| وصفة روسية لإنهاء الحرب!

admin19 نوفمبر 2024آخر تحديث :

ومن المعروف أن بنيامين نتنياهو كان «مدللاً» في موسكو منذ زمن طويل، بل إن البعض يذهب إلى حد القول إنه قبل نحو عشرين عاماً كان «شخصية محبوبة» لدى القيادة الروسية عموماً والرئيس فلاديمير بوتين خصوصاً. .

لكن ما الذي تغير؟ ولماذا تغيرت مشاعر الروس السياسية والشخصية تجاهه؟

وتقول شخصية لبنانية مقربة من موسكو إن التحول في الموقف تجاه نتنياهو بدأ في اليوم التالي لـ “طوفان الأقصى”، عندما فوجئ الروس برؤية قوة إسرائيلية تقاتل في أوكرانيا بعد أن أظهرت صور الأقمار الصناعية ذلك بعد 7 أبريل/نيسان. ولضرورة مواجهة حماس، لجأت تل أبيب إلى سحب نحو 1200 عنصر من قوات النخبة من أوكرانيا.

في هذا الوقت، حدث الاتصال المتوتر والشهير بين بوتين الغاضب ونتنياهو الذي تم القبض عليه متلبساً، وتحولت العلاقة بينهما منذ ذلك الحين من الجيد إلى الأسوأ، وقد انعكس ذلك في تصريح بوتين بأن “الحصار… . «غزة تشبه حصار ستالينغراد»، المدينة التي تمثل ما يمثله في الوعي الروسي.

وإلى جانب شعور موسكو بأن نتنياهو خذلها، رغم كل “عنزة” سابقة، تطورت العلاقات بين روسيا وإيران وتعمقت على إيقاع اجتماعهما حول ملفات “البريكس” وآسيا الوسطى والولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى الاتفاق على مسودة اتفاقية شراكة استراتيجية، وهو أمر ربما لم تفعله روسيا من قبل مع ثلاث دول فقط: الصين وكوريا الشمالية وبيلاروسيا.

ومن المؤشرات على الحالة المتقدمة للتعاون الروسي الإيراني أن موسكو كانت في حالة تأهب عشية وأثناء الهجوم الإسرائيلي الأخير على الإسلامية، كما لو كان موجها ضد روسيا نفسها.

وكجزء من مسار السياسة الروسية هذا، تشير الشخصية اللبنانية التي لها علاقات وثيقة مع موسكو إلى أن الروس يعتقدون أن الحرب الإسرائيلية ضد غزة ولبنان هي في المقام الأول حرب أمريكية بطبيعتها وتهدف إلى خلق “بناء” جديد في الشرق الأوسط سيكون خاضعة لنفوذ واشنطن، خالية من «الدهون» الروسية والإيرانية والصينية. ولذلك فإن موسكو تعارض هذه الحرب بشدة، معتبرة أنها ستضر بمصالحها الاستراتيجية في المنطقة، ولذلك تتعامل معها على هذا الأساس.

وتوضح هذه الشخصية أن القراءة الروسية توحي بأن نتنياهو، منذ اغتيال السيد حسن نصر الله، يتصرف على أساس أنه انتصر، وأنه يريد استثمار ذلك في السياسة. عندما زار وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي موسكو مؤخراً وأثار مسألة وقف إطلاق النار في لبنان، بدا مضيفوه مقتنعين بأن إسرائيل منتصرة إلى الحد الذي سيمكنها من فرض شروطها لتنفيذه، وقد قيل له إن اقتراحك سوف ينفذ. لا ينهي الحرب، بل يطيل أمدها.

بالنسبة للروس، وبحسب انطباعات الشخصية اللبنانية، فإن لحظة استشهاد السيد نصر الله مثلت النقطة البارزة في طريق إنجازات إسرائيل، وبعد ذلك بدأ العد التنازلي وبدأت هذه الإنجازات في التلاشي.

ووفقاً لنهج موسكو، الذي يعكس شخصيتها، فإن إنهاء الحرب يتطلب إما قبول نتنياهو بتخفيض سقفه السياسي من خلال المفاوضات، أو أن يقوم حزب الله أو إيران بتوجيه ضربة قاسية لإسرائيل لإبطاء زخمها وإجبارها على الموافقة على حل واقعي. حل.

وبحسب القيادة الروسية فإن البديل عن هذين الخيارين هو الانزلاق إلى حرب استنزاف لا يستطيع الجانب الإسرائيلي تحمل عبئها إلى الأبد، لكنها في الوقت نفسه ستكون مكلفة على الجانب اللبناني.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة