مضى أسبوع على الإنزال البحري الإسرائيلي في منطقة البترون وما زال لغزا لم تتمكن الأجهزة الأمنية اللبنانية ولا قيادة القوات الدولية من فك شفرته أو تقديم تقرير واحد ملموس وواضح حول ما حدث حدث أسبوع السبت الماضي عند الفجر.
ورغم التحقيقات التي أجراها الجيش اللبناني وإدارة المعلومات في قوى الأمن الداخلي والقوات الدولية، إلا أن الأغرب هو أن البحرية الألمانية لم تسلم بعد المعلومات والبيانات التي لديها إلى الجيش أو اليونيفيل انتهاك خطير للأمن وسيادة لبنان، رغم مسؤوليته المباشرة والمحددة عن مراقبة كامل الساحل اللبناني وفق القرار الدولي 1701! وهو ما يثير بعض علامات الاستفهام حول ما إذا كانت البحرية الألمانية أخفت عن الدولة اللبنانية وحتى اليونيفيل ما رصدته راداراتها ليلة الإنزال.
وبحسب مصادر مطلعة على الملف للجمهورية، فإن قيادة القوات البحرية الألمانية لم ترد بشكل مرض على استفسارات السلطات اللبنانية المعنية وقيادة اليونيفيل بشأن محتويات أجهزة الرادار الخاصة بها المتمركزة على الساحل اللبناني تلك الليلة. مشيرين إلى أنه لا تتوفر أي معلومات أو سجلات أو صور بخصوص هذه الحادثة. يرجى ملاحظة أن البحرية الألمانية ملزمة بموجب القانون اللبناني والقرار 1701 بتقديم تقرير سلامة عن كل حادث خلال عملياتها.
وبحسب المصادر، فإن سفينتين ألمانيتين متمركزتان بشكل دائم على الساحل اللبناني، ومزودتان بأجهزة ومعدات وتقنيات مراقبة ومراقبة متقدمة جداً. عملية كهذه تكاد تكون مستحيلة من دون المراقبة الرادارية وإرسال إشارات تحذيرية إلى القيادة البحرية لمراقبة الساحل اللبناني! وهو ما يلقي ظلالاً من الشك على فرضية أن جميع هذه القوى لن ترصد أي حركة مشبوهة على الساحل اللبناني حتى لو جرت عملية حصار. كما تستبعد المصادر قدرة القوات الإسرائيلية على التشويش على الرادارات البحرية.
وتتحدث المصادر عن روايتين لدخول القوات الإسرائيلية: الأولى كانت بطائرة مروحية أو بسفينة أو سفينتين من خارج المياه الإقليمية اللبنانية، ثم أبحرت القوة الإسرائيلية باتجاه الشاطئ في قوارب صغيرة، ربما قامت بعمليات تمويه ومناورات عبر البحر. أبراج المراقبة للتضليل والسفر لمسافات طويلة واتخاذ طرق غير عادية للوصول إلى الشاطئ. لكن المصادر أكدت أنه بغض النظر عن صحة الرواية، فمن المؤكد أن رادارات البحرية الألمانية قادرة على رصد المروحية أو السفينة التي أنزلت القوات الإسرائيلية في المياه الإقليمية اللبنانية لتبحر باتجاه الساحل.
وبحسب المصادر، فإن عدد القوات الخاصة الإسرائيلية لم يتجاوز 20 فرداً، وربما يكون وجود خمسة عناصر محلية قد سهّل عملية التقدم نحو الفندق، واعتقال عماد أمهز وتوفير الحماية الأمنية للقوات الإسرائيلية التي تراقب ” موقع الإنزال بحسب مطلعين، «في البحر ليست مهمة الجيش اللبناني، بل مهمة البحرية الألمانية. وتشير المصادر إلى أن القوات الدولية تجري تحقيقا منفصلا وتتواصل مع القوة الألمانية، على أن يتم إبلاغ الأجهزة الأمنية المعنية بالتحقيق فور الانتهاء منه.
وبحسب الخبراء، فإنه في ظل وضع الحرب الحالي، لا يمكن لوحدة من القوات الخاصة الإسرائيلية أن تدخل لبنان بهذه السهولة وتنفذ عملية دون الحاجة، بالإضافة إلى الاستطلاع والاستطلاع، إلى التنسيق على الأقل مع القوات البحرية الألمانية التابعة للبحرية الأمريكية. الموجودة في لبنان، تفادياً لأي خطأ قد يؤدي إلى اشتباك بين القوات الإسرائيلية والعدو. قوة أجنبية متواجدة في البحر أو البر أو مع الجيش اللبناني.
هذه المعطيات وغيرها التي قد تنكشف لاحقاً، بالإضافة إلى الارتباك داخل قوات اليونيفيل والتنسيق الوثيق الاستخباراتي العسكري بين إسرائيل وألمانيا في الحرب على لبنان وغزة، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك وجود عنصر خفي وعنصر خفي. مفقود على خلفية إحدى العمليات التي هزت الأمن اللبناني وأحدثت صدمة لدى المواطنين. وبينت مدى التهديد الأمني اللبناني، ليس فقط في مواجهة العمل العسكري الإسرائيلي، بل أيضاً في المجال الاستخباراتي الأمني، مما يترك العديد من الأسئلة دون إجابة، أهمها: مع هبوط البترون، هل قدمت إسرائيل ملاذاً آمناً؟ نسخة عما جاء في القرار 1701 الجديد المطلوب؟ ومن سيحمي لبنان من عمليات الإنزال الإسرائيلية العديدة والأعمال العدائية في المناطق غير اللبنانية؟