها لقرار وقف إطلاق النار، والتي أسفرت عن وقوع إصابات وأضرار مادية جسيمة اليوم (أمس).”
حركة لو دريان
في هذه الأثناء، بدأ مبعوث الرئيس الفرنسي جان إيف لودريان اجتماعاته في لبنان في إطار المساعدة الفرنسية لحل أزمته السياسية وحضر جزءا من الجلسة النيابية أمس التي جرت خلالها ولاية الجيش العماد جوزاف عون وتمديد وتمديد رتبة عميد فما فوق لمدة سنة واحدة. وبالإضافة إلى ذلك، تم تمديد ولاية أعضاء مجلس القضاء الأعلى المنتهية ولايتهم.
وقام لودريان بجولة في بري وميقاتي برفقة السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، وعرض لرئيس المجلس، بحضور مستشاره الاعلامي علي حمدان، “التطورات السياسية ووضع الانتخابات الرئاسية، كما تطورات الوضع فيها. “الوضع العام في ظل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان” بحسب المعلومات الرسمية.
وبحث لودريان مع ميقاتي الوضع في لبنان بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار. وقد ركز البحث على القضية الأساسية وهي انتخاب رئيس . وقال: “بعد أن قال الرئيس الفرنسي: إن استعادة سيادة لبنان تتطلب انتخابا فوريا لرئيس ، أردت القيام بهذه الرحلة لتدارس الوضع والبحث مع الأطراف المختلفة في إمكانية التوصل إلى اتفاق”. عن انتخاب رئيس للجمهورية”. الرئيس، خاصة وأن رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إلى جلسة انتخابية في 9 كانون الثاني/يناير.
انتهاك إسرائيلي
من جهة أخرى، أعربت مصادر سياسية في عن قلقها الحقيقي من طريقة التعامل الإسرائيلي معها، في ظل الخروقات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، وعلى النقيض من أجواء الاطمئنان والتفاؤل بشأن ثبات اتفاق وقف إطلاق النار وثباته. تنفيذاً للمسار التنفيذي المقرر. ويستمر أعضاء حكومة نتنياهو في الإصرار على أنهم ينظرون إلى الاتفاق باعتباره مجرد اختبار لوقف إطلاق النار لا يضمن إنهاء الحرب في لبنان. إضافة إلى ذلك فإن سلوك الجيش الإسرائيلي في الجنوب أثار الكثير من الشكوك حول نواياه خلال فترة الشهرين لتنفيذ الاتفاق. وواصلت قوات الاحتلال خلال اليومين الماضيين هجماتها على عدد من القرى الجنوبية، وفرضت حظر التجول ليلا في عمق المنطقة التي اجتاحتها أو سيطرت عليها بالنيران، وقتلت ستة مواطنين حاولوا دخول قراهم. إضافة إلى ذلك، نفذت طائرات الاحتلال غارات على أهداف زعمت أنها مستودعات لحزب الله في منطقة الزهراني شمال خط الليطاني.
وبحسب موقع أكسيوس الأميركي، فإن إسرائيل أبلغت الأميركيين مسبقاً أنها تخطط لمداهمة مجمع لحزب الله. وقد يكون ذلك مؤشراً على نموذجه السلوكي في الأيام والأسابيع المقبلة. وهذا يعني أن إسرائيل تتمتع بحرية العمل جنوب وشمال الليطاني، الأمر الذي سيجعل الاتفاق حبراً على ورق قبل انتهاء مهلة الشهرين. وتساءلت المصادر: هل ستمنح إسرائيل حرية التعامل مع الاتفاق؟
نتنياهو يهدد
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن نتنياهو يجري مشاورات أمنية لبحث إمكانية استمرار الحرب على جبهات متعددة. وقال: “لم أقل إن ما يحدث في لبنان هو نهاية للحرب، بل وقف لإطلاق النار، وهذا قد يكون قصير الأمد”، لافتا إلى أن “إسرائيل تمكنت من “القضاء على التهديد”. اجتياح بري لحزب الله على الحدود الشمالية”. وشدد على أنه “أوعز للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لحرب خطيرة في حال انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان على نطاق واسع”. وقال نتنياهو للقناة 14 العبرية التابعة لها: “لقد اختفى خطر التسلل البري لحزب الله إلى شمال إسرائيل لأننا هدمنا البنية العسكرية فوق وتحت الأرض”.
قيادة الجيش
أصدرت قيادة الجيش اللبناني بياناً أمس جاء فيه: “بتاريخ 27 تشرين الثاني. و28 تشرين الثاني 2024، وبعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، خرق العدو الإسرائيلي الاتفاق مراراً عبر خروقات جوية، حيث خرق الطيران الإسرائيلي الأجواء اللبنانية واستهداف اتفاق وقف إطلاق النار أيضاً يشكل خرقاً لوقف إطلاق النار والاتفاق الموقع. وتقوم قيادة الجيش بملاحقة هذه الخروقات بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان أمن لبنان وحماية سيادته. وتجدد القيادة جاهزية الجيش لمواجهة كافة التهديدات والعمل على حفظ الاستقرار في البلاد.