مانشيت “”: تفاؤل الليل بدّده النهار… ونتنياهو “في عين العاصفة”

admin1 نوفمبر 2024آخر تحديث :

لم يتصاعد أي دخان أبيض من لقاء المبعوثين الأميركيين في تل أبيب وحديثهم مع نتنياهو، ولم يكن أحد يتوقع هذا الدخان حقا، بناء على تجارب سابقة في غزة، حيث انتهج نتنياهو سياسة المراوغة، وهذه السياسة تكرر نفسها الآن أن العدو الإسرائيلي أصبح مقتنعاً بأنه لا يستطيع التوقف.. ولولا ذلك لخسرت إسرائيل معركة وصفها بأنها معركة «وجود الشرق الأوسط وتغيير وجهه».

وقال مصدر بارز مطلع على المفاوضات لـ«» إن نتنياهو وضع الكثير من العراقيل قبل أن يتمكن من الاتفاق على حل يضمن تنفيذ القرار 1701، خاصة فيما يتعلق بالالتزام بآلية المراقبة وحرية التنقل على الأرض. جواً وبحراً، وبهذا تحطم حلم الحل قبل الخامس من نوفمبر.

وأكد المصدر أن هوكشتاين لم يجر أي اتصال مع الرئيس نبيه بري أو الرئيس نجيب ميقاتي بعد مغادرته تل أبيب، لكن إشارات وسائل الإعلام العبرية ونتنياهو نفسه أكدت أن الوفدين عادا خاليي الوفاض وانتظرا “بشكل مدمر” إلى ما بعد الاتفاق. الانتخابات الامريكية. وقال المصدر: “ليس أمام لبنان إلا الصمود وعدم الاستسلام لأن الحرب الدائرة لم تعد حربا عادية بل تحولت إلى صراع على الإيرادات والحديث عن وقف إطلاق النار أصبح سؤالا وهميا، لأن نتنياهو حدد الأهداف”. لا يمكن تنفيذه في وقت قصير وقد يستغرق شهورا وسنوات ومن الواضح أن التاريخ سيعيد نفسه.

لكن مسؤولاً كبيراً قال لـ«» إن الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 في الجنوب ما زالت جادة. وأكد أن هوكشتاين لن يزور لبنان لأنه يحتاج إلى العودة إلى واشنطن لمتابعة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها الثلاثاء المقبل. واستبعد المرجع أن يتم التوصل إلى حل بين هذه المطالبة الأميركية في هذه الأيام القليلة.

الى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ«» إن التواصل انقطع بين هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيين بعد زيارته تل أبيب ولقائه نتنياهو. وأشارت إلى أن تصريحات نتنياهو أمس كانت سلبية للغاية ولم تشر إلى أي تقدم نحو اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب المصادر، فمن الواضح أنه من المستحيل التوصل إلى مثل هذا الاتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر المقبل. وأشارت إلى أنه ليس من الضروري أيضاً أن يأتي الحل فور انتهاء الانتخابات، إذ سيحتاج الرئيس المقبل إلى بعض الوقت لبناء حكومته ووضع استراتيجية لحركته، حتى لو كان المرشح الديمقراطي والحالي. المرشحة لنائبة الرئيس كامالا هاريس هي المنتخبة، كل المؤشرات تشير إلى أنها لن تبقي أنتوني بلينكن في وزارة الخارجية وعاموس هوشستين ليس ضمن فريقه الدبلوماسي، وبالتالي فإن إحياء الزخم الدبلوماسي الأمريكي سيتأخر حتى يتم تعيين بديلين له .

لا توجد مستوطنة قريبة

مصادر دبلوماسية مرافقة لـ«» تجمع من الاجواء التي برزت خلال مباحثات هوكشتاين وماكغورك مع المسؤولين الاسرائيليين، عدم وجود حل فوري ينهي الحرب في لبنان. وأكد ذلك البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلا إن نتنياهو حرص خلال لقائه مع المبعوثين الأميركيين على أن أي تسوية “يجب أن تضمن أمن إسرائيل”. وهذا الجملة تعني أن الحكومة الإسرائيلية تتمسك بموقفها المعلن سابقاً وتمنحها الحق في مراقبة تنفيذ القرار 1701 وتمركز قوات دولية أو متعددة الجنسيات على المعابر الحدودية مع لبنان برا وبحراً وجواً، وذلك لمنع “ “حزب الله” من استيراد الأسلحة والذخائر الجديدة، بشرط أن يكون للإسرائيليين الحق في شن هجمات ضد أي شحنات تصل إلى “الحزب” إذا لم تمنعهم هذه القوات أو الجيش اللبناني من ذلك.

المصادر نفسها وجدت في الموقف الإسرائيلي “إعلاناً واضحاً عن الرغبة في مواصلة الحرب على لبنان حتى تحقيق الأهداف التي تعمل من أجلها حكومة نتنياهو، والتي قد يكون بعضها غير مفسر وغير واضح، وحول قدرة حزب الله على الهجوم”. وإزالته إلى ما بعد الليطاني، وهذا يعني أن الحرب ستستمر إلى أجل غير مسمى”.

عين العاصفة

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو قال لهوكستين وماكغورك خلال محادثاته معهما: “المهم في الحل في لبنان هو إمكانية تحقيق الأمن ومواجهة التسلح، ولإسرائيل حرية عمل أكبر في إيران”. وأضاف: “إنني أقدر بشدة الدعم الأمريكي وأقول نعم عندما يكون ذلك ممكنا وليس عندما يكون ضروريا. نحن نغير وجه الشرق الأوسط، لكننا ما زلنا في عين العاصفة ونواجه تحديات كبيرة، ولا أقلل من أعداءنا على الإطلاق». وشدد على أن «هناك ضغوطا للتوصل إلى حل سابق لأوانه في لبنان». وقال: «إننا نعالج أذرع الأخطبوط ونضرب رأسه في نفس الوقت في إيران. “أنا لا أحدد موعدا لنهاية الحرب، لكنني حددت أهدافا واضحة للنصر فيها”.

وأكد نتنياهو للموفدين الأميركيين أن “إسرائيل عازمة على إحباط أي تهديد لأمنها من لبنان وإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال”، وقال: “المشكلة الأساسية ليست وثائق هذا الاتفاق أو ذاك، بل القدرة”. وإصرار إسرائيل على تنفيذ الاتفاق”. وتابع: “وقف إطلاق النار مع حزب الله يجب أن يضمن أمن إسرائيل”.

السفارة الأمريكية

وأفاد موقع “أكسيوس” الإلكتروني، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن نتنياهو ناقش مع المبعوثين الأميركيين “اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وجهود استئناف المفاوضات بشأن غزة”. ونقل الموقع نفسه عن هؤلاء المسؤولين أنهم “أكدوا أن واشنطن وافقت على إرسال رسالة إلى إسرائيل بشأن اتفاق محتمل مع حزب الله”، لافتا إلى أن “الرسالة تتضمن دعم العمل العسكري الإسرائيلي في حال انتهاك الاتفاق”. والتزام واشنطن يشمل “دعم إسرائيل في حال وجود تهديد من حزب الله”. وبحسب المسؤولين فإن “الرسالة الأميركية تنص على تعيين مسؤول لقيادة آلية مراقبة تنفيذ الاتفاق”.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المبعوثين الأميركيين التقوا أيضاً بوزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وتناولت المحادثات التسوية في لبنان واتفاق إطلاق سراح الأسرى والتصعيد ضد إيران.

وفي هذا الصدد، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مصادر مطلعة أن المسؤولين الأميركيين يشكون في أن تؤدي الجهود الدبلوماسية هذا الأسبوع قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان. وأوضحت أن هناك شعورا داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن نتنياهو ينتظر نهاية الحملة الرئاسية لمعرفة من سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة، لكن واشنطن تظل ملتزمة بإرسال مبعوثين رفيعي المستوى إلى هناك. المنطقة لبحث احتمالات إنهاء الحرب.

وذكرت المصادر أن “مستوى التفاؤل بشأن وقف إطلاق النار تضاءل خلال ساعات أو أيام من زيارة هوشستين لإسرائيل، وبات يعتمد على الجهود الدبلوماسية المستمرة التي قد تظهر لاحقا”.

حلقة النار الخطيرة

في غضون ذلك، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن “المنطقة تتجه نحو توسع خطير للحرب”. وتعليقا على إعلان تعيين الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله، قال أردوغان: “سيقاتلون من أجل لبنان وسيواصلون الحرب ولا تغيير في سياستهم”. وأن المرحلة المقبلة ستكون أكثر تعقيدا، ودعا أردوغان “الدول ذات الضمير” إلى “ممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة